السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

30 يونيو ثورة شعب| الأقصر.. والد شهيد "أبو الجود": ابني نال أعلى منزلة

الرائد مصطفى حجاجى
الرائد مصطفى حجاجى حلمى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالتزامن مع مرور ٦ أعوام على خروج أبناء الشعب المصرى فى ثورة شعبية كبرى، رفضا لحكم الإخوان، وما صاحبه من محاولات هدم مؤسسات الدولة، وتهديد وحدة وسلامة نسيج المجتمع المصرى وهويته الوطنية، وسقوط حكم الإخوان وما تلاها من استعادة البلاد لعافيتها مجددا مع مرور الأعوام، وتحقيق التنمية فى كافة المجالات، إلى أن مصر لا تزال تجود بخيرة شبابها بين الحين والآخر فى سبيل استقرار الدولة وأمانها والعبور بمصر إلى بر الأمان.
وقدمت محافظة الأقصر، منذ اندلاع ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، حتى اليوم عددا من الشهداء الذين ضحوا فى سبيل تحقيق الأمن لوطننا، ولم يدخروا جهدا فى ملاحقة الإرهابيين.
فى ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤، استشهد المجند محمد حجاج على محمود، ابن منطقة أبو الجود فى مدينة الأقصر، فى حادث استهداف قوة أمنية كانت تشارك فى تأمين مؤسسات الدولة فى منطقة البحوث فى القاهرة، عن عبوة ناسفة ثم هجوم ببنادق الخرطوش.
وقال والد الشهيد، إنه رغم مرور السنوات، فلا تزال أم الشهيد تدعو له ليل نهار، وتنتظر عودته أحيانا، وكأنه لا يزال حيا يرزق، مؤكدا استعداده لتقديم نفسه وأولاده فداء للوطن، والتضحية بأرواحهم، مشيرا إلى أن ابنه نال أعلى منزلة، وهى الشهادة أثناء تأدية الواجب الوطنى وفداء الوطن.
وأضاف والد الشهيد، أن نجله، حصل على دبلوم فنى صناعي، وكان يعمل فى تركيب «الفورم الفنية» فى الشقق المفروشة أثناء إجازاته فى القاهرة، ليحصل على لقمة عيشه وليدخر بعض المال استعدادا لزواجه، وأن عائلته كانت تستعد لزواجه بعد ٦ أشهر، فور انتهاء خدمته العسكرية، وأن آخر رسالة أرسلها لشقيقته أنه سيتمم خطبته فور نزوله إجازة فى نهاية شهر أكتوبر، وكان نص الرسالة التى بعث بها قبل استشهاده: «أنا نازل أخطب آخر الشهر.. لا إله إلا الله محمد رسول الله» ولكن القدر لم يمهله.
وفى ١٨ يوليو ٢٠١٥، لاقى الرائد مصطفى حجاجى حلمى محمد ابن قرية الشغب فى مدينة إسنا، وجه ربه شهيدا؛ حيث تم استهدافه مع فصيلته فى كمين «أبو رفاعي» بسيناء، فى نفس يوم احتفاله بذكرى تخرجه فى الكلية الحربية عام ٢٠٠٩، حيث كان الأول على دفعته.
وقالت السيدة بهية طه محمد شعبان، والدة الشهيد الرائد مصطفى حجاجى، المُلقبة بـ«الأم المثالية لأمهات الشهداء»، إن الشهيد كان أمله فى الحياة الالتحاق بالكلية الحربية وأمنيته الثانية أن يكون الأول على دفعته، وحقق الله ما تمنى قبل استشهاده، لكنها تمنت فور تخرجه أن تزفه على عروسه، لكن رأته يزف على عروس السماء، مشيرة إلى أنه كان حريص على تجميع أبناء دفعته من أجل المشاركة فى أعمال الخير، وكان من المفترض أن يعود إلى بلدته قرية الشغب بالأقصر فى إجازة العيد من أجل البحث عن شريكة حياته، ولكن ذلك لم يتحقق ونال ما كان دائمًا يريد أن يناله وهى الشهادة. 
وفى ٢٩ مارس ٢٠١٧، استشهد المجند محمود عبادى محمود سليم، وشهرته «محمود خديوي»، الذى كان يبلغ وقتها من العمر ٢١ سنة، ابن قرية ترعة ناصر التابعة لمركز إسنا فى محافظة الأقصر، فى إحدى العمليات الإرهابية فى مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، والتى راح ضحيتها ٥ من أبناء القوات المسلحة.
وقال أحمد علي، أحد أقارب الشهيد: «ربنا يرحمك يا ابن عمي.. ونحتسبك عند ربنا من الشهداء.. وربنا يصبرنا على فراقك كان راجل ومبيخافش من الموت وعمره ما أذى حد».
