نجح صناع فيلم «الممر» فى إضاءة أنوار شاشة السينما المصرية فى عيد الفطر المبارك بفيلم حربى يعيد لمثل هذه النوعية من الأعمال بريقها، ليضعها من جديد على أجندة اهتمامات المنتجين خاصة بعد النجاح الجماهيرى الكبير الذى حققه الفيلم وتحقيقه إيرادات عالية وضعته فى مكانة متقدمة ضمن سباق أفلام العيد.
إضاءات الفيلم عديدة ولا حصر لها، لعل من أهمها تلك المشاعر العظيمة التى شعر بها كل من يتابع الفيلم تجاه تضحيات جنودنا البواسل فى استعادة سيناء عبر حرب استنزاف سطر فيها هؤلاء الجنود بطولات لا حصر لها، أضف إلى ذلك عودة الحماس الذى كنا ننتظره جميعًا من جانب المنتجين لإنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال الرائعة، هذا الحماس الذى ظهر فى رصد ميزانية كبيرة لتنفيذ العمل وضم عددًا كبيرًا من نجوم التمثيل الذين يتمتعون بشهرة عريضة لجذب الجمهور، وعلى رأسهم النجم أحمد عز، وإسناد مهمة الإخراج لمخرج له تاريخ رائع مع الأعمال السينمائية، وهو «شريف عرفة».
كل هذه العوامل جعلت من الفيلم أيقونة سينمائية استمتع بها الجمهور وخلق مناخًا متميزًا لكل أسرة فى اصطحاب أولادها لمعرفة جزء من تاريخ بلدها، حتى تعى الأجيال الجديدة البطولات التى سطرتها القوات المسلحة بأحرف من نور على مدار تاريخها العظيم.
الممر أضاء أيضًا جزءًا كان شبه مظلم، وهو نقل هذه البطولات فى صورة سينمائية رائعة كانت غائبة منذ سنوات طويلة، حتى إن الأعمال السينمائية التى رصدت بعض بطولات قواتنا المسلحة قليلة للغاية بالقياس بحجم البطولات، فجاء «الممر» ليعيد إلى الأذهان إمكانية إنتاج أعمال أخرى تتعرف من خلالها الأجيال الجديدة على تاريخ بلدها، خاصة أن الشريط السينمائى كان وما زال الجاذب الأكبر للشباب، ومن خلاله يستطيع صانع العمل توصيل المعلومة بشكل أسرع وأفضل ومريح بالنسبة للمشاهدين خاصة شريحة الأطفال والشباب.
الفيلم تمتع بجودة عالية ظهرت من خلالها الصورة السينمائية بشكل يليق بعمل حربى كبير، وجاء أداء جميع أبطال الفيلم مبهرًا للجمهور والنقاد، على حد سواء، وساهم ذلك فى أن يأتى العمل جاذبًا بالقدر الكافى لكل الأسر المصرية، بالرغم من أن جمهور الأعياد قد تجذبه أعمال سينمائية أخرى مثل الكوميديا أو الأكشن، فإن هذا العمل نجح فى سحب السجادة من تحت أقدام الكوميديا والأكشن ليؤكد حقيقة مهمة يجب أن يعيها منتجو السينما، وهى عدم الخوف من إنتاج عمل تاريخى أو حربى فقط عليكم بتوفير العوامل المهمة لجذب الجمهور، ومنها اختيار قصة مناسبة واختيار نجوم لهم ثقلهم فى قلوب الجمهور مع مخرج واعٍ له رؤيته ورصد الإمكانيات الملائمة لتنفيذ مثل هذه الأعمال بشكل يليق بمضمونها.
تحية تقدير لكل صناع فيلم «الممر» فقد نجحتم فى رفع الروح المعنوية لكل أطفالنا وشبابنا، الذين شاهدوا سطورًا قليلة من بطولات عظيمة سجلتها مصر بجنودها على مدار التاريخ.