الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

خوسيه ريزال.. مأساة مناضل

خوسيه ريزال
خوسيه ريزال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الشاعر الفلبيني خوسيه ريزال من أهم الأبطال القوميين في بلاده، حيث نضاله أثناء عهد الاستيطان الإسباني، فكل صوره التذكارية لا تزال تملأ شوارع وميادين الفلبين، ظهر إلى جانب نضاله كشاعر وروائي وصحفي بارز.
ريزال، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، كان قد ولد في 19 يونيو 1861، وتوفي 30 ديسمبر 1896، حصل على درجة دكتوراه في الفنون، سافر بمفرده إلى مدريد ليتابع دراسته في جامعة الكمبلوتنسي بمدريد وحصل على درجة الدكتوراه في الطب، انتسب إلى جامعة باريس ومن ثم حصل على شهادة دكتوراه ثانية من جامعة هايدلبرغ، أتقن عشر لغات على الأقل.
صدرت له روايتان هما "لا تلمسني" و"المخرب" حاز بهما على اهتمام عالمي، ويؤكد النقاد أن ريزال حرض عبر رواياته ومقالاته وقصائده، مواطنيه ليدركوا قيمتهم الإنسانية وحقوقهم ويواصلوا النضال لبلوغ أهدافهم وقدم في روايتيه الكبيرتين "المتمرد" معاناة شعبه من قومية التاجالوج وحرمانهم الطويل من أبسط حقوق العيش الإنساني وكشف للناس الحقائق التي طال إهمالها والسكوت عنها.
نشر روايته "لا تلمسني" التي كشفت المظالم والفساد، تعرض بسببها للنقد القاسي والهجوم المنظم من جهات سياسية ودينية ونقاد على حد سواء، ووصلته رسالة من مجهول تهدده بالقتل لأنه ناكر لجميل الإسبان على بلاده، وكتب أحد أساقفة "جامعة سنت توماس" مقالة قاسية قال فيها: ريزال كاتب مهرطق وتنطوي روايته على التجديف والموقف الفضائحي في جانبها الديني وهي مشحونة بمشاعر مضادة للوطن وتهدم التراتبية القائمة في المجتمع وتتنكر للإدارة الاسبانية وخدمتها لشئون البلاد ولا بد من حظر الكتاب وملاحقة كاتبه".
تعرض ريزال بسبب روايته لهجوم عنيف من رجال الدين والأساقفه، ولم يتعرض لحمايته أحد، بينما حاول الأب فنسنت جارسيا المعجب بمواقف ريزال أن يدحض عنه تهم الهرطقة، لذلك كتب عنه دراسة علمية رصينة عن الرواية واتهم مهاجمي ريزال بأنهم لم يقرأوها. 
أودع بسبب روايته في السجن، وأعدم ريزال في ساحة عامة، أصبحت معلما سياحيا بعد ذلك، في 30 ديسمبر 1896 ثار الفلبينيون لمقتل خوسيه ريزال، واندلعت الثورة التي انهزم بسببها الإسبان، ما أدى إلى استقلال الفلبين في عام 1898.