اشتهر الفنان حسين رياض بدور الأب، حتى لقب بـ«أبو السينما المصرية»، حيث قدم الكثير من الأعمال المسرحية خلال رحلته الفنية، إضافة إلى الإذاعة والتليفزيون، وكان أول أعماله المسرحية «خلى بالك من إملي»، وظل يعمل مع العديد من الفرق المسرحية، ويعد واحدا من الذين يجيدون التسلل إلى أدوارهم بسهولة دون انفعال، وهو أحد أيقونات الفن العربى ورمز من رموزه الأصيلة الخالدة.
وقد احتفى المجلس الأعلى للثقافة، فى أمسية فنية لمناقشة الكتاب الذى أصدرته ابنته فاطمة حسين رياض، إعداد وتوثيق المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، تحت عنوان «حسين رياض.. الفنان صاحب الألف وجه»، مساء اليوم الثلاثاء، إضافة إلى عرض فيلم وثائقى حول رحلة الفنان حسين رياض، من إنتاج المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وذلك وفق ما طالبت به وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، فى فبراير الماضى، من تنظيم احتفاء يليق باسم الفنان الراحل فى حضور كوكبة من كبار المسرحيين والنقاد.
تقدم «البوابة نيوز» قراءة فى هذا الكتاب وفقا لهذه المناسبة، احتفاء بأحد أيقونات الفن العربي.
فاطمة حسين رياض: الكتاب يوثق بداياته فى المسرح المعاصر والسينما
قالت فاطمة حسين رياض، ابنة الفنان الراحل حسين رياض: «أهدى هذا الكتاب إلى أبى الحبيب الذى لم أعرفه إلا بعد رحيله، وأسعدنى فى حياته بحبه وطيبته وتدليله، ولا يزال يسعدنى بعد رحيله بتقدير وتكريم وطنى الحبيب لقيمته وتراثه، وبحب الجماهير لى أينما تواجدت، أبى يا أحب الناس، ارقد فى سلام واطمئن؛ فإنك باقٍ خالد فى قلب ووجدان أسرتك الصغيرة وجمهورك الكبير».
وأضافت فاطمة، أن هذا كتاب مهم، يتناول فقط السيرة الذاتية أو المسيرة الفنية لرائد وفنان قدير أسهم بدور مهم وإيجابى فى إثراء مسيرة الفن العربي، ولكنه يعد أيضا تأريخا لمرحلة مهمة من تاريخ بدايات مختلف الفنون فى بلادنا، حيث يتناول الكتاب بالرصد والتوثيق بدايات المسرح المعاصر، وبدايات الفن السينمائى عالميا وعربيا، خلال العقود الأولى من القرن العشرين، كما يتناول أيضا بدايات كل من الدراما الإذاعية والتليفزيونية خلال منتصف القرن تقريبا، ومما لا شك فيه أن هذا التوثيق وإعادة التأريخ لتلك المراحل المهمة فى حياتنا الفنية سوف تتضمن أيضا تقديم كثير من الإسهامات لنخبة من الرواد فى مختلف القنوات الفنية «مسرح، سينما، إذاعة، تليفزيون»، مما يجعلهم قدوة للأجيال التالية، بالإضافة إلى اكتشافه وتوثيقه لكثير من المعلومات والأحداث الفنية المجهولة، إلى جانب عدد كبير من الصور النادرة، وبخاصة فى مجال العروض المسرحية، التى أشاهد بعضها لأول مرة، إضافة إلى كثير من المعلومات والمواقف التى لم تنشر من قبل، وكذلك تضمنه لأول مرة على القوائم الكاملة لجميع أعماله بمختلف القنوات الفنية.
وأشارت فاطمة إلى عدم معاصرتها لكثير من مراحل حياة والدها، خاصة وقد تزوج فى فترة متأخرة نسبيا بعدما حقق مكانته الفنية، وإنها ترى أن هذا الكتاب يعد تتويجا لجهود سنوات طويلة قضتها فى محاولة تخليد اسم أبيها بمختلف الأساليب التى تتناسب مع مكانته الفنية والأدبية.
