الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

احتكار بث المباريات حرب من نوع جديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعرف القريب والبعيد خطورة الاحتكار.. فهو الاستبداد بعينه.. وعندما يرتبط الأمر بسلعة ما، سواء كانت مادية أو خدمية فالمحتكر يمسك المستهلك من رقبته ويعتصره إلى آخر مليم فى جيبه.. كل هذا معروف ولذلك تأسست المقاومة لحماية المنافسة ومنع الاحتكار.
لا أخاف من خصمى المحتكر طالما المواجهة مستمرة، ولكن الخوف كل الخوف من استغلال المحتكر للوضع غير المتكافئ؛ ليفرض شروطه ورسالته المعنوية وثقافته ويستخدم سلعته فى حروبه ضد الخصم. هذا الاستغلال لا يمكن محاسبته عليه فهو صاحب المال وصاحب الماكينة ومحتكر المنتج.. ولكى نصل إلى بيت القصيد تعالوا معا نراجع وقائع بث حفل افتتاح بطولة أفريقيا الذى تابعه العالم كله من خلال شبكة الإخوان القطرية. 
الجمهور المصرى وهو بطل حفل الافتتاح بلا منازع تغيب الكاميرا عنه على غير المعتاد.. وعندما يصدح الجمهور بالنشيد الوطنى لمصر تتراجع أجهزة الصوت وكأن المباراة قد انعقدت فى المقابر.. هذا الأداء إن دل على شيء إنما يدل على مرارة حقيقية فى حلق الدويلة راعية الإرهاب. تلك الدويلة التى تؤكد يوميًا أنها مجرد خنجر مسموم ليس فى ظهر العرب وحدهم، إنما فى ظهر الإنسانية برعايتها للإرهاب وتحالفاتها الدولية المنحطة، سواء مع الأتراك أو الدول الكبرى التى تمتص أموال القطريين كرشوة للصمت.
فى حفل الافتتاح ومباراة الافتتاح رأينا أسوأ زوايا تصوير وأسوأ معلق رياضى وأسوأ تجاهل لضيوف مصر الكبار الذين وجدوا على المنصة الرئيسية.. هنا يصبح الكلام عن تخريب بث الصوت مجرد تحصيل حاصل.. فالشركة المحتكرة جاءت ولها هدف واحد هو تخريب ذلك المهرجان العالمى بشكل متعمد ومقصود.. فالحرب ليست رصاصًا ودبابات وطائرات وجنود فقط الحرب هى المواجهة فى كل المجالات ومن أسف لقد واجهتنا الشركة المحتكرة فى عقر دارنا، فإذا لم تكن تلك هى الحرب فعن أى حرب تبحثون؟
الذى تعاقد مع تلك الشركة لاحتكار البث هو الاتحاد الإفريقى، وبالتالى فإن خطوة رسمية من مصر نحو الاتحاد صار من الواجب اتخاذها.. لا نطالب بفسخ التعاقد ولكننا نطالب بعقوبة تتناسب مع التخريب الذى تعمدت تلك الشبكة فعله. لا يكفى النقد والشكوى والصراخ.. خطوات على الأرض قد ترد جزءًا من تلك الإهانة التى طالت الجمهور المصري.. وطالما ميادين الصراع كبيرة ومتنوعة تعالوا نفتح ملفات لا تقل فى أهميتها عن ملف الحرب فى سيناء.
فى مجال الإعلام لا طريق للنجاح سوى المهنية والاحتراف والجودة.. مصر بكل إمكانياتها البشرية الجبارة ومواهب أبنائها قادرة لو أرادت أن تقدم للعالم كله النموذج الراقى فى الإعلام، قادرة على فعل ذلك.. نستطيع جذب أنظار العالم نحن دولة المائة مليون مستهلك نستحق إعلامًا أفضل من هذا.
ربما درس حفل افتتاح بطولة أفريقيا يكون نافعا لنا من أجل خطوة للأمام من أجل بناء جديد ورؤية جديدة فى الإعلام المصرى، لنتحرر من مصيدة البى بى سى والجزيرة والجرائد الأمريكية والبريطانية وسمومها اليومية، التى طالت أرواح الشعب المصري.. الموضوع مهم وملف ثقيل قادرون على إنجازه ولا وقت للتأجيل أو المراوغة.