وفى يوم الاثنين ٩ يوليو ٢٠١٧، ودعت محافظة الأقصر شهيد الواجب الوطنى طارق محمد محمد إبراهيم، ابن منطقة نجع الجسور فى مدينة الطود، فى عملية إرهابية استهدفت «قوة أمنية» فى منطقة الصفا دائرة قسم رابع العريش؛ حيث انفجرت عبوة ناسفة أسفرت عن استشهاد مجندين وإصابة ٩ آخرين من قوة قطاع الأمن المركزي.
وقال محمد محمد إبراهيم، والد الشهيد: «شعرت بصدمة كبيرة عند سماعى نبأ استشهاده بعد قضاء حوالى ٩ أشهر فى الخدمة العسكرية، وقتها لم أصدق لفترة طويلة، لكن احتسبته عند الله شهيدًا، وأيقنت أن الله قد اختاره فى المكان الصحيح الذى يتمناه كل منا، واستسلمت لأمر الله».
وأضاف والد الشهيد، أن نجله من مواليد ٢٩ ديسمبر عام ١٩٩٦، فى منطقة نجع الجسور، وحصل على دبلوم فنى صناعي، وترتيبه بين إخوته الرابع والأخير بين أشقائه، والتحق بالخدمة العسكرية بكتيبة القاهرة فى البساتين تابع للأمن المركزي، مضيفًا: «ربنا يدينى الصبر من عنده، كان زى سندى فى الدنيا مع أنه آخر العنقود بس أنا راضٍ تمامًا بقضاء الله وقدره، وبحتسبه عند الله شهيدًا».
واستمرت الأقصر فى تقديم الشهداء، فشهد يوم ١٥ يوليو ٢٠١٧، استشهاد محمد عبده عبدالعليم يوسف وشهرته «طارق عبدالعليم»، ابن نجع السبتية فى منطقة الكرنك، ليقدم نفسه فداء للوطن حين استشهد فى عملية إرهابية استهدفت «دورية شرطة» فى قرية أبو صير بمركز البدرشين التابعة لمحافظة الجيزة، ما أسفر عن استشهاد أمين شرطة وفرد و٣ مجندين.
وقال عبده عبدالعليم محمد، والد الشهيد، «ابنى طول عمره صعيدى دمه حر وكان بيحب جيش بلده، ومات راجل فى خدمة وطنه، ولكن لا نقول إلا ما يرضى الله سائلين المولى - عز وجل - أن يتغمده فسيح جناته، نجلى كان يتمنى الشهادة فى سبيل الله والوطن ولله الحمد والشكر نالها»، مؤكدا أنه كان دائم التحدث عن أصدقائه الذين استشهدوا فى الجيش والشرطة بالحوادث الإرهابية، وتمنى الشهادة مثلهم فى خدمة وطنه ونالها، مشيرا إلى أن الإرهاب يسعى لقتل كل من يرتدى الزى الميرى والعسكري، وكل من يدافع عن أرض الوطن، وأوهمهم بالجنة عقب قتل أبنائنا الشهداء، ولكنهم جميعا فى النار وأبنائنا فى الجنة بإذن الله.
وتابع والد الشهيد: «نجلى من مواليد ٢٠ فبراير ١٩٩٧، حاصل على دبلوم صنايع، التحق بالخدمة العسكرية فى قطاع الأمن المركزى حراسات بمديرية أمن الجيزة، وله أربعة أشقاء «ولدين وبنتين»، وترتيبه الثانى بين إخوته، مؤكدًا أنه لقى ربه ببدلته العسكرية خلال خدمته فى البدرشين لدى عودته من خدمة كمين أبو صير السياحي»، قائلًا: «حسبى الله ونعم الوكيل فى الإرهاب والغدر، دول لو رجالة ووقفوا لابنى راجل لراجل كان قتلهم كلهم بدراعه من غير سلاح، لكنهم جبناء».
وفى يوم الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨، كان نجع عوض الله بالأقصر، بقرية الحبيل على موعد مع شهيد جديد هو المجند أحمد على يوسف جلال، الذى استشهد فى حادث إرهابى أثناء تأدية خدمته فى التصدى لمجموعة إرهابية هاجمت الكمين الأمنى بالطريق الساحلى لمدينة العريش. وأوضح أبوالفضل حسن جلال، شقيق والد الشهيد، أن الشهيد كان يبلغ من العمر ٢٢ عامًا لحظة استشهاده، حاصل على دبلوم فني، والتحق بالخدمة العسكرية منذ أكثر من عام، وهو أصغر أشقائه الذين يبلغ عددهم ٤ بينهم شابان وفتاتان، مشيرا إلى أن والد الشهيد يبلغ من العمر ما يزيد على ٦٠ عامًا، حيث بلغ سن التقاعد بعد عمله كموظف فى حى شرق مدينة الأقصر وينتمى لأسرة بسيطة، مشيرا إلى أن الشهيد كان يشتهر بالهدوء وأنه بعيد عن أى مشاحنات، وكان يقضى فترة إجازته فى رعاية رءوس الماشية الخاصة بأسرته.