وتابعت: «الكتاب بهذا الشكل المتكامل يجمع بين الصور النادرة والتوثيق والتحليل بمنهج علمى والأسلوب الشيق ليصبح مرجعا أساسيا لكل الباحثين والدارسين، ليس فقط لإسهامات الفنان القدير حسين رياض، ولكن أيضا لمعاصريه من كبار الفنانين، ولذا فقد حرصت على إهدائه لجميع المراكز العلمية والبحثية ومكتبات الجامعات».
وأشارت فاطمة، إلى أن المؤرخ المسرحى عمرو دوارة، حارس ذاكرة المسرح المصري، الذى أتاح لها فرصة معاصرة؛ حيث بدأت متابعتها لإصداراته التوثيقية مع المركز القومى للمسرح، ولمست ذلك عن قرب حينما شرفت بتوثيقه ودراسة جميع الإسهامات الفنية لوالدها القدير حسين رياض، وأيضا كتابة المادة العلمية والسيناريو للفيلم التوثيقى الخاص به.
عمرو دوارة مؤلف الكتاب: الفنان حسين رياض رمز خالد وإحدى أيقونات الفن العربى
قال مؤلف الكتاب المؤرخ المسرحى عمرو دوارة، إن هذا الكتاب المهم يعد وثيقة فنية وثقافية تقدم للأجيال الجديدة صورة واقعية ومشرقة لبدايات الفنون العربية الحديثة فى النصف الأول من القرن العشرين، كما تسجل لهم أهم إنجازات الفنان القدير حسين رياض، الذى وهب حياته للفن الذى عشقه بكل جوارحه، وتوثق إسهاماته الناجحة فى خدمة وطنه الذى عشقه بنبل وصدق وإخلاص، كما يعد منهجا ميسرا فى «إعداد الممثل»، وذلك بتأكيده بعض مناطق القوة والتميز فى أداء هذا الفنان، والإشارة بين السطور إلى بعض أسرار «فن التمثيل».
وأضاف دوارة، أن حسين رياض، أحد أيقونات الفن العربى ورمز من رموزه الأصيلة الخالدة، فهو قامة شامخة وقيمة رفيعة سامية، ساهمت فى إثراء حياتنا الفنية بتجسيده لعدد كبير من الشخصيات الدرامية الخالدة بجميع القنوات الفنية «المسرح، السينما، الإذاعة، التليفزيون»، ولذلك فقد نجح بمشاركاته الفنية المتتالية وإبداعاته المتعددة فى تحقيق مكانة خاصة له فى قلوب جماهير وعشاق الفن على مدار عدة أجيال، تلك الجماهير التى أصبح «حسين رياض» بالنسبة لها علامة للتميز والجودة الفنية بعدما أُعجبت بأدائه الطبيعى، وعشقت صدق تمثيله ومهارة تجسيده لمختلف الشخصيات، والحقيقة تقتضى أن أقرر أنه لا يمكن إجراء أى دراسة أكاديمية عن تطور فن التمثيل بمصر والوطن العربى دون تناول أعمال وإسهامات هذا الفنان القدير، فقد عشق هذا الرجل مرهف الحس الفن وبذل من نفسه وجهده الكثير والكثير، فساهم بالإبداع فى شتى المجالات الفنية، كما ساهم فى تدريس أسس الفن ونشر القيم.
وأكد دوارة، أن رياض كان يحرص دائما على التعاون فقط مع كبار المخرجين المبدعين أصحاب الرؤى الفنية المتكاملة، ولذلك يمكن من خلال مراجعة قائمة المخرجين الذين تعامل معهم طوال مسيرته الفنية أن نسجل له تعاملاته، قد انحصرت فقط مع نخبة من كبار المخرجين المبدعين، كما شهد له الجميع بقدراته ومهاراته الرائعة على الانتقال من التراجيديا للكوميديا والعكس أيضا بسلاسة وإقناع، شارك فى بطولة بعض الأدوار الكوميدية سواء بالمسرح أو السينما، وحقق من خلالها نجاحا كبيرا، ويحسب لهذا الفنان الموهوب والمثقف الحقيقى تواضعه الشديد واعتزازه بانتمائه للطبقات المتوسطة واعترافه بالجميل وفضل الآخرين، إلى جانب فضل أساتذته فى تشجيعه وفى مقدمتهم الرائد عزيز عيد، الذى آمن بموهبته منذ شاهده على خشبة المسرح بإحدى فرق الهواة لأول مرة؛ فكان له فضل توجيهه إلى ضرورة استكمال طريق الفن.
