الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عبدالعزيز مصطفى.. والكونجرس الكروي الأفريقي!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كان يرجع الفضل فى إرساء حجر الأساس للبنية الكروية المصرى إلى المهندس محمود بدر الدين فهو صاحب فكرة تنظيم مسابقة الدورى العام الذى ظل بتفاصيله يمثل دلالة بفضل اللائحة التى صاغها فقد كان العاشق وصاحب المدرسة التى انطلق بموجبها الدورى العام لأول مرة موسم (48-49) فإنه مرجعية وآراء فنية تحولت لمبادئ وتفسيرات قانونية لا تخضع للشك، ونقول إن هذا النجم هو أكبر مشروع مصرى فى كرة القدم مع بداية القرن عرفته الملاعب حكمًا ويطبق صحيح القانون.
هذه الموسوعة الكروية عرفت تفاصيل عطائها لهذه الساحة المستديرة من خلال جلسة جمعتنا فى الإفطار السنوى للجمعية البحرية المصرية ويصادف إن جلست إلى جوار الدكتور مهندس مصطفى عبدالعزيز، وهو من أكبر خبراء الهندسة المصرية وهو نجل الفريق أول عبدالعزيز مصطفى أول محافظ للبحر الأحمر بسلطات رئيس الدولة وقدم عطاء محوريًا لتحقيق النهضة الكروية استمرارًا لمسيرة محمود بدر الدين الذى رحل فى نوفمبر 1955م حيث كان يمثل اتحاد الكرة المصرية فى المؤتمر الدولى لاتحاد الدول المشتركة فى دورة البحر المتوسط، واتخذ فى هذا قرار بإرجاء البطولة لعام 1956م، وقال إنه قبل أن اتحدث عن الدور الذى أداه والدى فى العطاء لتحقيق الانطلاقة الكروية فقد كان يحظى بدعم من الرئيس عبدالناصر والمشير عامر واعتبرته القيادة بالنسبة لها أحد محاور اهتمامتها الشخصية فى ساحات الرياضة، وفى مقدمتها كرة القدم التى استطاع المرحوم محمود بدر الدين من أسلوبه بإذاعة المباريات فقد كانت تحمل المستمع حملًا إلى الملعب، وكان رحمه الله يقدم المباراة كوجبة ساخنة تلسعك سخونته وتفتح الشهية وصرخاته ووجهه الساخر وحركته الدائبة رغم جسده البدين وتعرفت عليه وأنا طفل فى منزلنا وتعلمت الأداء والتعليقات، ويقول إن رئاسة كرة اتحاد الكرة يتحمل مسئولياتها المشير عامر وليست هذه الأولى فقد كان خلفه الفريق محمد حيدر باشا، وحظيت الكرة باهتمام قيادى وجماهيرى فقد تعرضت لانهيار خطير عام 1957م وعلى الفور اتخذ المشير عامر وبمتابعة والدء اختيار الكابتن مصطفى كامل للإشراف على المنتخب الذى كان يستعد لتصفيات دورة البحر المتوسط ولعب الفريق أمام إيطاليا وفاز 1/صفر، وهو أول وآخر فوز على منتخب إيطاليا.
