السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بين السطور.. جهلة التاريخ!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشكلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وغيره من الساسة الأمريكان وحتى الأوروبيين أنهم يجهلون قراءة التاريخ.. ولو فعلوا ذلك لعرفوا أن العقلية العربية أقوى بصيرة من مثيلتها فى العالم خاصة عندما يريد صاحبها أن يفعل ولنا فى التاريخ سير ومواعظ وعبر كثيرة بداية من أول دولة مركزية فى العالم وضع قواعدها الفراعنة ومرورا بالفتوحات الإسلامية ونصر أكتوبر العظيم وصولا إلى ٣٠ يونيو الذى سنحتفل به بعد أيام قليلة.
ونفس الشيء عند الملالى فى إيران وجوارى السلطان فى تركيا!! فالمسئولون الإيرانيون لا يزالون يحلمون بعودة الإمبراطورية الفارسية وتاركين أنفسهم يعيشون أضغاث هذه الأحلام التى يطلق عليها علماء النفس أحلام اليقظة ويراهنون على عملية النفس الطويل والمراوغة وتطبيق مبدأ التقية الذى يعتنقونه!! ونسوا أن العالم يتغير ويحدث انحلال للحضارات بين زمن وآخر لكنها الرجعية التى يفرض من خلالها الإنسان على نفسه العيش فى تخلف عن الحاضر والمستقبل.
ويأتى حاكم تركيا الذى يمتلك خدا يتحمل الصفعات الواحدة تلو الأخرى وللأسف بعضها من صنع يده القذرة مثلما أعد سيناريو الانقلاب ليقضى على المعارضة بصفة شرعية كما يدعى وأخيرا تلقى الصفعة القوية بخسارته حكم إسطنبول بعد السيطرة عليها لمدة ربع قرن كاملة ليبدأ رحلة العد التنازلى لاختفائه عن الساحة السياسية وخروجه من الباب الخلفى غير مأسوف عليه.
أرى وربما معى الكثيرون أن الخطأ الكبير الذى يقع فيه مثل هؤلاء يكمن فى النرجسية التى يتخذون منها سياجا لهم ويتصورون أنفسهم أكثر وعيا من الشعوب!! ولأنهم أغبياء ولم يستوعبوا دروسا وعبر التاريخ المليئة بانتصار الشعوب فى كل المواجهات التى تحدث مع الأنظمة!!
نعود إلى المدعو ترامب والذى يكشف عن نفسه كل يوم لقلة خبرته السياسية وأرى ذلك من حسن حظنا حتى نستطيع إجهاض المؤامرات الماسونية.. فهو الآن يتنقل بين صفقة القرن والبحث عن رادع للتنين الصينى الذى أصبح مقبلا على احتلال صدارة أقوى دول العالم اقتصاديا رغم أنف الأمريكان وحلفائهم البريطانيين والإسرائليين.. لذلك يسعى إلى المزيد من ابتزاز الأموال سواء العربية أو حتى الصينية واليابانية بإعلانه ترك تأمين ناقلات البترول التى تمر فى مضيق هرمز ونسى أن العالم يعرف حقيقة اللعبة المكشوفة التى يقوم بها مع الإيرانيين حلفاء الشيطان وسعيه لتصويرهم البعبع الفظيع للملكة السعودية للحصول على ما هو أكثر من الـ٤٠٩ مليارات دولار لحمايتها من إيران واللعب على وتر الشيعة والسنة!!
لكنه لا يعرف أن المؤتمر الذى دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية بالبحرين لجمع أموال واستثمارها فى فلسطين لحل القضية قد فشل قبل أن يبدأ برفض الفلسطينيين للحضور وعدد ليس بالقليل من الدول المدعوة لهذا المؤتمر لعلم الجميع أن النوايا الأمريكية والماسونية تسعى إلى تثبيت أمر واقع وتشييع القضية الفلسطينية إلى مثواها الأخير.. كما أن عملية سعى ترامب إلى المزيد من الأموال بطريقة الابتزاز بحجة تأمين مضيق هرمز قد انكشفت وستجهض خططه أيضا فى هذا الجانب.
كل هذه المعطيات وغيرها تجعلنى أقول إن الناخب الأمريكى قدم للعالم هدية ثمينة دون أن يقصد بانتخابه لهذا الترامب متصورا أن رجلا اقتصاديا من طراز رفيع يستطيع دفع الاقتصاد الأمريكى قفزات إلى الأمام يعيد من خلالها الكثير من الهيبة التى فقدتها أمريكا فى الآونة الأخيرة لكنه عاد بها إلى الوراء وأتصور أن الوضع سوف يزداد سوءا لو تم انتخابه لولاية ثانية وسيعجل بتراجع أمريكا وانتهاء حقبة سوداء من السيطرة الأمريكية حافلة بانتشار الإرهاب وسقوط دول كثيرة وموت وتشريد الملايين والكشف عن الوجه الحقيقى الديمقراطية المزيفة التى يدعون إليها مع حلفائهم الإنجليز والصهاينة.. وما علينا سوى الانتظار لنرى مفاجآت مدوية خلال عقد من الزمان على أسوأ تقدير.
والله من وراء القصد.