وتابع، أن الفنان حسين رياض ممثل من الطراز المثقف الواعى الذى يؤمن بأن الفن بكل معطياته يجب أن يعبر عن القضايا المعاصرة، وعن كل الهموم والأوجاع الاجتماعية الملحة، وأن الدور الحقيقى له ينبغى أن يكون فى خدمة الإنسان والمجتمع، ومن المؤمنين بأن عطاء الممثل يسمو ويتميز من خلال التزامه بالبساطة والتلقائية التى تمكنه من تحقيق ذلك التواصل المنشود مع جمهور المشاهدين، فقد أجمع النقاد خلال العقود المختلفة، على أصالة موهبته وتمكنه من جميع مفرداته الفنية، وأيضا على تفرده وتميزه ومكانته السامية بين جميع أفراد جيله، بل وبين جميع الممثلين بالوطن العربى بصفة عامة.
أقوال مأثورة
لم تكن عبارات الفنان حسين رياض وجمله البليغة مجرد كلمات للتواصل والتعبير عن بعض المعانى، ولكنها كانت دائما ما تعبر عن فكره وثقافته وتكشف عن معتقداته والقضايا الفنية والإنسانية التى يتحمس لها ويتبناها، وبالتالى فهى بهذا المفهوم لم تكن مجرد وعاء للكلمات، بل كانت جسرا للتحاور مع الآخرين ومشاركتهم فى نشر قيم الخير والحق والجمال.
- الأيام كانت تمضى وهواية الخلق تنمو فى داخلي، وينمو معها وعيى وتفكيرى وإحساسى بالخجل من الزعم والتلفيق فكنت أنفس عن نفسى بارتياد المسارح.
- كانت عائلتنا وكأى عائلة تعشق فن «سلامة حجازي» ومسرحه الغنائى تتردد على مسرحه من آن لآخر.
- توفى والدى وأنا فى عمر الحادية عشر، فافتقدت حنان الأب، ربما يكون هذا هو السبب الرئيسى وراء إجادتى لتجسيد أدوار الأب.
- زلزلت فرقة «جورج أبيض» عند ظهورها فى ١٩١٢، كيان المتفرج وهزت أعماقه، فلأول مرة يشاهد جمهور المسرح مسرحيات ليست غنائية وتعتمد على التمثيل فقط.
- احتضننى المخرج عزيز عيد بشوق حار وكأننى بضعة منه يريد أن يعيدها إلى صدره.
- بدأت مرحلة الاحتراف الفنى بالعمل فى كبرى الفرق المسرحية وفى مقدمتها فرق «جورج أبيض»، «عبدالرحمن رشدي»، «منيرة المهدية»، «على الكسار»، «أولاد عكاشة»، «سيد درويش وعمر وصفي»، ثم كان الاستقرار لفترة طويلة بفرقة «رمسيس» للفنان يوسف وهبى منذ تأسيسها فى ١٩٢٣، ثم «نجيب الريحاني»، ثم انتقلت إلى فرقة «فاطمة رشدي»، ثم إلى فرقة «اتحاد الممثلين» فى ١٩٣٤، وأخيرا للفرقة «القومية» منذ تأسيسها فى ١٩٣٥.
- أنا كنت بلبل زمانى فى ١٩٢٦، لعبت دور «أنطونيو» فى رائعة وليم شكسبير «تاجر البندقية»، كنت أقوم بإلقاء الشعر والموسيقى والأنغام وليس فقط الكلمات، هذه الأيام ألعب دور اليهودى العجوز «شايلوك» بما يتناسب مع طبيعة صوتى الآن.
- أؤمن تماما بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وطوال حياتى أحرص على حسن الاستماع واختيار الألفاظ.
