الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الله في سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سؤال أبدي يردده الكثير، لماذا سيناء؟ تلك البقعة المباركة التي تطمع فيها كل الأمم، والتي لن تكتمل عروشهم مهما اتسعت إلا بالسيطرة عليها، بعيدا عن موقعها الاستراتيجي وكنوزها الطبيعية وكل ما قيل عنها وما سيقال حتى تقوم الساعة يبقى السبب الأهم هو أن الله فيها.. الله في سيناء يرى ما نفعل وما يفعلون، وهم يعرفون ذلك ويحفظونه عن ظهر قلب، ونحن نؤمن به، ومكلفين بالدفاع عنه بالروح والدم. 

البعض من هذه الأمم يريد أن يمحوا ما كان من رهطهم الأول حينما حادثهم الله فجادلوا رسوله فيما قال الله، وانقلبوا على أعقابهم وكتب عليهم التيه يريدون أن يستردوا عطية الله اقتتالا وجبرا، في سيناء تجلى الله في واد مقدس لم يتجل في مكان غيره في هذه الدنيا، وأصدر أمره بخلع النعل لنبيه، تقديسا وتطهيرا لما تطأه قدميه من أرض.
من هنا مر أنبياؤه هربا من أممهم.. من بطش ملوكهم فوجدوا في مصر وأهلها الملاذ والملجأ والنصر والعزة، بقعة مباركة لكم أقسم الله بها في كتبه السماوية، حتى إنه جل في علاه عنون إحدى سور القرآن بإحدى مناطقها وجبالها. 

نحن لا نقاتل فقط من أجل حدود وهم يعرفون ذلك، نحن نقاتل من أجل معتقد وقدسية مكان خصنا الله به عن غيرنا نأبى أن يدنسه أنجاس من أجناس ساق الله لهم آياته فكذبوها وحاربوا وقتلوا رسله، الله يرى أننا أمة لا تبخل بنفس في سبيل نصر كلمته، أمة لم تسع يوما لاعتداء.. الله يعرف أننا الأثبت على الحق، الأكثر صبرا وتحملا وإيمانا، وليس أدل على ذلك من قوله "اهبطوا مصر".

كنا ولا زلنا آخر حبة أمل في عقد الدين، لكم من مرة انفرطت حباته وجئتمونا سعيا فصددنا اعتداء أمم كانت على ما كانت عليه من بطش وقوة، خرجنا نناصر ألوية الإسلام في كل بقاع الأرض بيقين النصر فكان المدد والمداد من الله فسطرنا تاريخا من الانتصارات لا تخلو صفحة من كتب التاريخ إلا وكتب فيها اسم مصر. 
فمن أوهم تلك الصبية المأجورين بأنه من الممكن أن ينالوا من شعب في سنوات ضعفه شب ماردا فركعت له الأمم؟!. 
بل من أوهم هؤلاء الهواة بأن مجرد فيديو مفبرك من الممكن أن ينال من عزم شعب مثل مصر، وجنود مثل جنود مصر يتنافسون على الشهادة؟!.
 
إن لم تكونوا تقرأون قديما فتذكروا آخر عهدنا.. تذكروا أننا في ست سنوات ترحمنا على من استشهد وقدمنا أبطال جدد عبروا المستحيل وأرغموا العالم أن ينصت ويراجع أوراق التاريخ ويوقن أن هذا الشعب لا ينهزم.. لا ينكسر.. يهادن ويسالم ويسعى للخير لكنه أبدا لا يقبل الجور ولا الظلم. 
وأخيرا أرأيتم طمأنينة الشعب وأمانه هذا ليس سوء تقدير للموقف، لكن إيمان ويقين بأن ذلك الجندي على الجبهة لن ينهزم.. لن يعود إلا منتصرا، وإذا ما نال الشهادة فبيوتنا ذاخرة بفتية متأهبين منتظرين إشارة من الوطن.. فأنتم تعبثون بأرواحكم.. أما لكم عقول تتدبرون بها فتدركوا أننا لثمان سنوات نقاتلكم بلا هوادة ولا ملل.. نقاتلكم ونعيد بناء وطن.. نقاتلكم ونحن نحتفي بشهدائنا.. نقاتلكم وعلى وجوهنا ابتسامات الرضا واليقين.. نقاتلكم ونؤمن أننا لمنتصرون.. فاخلعوا أسلحتكم فإنكم بالواد المقدس.. اعتبروا ممن سبقكم قبل أن تكونوا جيفا يأكلها الطير ويرفض ثرانا المقدس مواراتها لتكن آية لكل معتد أثيم.