الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

انتباه... مصر عادت شمسك الذهب!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أبريل 1314 أصدر إدوارد الثانى قانونًا بتجريم لعبة كرة القدم وجاء فى ديباجة التشريع أن الضجيج الكثير يحدث فى المدينة من جراء الولع بالكرات الكبيرة مما يؤدى للفتنة والشرور المختلفة، وتكرر المنع فى عهد ريتشارد الثانى وضوعف العقاب واستحدثوا فكرة اللعبة بجماجم الموتى البشر فى عهد الدولة الدنماركية والطريف الذى كان يطبق تنفيذ القانون رجال الشرطة الذين يلقون القبض على جريمة ممارستها لأن هذه مسئوليتهم والتزامهم، وهو الحفاظ على هيبة القانون وحراسة تطبيقاته وتغيير الأحوال وأصبحت لغة مقبولة عرفت طريقها للاعتراف بسهولة، فالكرة يتم تداولها فوق الرءوس وبالأقدام تدوس وتحولت للمعشوقة بسحرها المبهر.
يوم الجمعة، انطلق من القاهرة الحدث الذى انتظرته الدنيا لكى تطل البشرية على فنون الكرة من النافذة الأفريقية والاستادات المصرية التى ظهرت بأروع نسق من الإبداع والمنظومة الكاملة مثل قطعة موسيقى بجميع ما أتيح للعاصمة المصرية من قدرات وإمكانيات وأضاءت الأرض بنور أبنائها الأفارقة وتحولت القاهرة إلى بورصة يتم فيها تسويق نماذج العباقرة والنجوم فقد ظهرت بسماء الكرة نجوم فى النقد الرياضى أمثال إبراهيم علام ومحمد لطيف ونجيب المستكاوى عميد التحليل الصحفى بأسلوب الأدب المتميز وساحة الوصف المهنى عبدالمجيد نعمان، والوصف الإذاعى الذى أطلق صوت الثاهرة وينقلها بأسلوبه أستاذنا فهمى عمر وسجل بأسلوبه الرائع قصة أول هدف وحظيت الكرة بأسماء لامعة مثل الديبة فى التعليق ومكاوى والحامولى وغيرهم.
هناك لاعبون لا يحملون أرقامًا أو فانلات فرداؤهم الرسمى هو فانلة اليقظة والاستنفار الذى لا يعرف الاسترخاء قل عنهم «نسور مصر» أو الغزلان التى تتحرك على أرض المحروسة المرابطون الذين يتحركون لكى يعرفوا دبيب النملة التى يتصور الجرذان أنهم يريدون أن يؤثروا على بهجة الأفراح الأفريقية يقولون عنهم أنهم الحصان الأسود الذى يحقق انتصارات على طيور الظلام.. فرسان التضحية.
الأهم من هذا أن البطولة فى كل مراحلها أمانة فى أيديهم فضلًا عن مشاركتهم الشقيقة الكبرى هاوية الشرف الوطنى والعربى والأفريقى كله.. القوات المسلحة.
هذه أول بطولة فى القرن الحادى والعشرين تقام فى العقد الثانى على أرض مصر سبقتها عام 59 و74 و86 و2006 لكن النسخة الحالية مختلف فى أدائها وتشكيلها وساحتها الانضباط وعقيدتها الفداء ورسالتهم التواجد والنظام والأمن والأمجاد.
يا أيها الرجال اتكرثم ذاتكم ودوركم ليس مجرد حرساة المرمى مثل النجوم بل أنتم حراس حراس المرمى وحراس المنشآت الرياضية وتأمين المشاهدين مرتدين زى الشرف الرسمي.. فأنتم فى أقدس ساحة لا فرق عندكم بين ليل ونهار أيديكم على الزناد فى حالة تأهب فى أقصى درجاته... فعلًا حالة انتباه... حالة استعداد طريقهم للتضحية وشاغلهم أمن الآخرين والمجتمع ليس داخل أوطانهم لكنهم فى مهمة صعبة تصورها الكثير أنها المهمة المستحيلة لكنها لا تستحيل على هؤلاء النخبة من الشجعان فهم الشقيق الأصغر للمؤسسة الكبرى «القوات المسلحة» لكنهم فى نبع واحد يشربون من ينبوع الشجاعة وبفضل جهودهم يمارسون دورهم أمام ما أسمى نفسه الإرهاب أو ترويع المجتمع وهز الاستقرار.