- قد يظن الناس أن تهدج صوتى هو نتيجة للتقدم فى العمر، ولكنه فى الحقيقة ليس السبب فى ذلك، السبب أن هناك غضروف طلع فى الأحبال الصوتية من عشر سنوات وكان له تأثير كبير على صوتي.
- هواية التمثيل عندى لا تزال هواية مثلما كانت وأنا فى عامى التاسع عشر.
- كنت أقوم بإلقاء الشعر والموسيقى والأنغام وليس فقط الكلمات.
شهادات الفنانين حول الفنان الراحل حسين رياض
قالت الفنانة القديرة أمينة رزق، فى أحد تسجيلاتها الصوتية للمركز القومى للمسرح، إن الفنان حسين رياض فنان فذ من نوعه، يمثل بجدارة جميع الألوان، تراجيديا فودفيل، الحقيقة فى شبابه كان حاجة تانية خالص، وكان صوته جميلا وعظيما جدا، ولكن صوته اتغير عندما أصيب بحمى، ووصلت درجة حرارته إلى أربعين، ومع ذلك شارك بالتمثيل فحدثت له مضاعفات، وهو الذى رفض السفر للخارج لإجراء عملية فى أحباله الصوتية خشية أن يفقد صوته نهائيا.
قالت الفنانة ماجدة الصباحي، إن الفنان حسين رياض، هو أكثر الفنانين الكبار الذين وقفت أمامهم على الشاشة ووجدتهم يمتلكون صفاء داخليا، وهذا الصفاء ينعكس بلا شك على أدائه وعلى أداء جميع من يشاركه التمثيل.
وقال الفنان يوسف وهبي: فى المستطاع أن تسند إلى الفنان حسين رياض أى دور وأنت مغمض العينين، فهو ممثل قدير وصاحب موهبة أصيلة كشف عنها منذ بداياته، وخبرات حقيقية اكتسبها خلال رحلة إبداعاته.
وذكره الفنان محمود الجندى فى احتفال «يونارتس» لجنة أبناء فنانى الزمن الجميل قائلا: شرف كبير لى وسأظل أفخر به دائما أن أتسلم جائزة التكريم باسم الفنان القدير حسين رياض، أحد أيقونات الإبداع بالفن العربي، فهو أستاذ التمثيل الذى تعلمنا منه الصدق الفنى والقدرة على تجسيد مختلف المشاعر بحساسية مرهفة، ويكفى أن نسترجع مشاهدة بعض أدواره الرائعة لنرصد ذكاء اختياراته الفنية وقدراته الكبيرة على التنوع وتجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، حقا إنه فنان سبق عصره بسنوات طويلة ونجح فى وضع بصمة خاصة به فى جميع أدواره.
وأكد الفنان حسن يوسف، أن الفنان العملاق العبقرى حسين رياض لم يجد الزمان بمثله حتى الآن، وأعتقد أن سنوات طويلة ستمر قبل أن يعوضنا الله بفنان فى قامته وموهبته. وحينما أتحدث عنه؛ فإننى لا أتحدث عنه فنيا، ففنه وإبداعاته باقية وتتحدث عنه، ولكننى أتحدث عنه كإنسان وأب منحنى شرف تبنيه لى فنيا منذ أول لقاء لنا فى بروفات عرض «زواج الحلاق» بفرقة «المسرح القومي».