ويقول إن والدى تلقى تعليمات من الرئيس عبدالناصر بالتنسيق مع الوزير محمد فايق مدير مكتب الرئيس للشئون الأفريقية وقتها فى فكرة وفلسفة تأسيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم (كاف) وبدأت تفاصيل الإعداد باشتراك 4 دول وكنا بمرحلة الشباب نطلق عليه (الكونجرس الأفريقى لكرة القدم) وفور تلقيه التكليف الصادر بتأسيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم استلزم الأمر جهدًا حتى يحقق الحلم للقارة الأفريقية ويحصل من (فيفا) على الإعتراف الرسمى له واختار فى معاونته على هذه المأمورية الراحل مراد فهمى والمستشار حسن الساده وهو المستشار القانونى لاتحاد الكرة، واستطاع أن يضع قوانين متحضرة فى الفقة الكروى وما زالت المبادئ التى أرساها راسخة حتى اليوم رغم ما جرى من تعديلات، وبدأت الاتصالات مع الشقيقة السودان وإثيوبيا وغانا وغيرها وهو يدرك أنها من أصعب المأموريات التى كلف بها، فالمسألة ليست مجرد تنظيم مباريات لكن البنية الأساسية لهذا النشاط هو جوهر وأساس النجاح ونقطة الانطلاق، ويتدخل فى الحديث الأستاذ أحمد منصور مدير عام الجمعية، وهو دينامو فى التنظيم فقال فقد عملت مع الفريق محمد عبدالعزيز مصطفى وتحت رئاسته كجندى وتنقلت معه بعدة مواقع، وأستطيع أن أقول شهادة فهو خدم بإخلاص منطقع النظير فهو صاحب فكرة المعسكرات الكروية لفرق المنتخب بعد أن كان التجمع هو لقاء مبعثرًا دون برامج معتمدًا على الأسلوب المنهجى والعلمى ولم تكن المعسكرات مستوفاة شروط الوجود الطبى والكشف الدورى فكل هذه القواعد أرسى أسسها الفريق عبدالعزيز مصطفى، حيث شملت رؤيته كل كبيرة وصغيرة وقام بتشجيع التبادل المعرفى بين النظم الحديثة فى فنون الكرة واستطاع بفضل قدراته وكل التحديات التى واجهت القارة من بقايا الاحتلال فمن أهم إنجازات عبدالعزيز مصطفى هو وضع أبجديات الثقافة الكروية الأفريقية ونشرها على الجماهير الأفريقية التى استقبلته بكل حماس والتشجيع على كرة القدم.
أصبحت القارة السمراء تعرف طريقها للتفوق الإنسانى وأصبح اللون الأسود هو مفتاح الحرفة والإجادة الكروية، وأصبح عبدالعزيز مصطفى رئيسًا للاتحاد الأفريقى من عام 1957م ولمدة عشر سنوات حظى بها الاتحاد بكل دعم واستطاع أن تظهر نتائج وثمار جهده فى تنظيم أول بطولة أفريقية على أرض مصر بعد إثيوبيا ووجد الأفارقة أن كاف هو الراية التى يستظل بها أبناء أفريقيا من الناحية الكروية، فقد استطاع عبدالعزيز مصطفى أن يحثث نجاحًا لهذا الكيان الذى أثبت وجوده على الساحة الدولية.
كان منزل عبدالعزيز مصطفى كما يقول ابنه هو بيت الأمة الأفريقى الكروى وأن الأفارقة تعلقوا به وإخلاصه حتى يومنا هذا لدرجة أننا ما زلنا حتى اليوم نتلقى من الاعتماد الأفريقى وفيفا تقارير عن جهوده وعندما لبى نداء الرحيل قام عيسى حياتو ووفد من كاف بتقديم واجب العزاء فضلًا عن تذكر جهوده فى النشرات الدولية، وهى مسجلة أيضًا فى اتحاد الكرة المصرى وتولى الراحل قبلها رئاسة النادى الأوليمبى السكندرى بناء على طلب من السيد ممدوح سالم وزير الداخلية وقتها حيث كان يتابع أحوال النادى بعد أن تركه الفريق أول سليمان عزت الذى حصل على بطولة الدورى العام بفضله وعندما شرح له العميد إبراهيم الجوينى أحوال الأوليمبى والاتحاد أثناء مقابلته للوزير فى مكتبه بالداخلية واقترح إقناع الفريق عبدالعزيز مصطفى رئاسة النادى لفترة قصيرة وعلى الفور اتصل ممدوح سالم بالفريق وطلب إليه القيام بمهمة إنقاذ الأوليمبى ووافق بكل تواضع لكى يكون حائط الصد أمام أى تداعيات يتعرض لها للانهيار وذلك عام 1971م ولمدة 3 سنوات.
الشىء المهم إن كاف مطالب أن يعطى كل إنسان ما يستحقه خاصة من قام بدور محورى فى تشييد هذا الكيان وأكبر نجاح حققه عبدالعزيز مصطفى إنه نقل الجماهير الأفريقية التى كانت تتعطش إلى الحرية ومدخلها كرة القدم التى صاغت معادلة جديدة فى حياة أفريقيا ونستطيع بحق أن نقول إن الكرة الأفريقية بفضل رقى أدائها نقلت الجماهير الأفريقية من مرحلة (العبودية) إلى مرحلة النجومية الكروية لأبنائها.