الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بطولة أفريقيا 2019.. مصر على الطريق الصحيح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما جاء تنظيم مصر لبطولة أفريقيا الثانية والثلاثين فى كرة القدم لهذا العام فى توقيت تحتاج فيه مصر إلى التأكيد على عدة أشياء، من أهمها أنها دولة مستقرة وآمنة وتسير فى طريق التنمية والرخاء والاستقرار ومستعدة بالتالى إلى استقبال الملايين من السائحين لزيادرة مصر، التى تتضمن أكثر آثار العالم والمناطق الساحلية والطبيعية الخلابة وهذا ما نتوقعة أثناء وعقب بطولة أفريقيا، التى تضم أفواجًا من الجماهير والمراقبين فى أفريقيا وأوروبا فى كرة القدم والسياحة والاستثمار من أجل التعرف على مصر وبنيتها التحتية واستعداداتها لتلقى الاستثمارات العربية والأجنبية من كل حدب وصوب.
خاصة أن هذه البطولة سوف يتابعها صحف وإعلام العالم الخارجى؛ لنقل أحداث البطولة الهامة فى عالم كرة القدم بعد بطولة كأس أوروبا وكأس العالم.
وبدأت البطولة هذه الأيام بعد استعدادات تامة لاستقبال هذا الحدث الفريد من نوعه بعد أن حصلت الإدارة الرياضية فى مصر ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة المصرى على الضوء الأخضر من القيادة السياسية لطلب استضافة المونديال القارى، باعتبار أن استضافة مثل هذا الحدث يسهم بشكل كبير فى إنعاش الاقتصاد المصرى من ناحية وتوطيد علاقة مصر بجيرانها الأفارقة لاسيما أن مصر فى أشد الحاجة إلى أفريقيا وكذلك دورها المؤثر فيها.
وأعتقد أن هناك العديد من المكاسب التى ستجنيها مصر اقتصاديا من وراء استضافتها لهذا الحدث الرياضى الكبير، والتى تتمثل فى إنعاش الاقتصاد المصرى والسياحة المصرية بالعملات الأجنبية والتسويق وزيارة الأماكن السياحية، خاصة أن البطولة سوف تقام فى 6 محافظات سياحية. كما أن إقامة البطولة على الأراضى المصرية من شأنها استضافة الوفود المشاركة والبعثات الرسمية لكل المنتخبات المشاركة والجماهير القادمة من مختلف دول القارة السمراء، والذى من شأنه إشغال الفنادق المصرية وتنشيط حركة شركات السياحة والنقل وشركات الأمن الخاصة وإحداث طفرة كبيرة فى السوق المصرية.
الأمر الآخر وهو إعطاء قبلة الحياة لتشغيل الاستادات الرياضية المجمدة، فى ظل خروج أكثر من ملعب من حيز استضافة مباريات الدورى والمنتخب، وفى مقدمتها استاد القاهرة واستاد الكلية الحربية واستاد الدفاع الجوى واستاد بورسعيد، حيث إن ملاعب العاصمة السابق ذكرها لا تقام عليها مباريات منذ فترة طويلة، وقد تكون استضافة أمم إفريقيا السبيل لعودتها إلى العمل من جديد واستضافة المباريات الأمر الذى سيحيى معه العديد من الصناعات المحلية التى تعود بالنفع على المصريين والأجانب، علاوة على تشغيل الشباب خلال فترة البطولة، وربما ما بعد البطولة من خلال الاستعدادات القومية لاستضافة أحداث تدر علينا وتجذب السياح إلينا بكثرة وإعطاء صورة جيدة عن مصر وشعبها وأماكنها السياحية والآثارية والحضارية مجددا للعالم كله.
بالإضافة إلى أن الاستضافة فى بلدنا ستسهم فى تحقيق مكاسب كبيرة على مستوى الإعلانات من عائد تسويق البطولة وبيع حقوقها الإعلانية والبث الفضائى لمباريات البطولة وفعالياتها على مدار شهر كامل، وهو ما سيجلب عملة صعبة للاتحاد الأفريقى «كاف» باعتباره المنظم للبطولة، على أن يحصل البلد المستضيف للمنافسات على جزء كبير من تلك الحقوق، بخلاف الدعم المالى الذى تحصل عليه الدولة المنظمة من كاف فى حال استضافة المونديال القارى.
ومن بين الرسائل التى ترسلها مصر للعالم كله من تنظيمها للبطولة الأفريقية أنها دولة قوية وآمنة ومستقرة وتستثمر من أجل تقدم المجتمع والتعاون مع الدول فى محاربة الإرهاب البغيض الذى يسعى لتدمير الشعوب وأكل الأخضر واليابس، ولكن مع إصرار مصر على تنظيم البطولة بعد اعتذار الكاميرون والمغرب هو القرار الصائب فى هذا التوقيت الذى رأينا فيه نجاح التنظيم وجذب السياح والرياضيين إلى مصر ونحلم جميعًا بالفوز بالبطولة إن شاء الله لاسيما بعد الإعداد الجيد للمنتخب المصرى ووجود لاعبين شرفوا الكرة المصرية بالخارج مثل محمد صلاح الذى يعد أول لاعب مصرى وعربى يحصل على بطولة أبطال أوروبا مع فريق ليفربول ويحرز هدفًا فى المباراة النهائية، نتمنى استمرار النجاح فى تنظيم أيام البطولة التى تتشرف بوجودها فى مصر الوطن العزيز الغالى الذى ننتمى إليه ونسعى جميعا لأجله.