ناقش فيلم "شحاذون ونبلاء" للمخرجة الراحلة أسماء البكري، فكرتي العبث والكسل، وهو مأخوذ عن الرواية المصورة للروائي المصري الفرنسي ألبير قصيري، والذي تحيي ذكرى وفاته، اليوم السبت، كثير من الأوساط الأدبية.
يمكن وصف الأفلام العالمية الأجنبية التي تتناول أفكار مثل سيطرة الشر، وتفاقم العبث، وجدوى الكسل والخمول في مقابل لا جدوى للعمل والاجتهاد في ظل انتشار مبدأ "القوة تتحكم" والدول الغنية تبتلع الدول الفقيرة وما إلى ذلك من أفلام تقترب من دائرة الفلسفة والتأمل، يمكن وصفها بالأفلام الحزينة والبائسة، والتي عادة ما تبعث للمشاهد قدر كبير من السلبية والتشاؤم، لكن ذلك لم يتحقق في فيلم "شحاذون ونبلاء" الذي استطاع الهرب من دائرة الكآبة.
الفيلم بطولة صلاح السعدني وعبدالعزيز مخيون ومحمود الجندي وأحمد آدم ومن إخراج أسماء البكري.
وتدور قصته حول ثلاثة مشردين فرضوا طابعا مختلفا لحياتهم على المجتمع والقانون، طابعا يتسم بالبلادة والكسل والصعلكة، حياة رافضة لأي قيود، أو مبادئ رسمية أو حتى اجتماعية، هؤلاء الثلاثة ينطلقون في الحياة إلى أقصى ذروتها الوجودية، حيث اللامبالاة والحرية المطلقة، والسخرية من أجل اللاشئ، والرغبة الكبيرة في تدمير الذات، وهو ما ظهر في قيام أحدهم بالاعتراف على نفسه في جريمة قتل لم يقترفها.
قدم "قصيري" عدد قليل ومميز من الأعمال الأدبية مثل: لسعات 1931 وهو ديوان شعري نشر في القاهرة، "بشر نسيهم الرب" 1941 وهى مجموعته القصصية الأولى، و"بيت الموت المحتوم" 1944، و"تنابل الوادى الخصب" 1948، و"العنف والسخرية" 1962، و"شحاذون ونبلاء"، و"طموح في الصحراء" 1984، و"مؤامرة مهرجين" 1975، و"موت المنزل الأكيد" 1992، و"ألوان النذالة" 1999.
يشار إلى أن ألبير قصيري ولد يوم 3 نوفمبر 1913 في القاهرة في حي الفجالة وتوفى يوم 22 يونيو 2008 في باريس في الفندق المتواضع الذي أقام فيه لأكثر من ستين عامًا والذي يقع في قلب منطقة سان جرمان دي بريه؛ وكتب قصيري ثمان روايات تُرجمت إلى حوالي 15 لغة واختار أن يبرز بسطاء القاهرة في عمل أدبي "شحاتين ونبلاء" يمدح البساطة والكسل، كفلسفة للحياة.