السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

فتح العرب لمصر.. هل احتال عمرو بن العاص ضد رسالة الخليفة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الملقب بـ"الفاروق"، إلى عمرو بن العاص، في رسالة بعثها له أثناء توجهه لفتح مصر:" من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص، "عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي، كيف لك أن تفعل شيئا لن أمليه عليك"، تلك الكلمات كتبها عمر بن الخطاب الي عمرو بن العاص غاضبا منه لأنه قرر فتح مصر وذلك جاء بعد خلافات عدة.
فتح مصر، والذي تحل ذكرى تمام سيطرة العرب على آخر حصونها اليوم الأحد، كان أمرا يبعث على التخوف من الفاروق تجاه المسلمين، ولكن أمام تعدد فوائد فتحها والذى حصدها ورددها عمرو بن العاص للفاروق، وافق الخليفة، وبعث معه أربعة آلاف جندي، وقال له "سر وأنا مستخير الله في مسيرك، وسأرسل لك مكتوبا سريعا إن شاء الله بذلك، فإن وصل لك مكتوبي، فمحتمل أن أمرك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها، وإن دخلتها قبل أن يصل لك مكتوبي فامض لوجهك واستعن بالله".
استخار الفاروق الله فكأنه تخوف على المسلمين من تلك الخطوة، فكتب إلى عمرو بن العاص أن ينصرف بمن معه من المسلمين، وأثناء وجود الأخير على مشارف مدينة رفح المصرية، رأى رسول "الفاروق"، فتخوف منه لأنه اذا أخذ المكتوب منه فهو ملزم بتحقيق ما أوصاه به الفاروق وهو الانصراف كما عهد إليه عمر، فلم يأخذ الكتاب من الرسول ودافعه أمامه، وسار حتى نزل قرية فيما بين رفح والعريش، فطلب من الرسول حامل المكتوب أن يفتحه أمام الجنود ويقرأ فقال عمرو لمن معه: "ألستم تعلمون أن هذه القرية من مصر"، قالوا: "بلا"، فقال: "فإن أمير المؤمنين عهد إلى وأمرني إن لحقنى مكتوبه ولم أدخل مصر أن أرجع، ولم يصلني مكتوبه حتى دخلنا أرص مصر فسيروا على بركة الله".
ويشكك كثير من المؤرخين في صحة مثل تلك الرواية لعدة أسباب، أولا: لأنها جاءت عن طريق كتاب المستشرق الفريد بتلر "فتح العرب لمصر"، وثانيا: لأن قادة المسلمين علي رأسهم عمرو بن العاص لا يمكن أن ينفردوا بقرار الحرب دون رأي ومشورة أمير المؤمنين.
سار بن العاص ومن معه من المسلمين وقاتلو قتالا شديدا الي أن استمر نحو 3 أشهر ثم فتح مصر، وصار إلى أم دنين وعندما واجه صعوبات مما أدت الي صعوبة الفتح أرسل لعمر يستمده بأربعة ألاف مقاتل، فأرسل الزبير في إثره في اثنى عشر ألفا فشهد معه الفتح.
وبعد ذلك كتب له "الفاروق"، يسألهُ عن أوضاع البلاد قائلًا: "أمَّا بعد يا عمرو، إذا أتاك كتابي فابعث إليَّ جوابه، تصف لي مصر ونيلها وأوضاعها، وما هي عليه حتَّى كأنني حاضرها".
كتب عمرو بن العاص يشرح أحوال مصر قائلًا: أمَّا بعدُ، يا أمير المُؤمنين، فإنَّها تُربةٌ غبراء، وحشيشةٌ خضراء، بين جبلين، جبلُ رملٍ كأنَّهُ بطنٌ أقبّ وطهرٌ أجبّ. ورزقُها ما بين أسوان إلى منشأ من البر، يخطُّ وسطها نهرٌ مُبارك الغدوات، ميمونُ الروحات، يجري بالزيادةُ والنُقصان، كمجاري الشمس والقمر، لهُ أوان تظهر إليه عُيونُ الأرض ومنابعها، مُسخِّرةً له بذلك ومأمورةٌ له، حتَّى أطلخكم عجاجه، وقفطفطت أمواجُه، واغلولوت لُججه، لم يبقَ الخَلاصُ إلى القُرى بعضها إلى بعضٍ، إلَّا في خفاف القوارب، أو صغارُ المراكب، التي كأنَّها في الجبائل ورق الأبابيل، ثُمَّ أعاد بعد انتهاء أجله نكص على عقبه، كأوَّل ما بدا، في دربه وطما في سربه. ثُمَّ استبان مكنونها ومخزونها، ثُمَّ انتشرت بعد ذلك أُمَّةٌ مخفورة، وذمَّةٌ مغفورة لِغيرهم ما سعوا به من كدِّهم وما ينالوا بِجُهدهم، شعثوا بُطون الأرض وروابيها، ورموا فيها من الحبِّ ما يرجعون به من التمام من الربّ، حتَّى إذا أحدق فاستبق وأسبل قنواته. سقى الله من فوقه الندى، ورواه من تحت بالثرى، ورُبما كان سحابٌ مُكفهر ورُبَّما لم يكن.
يشار إلى أن العرب تمكنوا من القضاء على آخر معاقل الروم في الإسكندرية، وذلك بعد فتح أغلب مناطق مصر خاصة حصن بابليون الذى كان يشكل عاصمة الحكم الروماني فى مصر، وقضى عمرو نحو خمس سنوات واليًا لمصر في خلافة عمر بن الخطاب يتولى له إدارتها وخراجها والدفاع عنها، ويساعده عبدالله بن سعد بن أبي سرح في ولاية الصعيد ودفاع النوبة.