انتباه... هذه الصيحة التى انطلقت تقول معزوفة نحن أبناء شرطة مصر تعلن للعالم أننا ننوب عن أفريقيا لنقول لهم إننا من أجل إنجاح البطولة واثقون بفضل جهود قيادة الداخلية التى يتولى أمانتها الوزير الشجاع المتميز اللواء محمود توفيق فاستطاع بحكمة عطائه أن يثبت للعالم كله قدرات رجال الشرطة الأكفاء التى أجمعت أن هذا الجهاز الوطنى ساهر على أمن بلاده.. كان رجال الشرطة نجوم قرعة أمم أفريقيا 2019 حيث كان التنظيم أروع ما يكون وهذا يؤكد أن رسالة الشرطة لم تعد جزيرة منعزلة عن المنظومة الأفريقية التى تقوم على الانضباط متمثلة فى قواتنا المسلحة.. فهذا أطعى للشرطة من مسئولية فى تحرك محسوب غايتهم الأمن للمجتمع وأمام الأعباء التى بدأت بتنفيذ الخطة الشاملة لتأمين البطولة بإشراف الوزير اليقظ وأعطى إشارة الإطلاق لصفارة البداية بهدف الاستنفار بتحقيق المطلوب وإشاعة المناخ الأمن.
إن الوزير بدأ فى حديثه الثقة.. ثقة فى رسالته وقيادته وفى الجماهير والمجتمع الدولى خاصة أبناء القارة الأفريقية الذين تحتضنهم المدن المصرية ودقة التغطية فلم يترك موقعًا إلا كان تمت السيطرة كما يقول سواء تأمين الفرق والمشجعين بل وتأمين الاصطياف كل مناطق الشهيرة المعمورة، وغيرها بل إن الخدمة تقدمت لتشمل المناطق الأفريقية المعروفة فى الإسكندرية مثل جامعة سنجور الأفريقية والفنادق التى شهدت نسبة إشغال مرتفعة على الشواطئ من الأخوة الأفارقة من خلال برامج أمنيًا تقوم فلسفة على اعتبار المدينة كلها وحدة أمنية متكاملة بما المرونة فى تكامل الخدمات بين منطقة وأخرى فضلًا عن تأمين دور العبادة والشواطئ والسكك الحديد والاعتماد على الحركة الأمنية وخطوط ارتباطها وحركة المدرجات.
الإسكندرية باعتبارها مدينة كوزموبولتية عرفت مبكرًا ثقافات إعداد الدورات الرياضية حيث حظيت بتأمين كامل بين (البوليس) و(السلاح البحرى الملكي) وقتها وافتتح الملك فاروق دورة حوض البحر المتوسط وقاد طابور العرض وأقيمت على استاد البلدية الذى تبرع بجزء كبير فى تأسيسه الأمير عمر طوسون وهو تحفه معمارية، وصدرت وقتها الميداليات وقبلها سمعة مصر العالمية الرياضية وانطلقت يوم الجمعة البطولة الأفريقية فهو جذب الاهتمام العالمى لكى تعيد للشعوب قراءة الشعب المصري.
عادت شمسك الذهب.. نقول إن مؤشرات الأمن فى الساعات الأولى تقول إن العيون الساهرة تحرس البشر والحجر أينما ذهبوا، نقول كل صيحة انتباه تساوى نقلها أغلى المجوهرات.. يا جنود مصر صيحتكم المدوية ستنزل كالصاعقة على جرذان الإرهاب أينما هربوا وذهبوا.. يا شرطة مصر ستظل صحوتكم مثالًا للفخر وجديرين بشعب يشارككم المسئولية الأمنية لأنها رسالة مكتوبة بدماء الشهداء.. يا جنود مصر يا حراس الشرعية واستقرار الإنسانية فقد تجسدت معانى السلام ومناخ البطولة حتى يحقق أبطالنا على أرض الملعب الآمال فى أن يحصدوا الجوائز والكأس والميداليات.
هذه هى شهادة حق.. للذين وهبوا حياتهم دفاعًا عن الشرف والحق.