الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تواضع العلماء ومدرسة جبر الخاطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هانى الناظر اسم كبير لواحد من علماء مصر، تعرفه المحافل الطبية العربية والعالمية وتقدره أيما تقدير. هانى الناظر، نابغة طب الأمراض الجلدية الذى حاز جائزة التفوق العلمى فى العلوم الطبية عن نجاح مشروع سفاجا بالبحرالأحمر لعلاج الصدفية والذى بدأ عام، حيث نجح فى اكتشاف طريقة جديدة آمنة وفعالة لعلاج مرض الصدفية لأول مرة وقد أدى نجاح هذا المشروع إلى تحويل منطقة البحر الأحمر إلى منطقة عالمية للاستشفاء الصحى، وهو ما جعل مصر من أوائل الدول فى مجال السياحة العلاجية.
هانى الناظر الذى توصل من خلال أبحاثه العلمية إلى اكتشاف طريقة جديدة وفعالة لعلاج مرض البهاق الجلدى، وقام بعرض نتائج هذا البحث خلال المؤتمر الدولى الرابع لدول مجلس التعاون الخليجى الذى عقد فى دولة الكويت فى مارس 1997، وشهده كبار علماء الأمراض الجلدية من مختلف أنحاء العالم، وبدأ منذ ذلك التاريخ التطبيق العملى لهذا الأسلوب العلاجى الجديد بنجاح كبير. وتقديرًا لمجهوده منحته الكلية الملكية البريطانية للأطباء درجة الزمالة فى 17/11/2006 ضمن 12 شخصية على مستوى العالم، وذلك تقديرًا لتطويره أسلوب إدارة مؤسسات البحث العلمى والنهوض بالعملية البحثية بالمركز القومى للبحوث وكذلك تقديرا لأبحاثه الطبية المتميزة ذات الطابع التطبيقى الذى يخدم القضايا الصحية المختلفة خاصة فى علاج الأمراض الجلدية المستعصية. ونال جائزة العام من رابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا 2008 تقديرًا لمجوداته فى الربط بيننا وعلمائنا بالخارج والاستفادة منهم. هذا إلى جانب العديد والعديد من شهادات التقدير والتكريمات من مختلف الهيئات والمنظمات والجامعات مثل جامعة القاهرة وعين شمس وأكاديمية ناصر العسكرية وكلية الدفاع الوطنى وغيرها مما لايتسع المقال لذكره.هذا إلى جانب رئاسته السابقة المركز القومى للبحوث و-مؤسسة مصر تستطيع- وهو ما لم أكن أعلمه إلا قبل دقائق من كتابتي، فقط تعرفت الدكتور هانى كقارئة وسيدة يهمها جلدها وشعرها شأنها شأن كل السيدات فى كل العالم. ثم تطور الأمر إلى متابعة على فيس بوك. فهالنى الأمر الذى راقبته بوعى شديد فقدرته أيما تقدير بل شاركت فيه أنا أيضًا كمريضة ضربتها الشمس بلا هوادة وألقتها أرضًا بعد أن حرقت وجهها. الحقيقة أننى كنت خجلة من أن أسأله لأن الحالات التى يتم إرسالها إليه كالصدفية والوحمات الدموية وتشوهات الجلد المختلفة وغيرها أهم وأخطر بمراحل وتوقعت أن ينتقى الأكثر أهمية والأكثر سوءًا لينقذها سريعًا لكنه بكل أريحية ترك روشتة العلاج. ما دعانى إلى قراءة متأنية لصفحته مرة أخرى بوستاته التى لا تخلو من الوطنية والحكمة والمصرية الخالصة التى تنفتح على العالم ولا تنسى هويتها فى الوقت ذاته. تلك البوستات التى ما أن يكتبها حتى تلقى كل الترحيب والمشاركات فى مظاهرة محبة، ثم تتحول التعليقات إلى سيل جارف من الأسئلة والصور للحالات المرضية المستعصية التى مل أصحابها الاستشارات وجلسات الانتظار فى عيادات الأطباء بمدنهم وقراهم البعيدة، وصار أملهم الوحيد هو الوصول إلى الدكتور هانى الناظر الذى لا يمل هو أيضًا من مد يد العون وكتابة الروشتات وتصويرها وإرسالها فى التعليقات الخاصة بالمرضى دون أن يفكر فى عيادته الخاصة أو عدد الحالات التى يطالعها يوميًا على فيسبوك بتواضع العلماء وأريحية التعامل مع أخ أو صديق ونبل لا يطاوله سوى دعوات من قلوب الأمهات التى هدها الحزن على أبنائهن أو كبار السن من المقعدين الذين لا يستطيعون مغادرة البيت أو السرير. تحية كبيرة أرسلها بل نرسلها جميعًا إلى عالم جليل يتعامل مع الطب كرسالة لا كمهنة ويتعامل مع رواد صفحته كمن يدقون باب بيته، ويلقاهم طول الوقت بابتسامة ودودة وإجابة تعتمد الصدق والمحبة وجبر الخاطر الذى يعيد لنا الإيمان بأن مصر بخير، وستظل دائمًا بخير طالما كان من أبنائها أمثال هانى الناظر.