الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جوهرة الكهف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد عقود كثيرة من الصمت بين مصر والقارة الأم، تقدم اليوم مصر لأفريقيا ملحمة من العطاء المتميز، أفريقيا هى ثانى أكبر قارات العالم، يرجع اسمها لكثير من التفاسير التاريخية، كان أحدهما مشتقًا من الكلمة الأمازيغية «إفرى أو إفران»، وتعنى الكهف.
وانطلاقًا من توجهات مصر تجاه القارة الأفريقية وإيمانًا بقدرتها على تغيير ملامح تلك القارة السمراء، شملت تلك الملحمة الكثير من الأصعدة.
على الصعيد الأمنى والذى كان يحتل الصدارة فى إرادة الدولة المصرية تجاه دول أفريقيا ومنذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى، كانت مبادرة إسكات البنادق 2020 التى طرحها السيد الرئيس إيمانًا منه بحتمية إنهاء النزاعات فى القارة ومنع زيادة أعداد المتضررين، عوضًا عن البعد عن أى تصعيد عسكرى ونشر السلام بين الدول الأفريقية مذهبًا ودينًا، ومحاربة آفة الهجرة غير الشرعية وقوارب الهلاك.
أما على الصعيد الاقتصادى والتجاري، فمنذ بداية تلك الملحمة منذ خمس سنوات وبدأت مصر كعربة أولى فى قطار أفريقيا تشد كل أطراف القارة لتلحق بركب التجارة العالمى وتشجيع التجارة البينية وتوطيد أواصر التعاون التجارى والاقتصادى بين أفريقيا وبين بلدان شرق آسيا وطرح العديد من المشروعات العملاقة كربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط وربط القاهرة بكيب تاون بخطوط السكك الحديد.
أما على الصعيد الفنى والمجتمعي، فقد جاء افتتاح أول نادٍ للسينما الأفريقية بالأقصر فى يناير 2019م إيمانًا بدور السينما فى تلاقى الثقافات المختلفة، كما تم إعلان أسوان عاصمة للشباب الأفريقى والتى احتضنت مؤتمر الشباب بالعام الماضي
وعلى الصعيد الطبي، لم تكتف مصر فقط بتوفير الرعاية الصحية لضيوفها من الأفارقة على أرضها ولكن السيد الرئيس أعلن أيضًا عن معالجة مليون أفريقى من فيروس «سى» فى إطار حملة «مائة مليون صحة»، والتى استطاعت بعد نجاحها أن تصدر سياسات القضاء على مثل تلك الأمراض لكل الدول المجاورة.
ومنذ أيام قليلة جاء افتتاح كأس الأمم الأفريقية فى ذلك المحفل القيم ليتوج جهود مصر السابقة تجاه القارة، ويؤكد على قيمة مصر ودورها الثمين من خلال احتفال راقٍ مبهر، وتنظيم عالٍ، غاية فى الدقة ليبهر العالم بقدرة مصر على تنظيم مثل تلك المحافل، ويصل برسالة لكل ضيف ومشجع من كل البلاد الأفريقية المتواجدة، أن مصر تعمل جاهدة من أجل أن تضمن لهم طيب الإقامة والاستمتاع بمشاهدة المباريات، فتلك الرسائل الراقية التى تقدمها البلد المضيفة لضيوفها عادة ما يكون أثرها أقوى بكثير من الرسائل الدبلوماسية الرسمية التى تتبادلها الدول.
فعندما نشاهد احتفال كأس الأمم الأفريقية اليوم، لا يمكننا سوى التعجب من إرادة تلك الدولة الفولاذية، الإرادة المصرية، التى استطاعت أن تكسب ود كل أشقائها وتؤمّن أطرافها وحدودها بعد أن كانت عضويتها مجمدة فى الاتحاد الأفريقى وخطر الإرهاب يحدها من كل الاتجاهات، ولكن لأنها مصر.. جوهرة الكهف.