وقالت الفنانة لبنى عبدالعزيز، إن الفنان العظيم حسين رياض كان بالنسبة لى الأب والجد وأيضًا رمز الحنان والعطاء. حقيقة عندما كنت أعلم بمشاركتنا معا فى فيلم جديد ينتابنى على الفور شعور بالاطمئنان والأمان، وأحمد الله أنه قد أتاح لى فرصة التعاون معه فى أكثر من فيلم، ويكفى أن أذكر ستة أفلام هي: «بهية» و«آه من حواء»، «وا إسلاماه»، «هدى»، «أنا حرة»، «هذا هو الحب»، وكل منهم يعد خطوة مهمة وعلامة بارزة فى مشوارى الفني. وأضاف الإعلامى مفيد فوزي، أن الفنان حسين رياض يطلق عليه «رجل القيمة ورمز الحنان والمحبة والشعور الفائق بالمسئولية»، كنا نبتسم إذا ابتسم وكنا نبكى إذا ارتعش صوته وهم فقط بالبكاء، أشهر آباء السينما المصرية، هو الريس عبدالواحد فى «رد قلبي»، هو سلامة فى «وا إسلاماه». وقال الناقد طارق الشناوي: حاولت السينما استغلال نجاح الفنان القدير حسين رياض فى أداء شخصية «الأب» وحبسه فى إطار هذه الشخصية شبه الثابتة، ورغم ذلك كان «حسين رياض» مثل كبار الشعراء الذين يكتبون قصيدة من ألف بيت يلتزمون فيها بالوزن والقافية فى كل الأبيات الألفين ورغم ذلك لا تشعر بالتكرار ولا الملل.
نقاد يتحدثون عن أعمال الفنان الراحل حسين رياض المسرحية
قال الناقد المسرحى فؤاد دوارة، عن مسرحية «إله رغم أنفه»: إن هذا العمل يغلب عليه الطابع الفكري، واقترب حوارها فى غالبيته من شكل المناظرة العقلية، وفى مثل هذه المسرحية تثقل التبعة الملقاة على كاهل كل من المخرج والممثلين... وقد اضطلع ببطولة هذه المسرحية نخبة من خيرة ممثلى مسرحنا القومى، هم: حسين رياض، حسن البارودي، محمد السبع، محمد الدفراوى، إبراهيم الشامي.
وأضاف دوارة، أن المخرج نبيل الألفى فى مسرحيته «شقة للإيجار»، بذل جهدا طيبا فى فهم النص وتنفيذه وبث الحركة والحياة فى سطوره، ورسم الشخصيات رسما مقبولا، واختار لها الممثلين المناسبين، ولن آتى بجديد حينما أقول إن كلا من «حسين رياض» و«سناء جميل» و«شفيق نور الدين» قد وفقوا إلى حد بعيد فى أداء أدوارهم، وبخاصة الأول الذى كان أكثرهم حفظا وإخلاصا لدوره.
بينما قال الدكتور محمد مندور: من المؤكد أن الشخصيات المتحركة المتطورة المتفاعلة التى تولد الدراما فى مسرحية «شقة للإيجار»، كانت شخصيات ثلاث فقط، وهى شخصية «الأستاذ عزت بك» التى قام بها الممثل القدير حسين رياض، وشخصية «اعتدال» التى قامت بها ممثلتنا الصاعدة سناء جميل، ثم شخصية «ممدوح» التى قام بها الممثل حسين الشربيني، ونستطيع أن نؤكد أن هذه المسرحية تعتبر دراما عميقة واعية لمجتمع ما قبل الثورة، وقد حرص المؤلف على استكمال البانوراما المتحركة فى مسرحيته فى حوار دسم، ينم عن فهم وتعمق لهذا المجتمع وتياراته الحائرة، بدليل التطور الواسع الذى طرأ على «عزت بك» نفسه، الذى استطاع أن يدرك الهوة التى أرداه فيها الانحلال الناتج عن عدم الإحساس بما يضطرم فى المجتمع من مشاكل قاسية.
وأضاف الدكتور محمد مندور، أن مسرحية «سقوط فرعون» للممثل القدير حسين رياض «رسول كهنة «آمون» إلى قائد جند «إخناتون»، فقد ذكرنا بشكل واضح رائع بأنطونيو فى مسرحية «يوليوس قيصر» لوليم شكسبير، وبنوع خاص بخطبة «أنطونيو» الشهيرة فى شعب الرومان، وهى الخطبة التى استطاع فيها أن يؤلب الشعب الرومانى ضد الرجل الفاضل «بروتس»، مستخدما ذلك الدهاء العميق، وكم كان رائعا ممثلنا الفذ حسين رياض عند مطلع المسرحية فى المشهد الذى أخذ يحتال فيه لكى يغرى قائد «إخناتون» بالتخلى عن سياسته، واعتناق سياسة الحرب والسيطرة بالسلاح.