يونيو شهر جنيف العمال.. في هذا الوقت من كل عام، يبدأ الازدحام على السفارة السويسرية من قِبَل أصحاب البدلة الزرقاء، معلنين رغبتهم الجامحة خلف رحلة لن يفعلوا فيها إلا التقاط الصور التذكارية والحصول على بدل السفر.
ما يقرب من 30 نقابيا غادر أرض القاهرة منذ أيام متوجها إلى أقصى جنوب سويسرا "جنيف"، دولارات ويوروهات بالآلاف تُصرف خلال تلك الرحلة، ولكن يبقى السؤال: ماذا يفعل هؤلاء هناك؟ هل هناك كلمة تؤثر في موقفنا أو مداخلة ضمن جدول المؤتمر إلا رئيس الوفد العمالي الذي أعلن قبل سفره أنه في مهمة قومية وترك مذكرة إلى زميله رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب يخاطبه بزيادة مدة الدورة النقابية إلى 5 سنوات بدلاً من 4 في قانون التنظيمات النقابية.
إذن لماذا سافر كل هؤلاء؟ لماذا لم يقتصر الوفد على 10 أعضاء أو 20 بدلًا من هذه الأعداد وكأنه مولد وصاحبه غايب؟ هل تعلمون أن الوفد الأمريكي المشارك بالمؤتمر لم يتخطَّ عدده الـ 10 أعضاء؟
كذلك الأمر ينطبق على بعض رؤساء النقابات الذين اصطحبوا نوابا لهم رغم أن الأمر من الأساس لا يستدعي وجود رؤساء النقابات أصلاً.
وهنا أريد أن أتوجه لهم بالسؤال: لعل إجابة تُثلج صدورنا: هل هناك استفادة لمصر من وراء صمتكم طوال أيام المؤتمر أم أن السفر أساسه بدل؟ وللأسف وسط كل هذا فإن الحقيقة المُرَّة في رحلتكم هي سيل الصور على فيس بوك ما بين القهوة ومآدب العشاء وغيرها مما لذ وطاب.
أخيرًا.. إلى رئيس اتحاد العمال الحالي: نريد أن نعرف منك وليس من أحد آخر، لماذا لا تسافر إلى جنيف كل عام؟ هل ترى أن الحدث ضئيل لا يستدعي وجودك أم أن هناك أسبابا تعلمها ولا تريد الإفصاح عنها؟ أم أنك تخشى ركوب الطائرة؟! ولكن حقيقة أخشى أن يكون السبب أنك ترى أن نتائج هذا المؤتمر محسومة فلا فائدة من ذهابك إلى هناك!
