يصاب الكثير من المواطنين بحالة من الاكتئاب بعد انقضاء شهر رمضان ومع انتهاء عيد الفطر المبارك فيما يعرف باسم متلازمة اكتئاب ما بعد رمضان والعيد" وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلات حول أسباب الاصابة بذلك المرض بلا مقدمات وبصورة مفاجئة مع كيفية الوقاية من الاصابة بالمتلازمة خاصة مع الأضرار التي يسببها الاكتئاب والذي ترتفع وتيرة الاصابة به خلال الأعوام الماضية بصورة كبيرة في مصر بحسب التقارير المتداولة.
قال الدكتور أحمد هارون، عضو الجمعية العالمية للصحة النفسية، إن الإصابة بالاكتئاب تنجم عن تغير أسلوب الحياة فبعد أن كان ينام الفرد بعد صلاة الفجر ليستيقظ وفق الوقت الذي يرغب فيه أصبح مطالبا بالاستيقاظ باكرا الساعة 7 أو 8 صباحا وهو ما يؤثر على الحالة النفسية بلا شك للاعتياد على ذلك خلال فترة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك الذي يعتبره الكثير من الأسر بمثابة متنفس لقضاء بعض الوقت اللطيف، مشيرا إلى أنه بسبب ذلك يصاب الفرد باعتلال نفسي يستمر فترة قد تصل إلى أسبوعًا حتى يعتاد على النظام الحياتي المعتاد.
وأشار إلى أن هناك العديد من الحلول لمواجهة ذلك مثل أن يضع الشخص في اعتباره استمرار نظامه الحياتي خلال شهر رمضان كأن يستمر في صلاة الفجر وقراءة القرآن وأداء العبادات التي تحافظ على حالته الإيمانية التي كان عليها خلال الشهر الكريم على أن يعمل على الترفيه عن نفسه وعدم الضغط عليها كما هو الحال خلال فترة عيد الفطر المبارك.
الدكتورة رحاب العوضي، أخصائية علم النفس، أضافت أن الإصابة بالاكتئاب يأتي لتغيير نمط الحياة التي اعتاد عليها الإنسان خلال فترة معينة ودخوله لحالة من الفراغ مما يؤدي إلى أن تصيبه تلك المتغيرات بحالة من الملل والرتابة بعد أن كان يعكف على أداء الكثير من الأنشطة المحببة خلال أوقات حافلة مثل أداء العبادات وزيارة الأقارب وغيرها من الأنشطة ولكنه بمجرد اصطدامه بنظامه الحياتي القديم يصاب بالملل ويعود إلى سلوكياته الخاطئة التي كان قد هجرها فيشعر أنه لا جديد في الحياة.
ولفتت إلى أن هناك العديد من الحلول للتعامل مع تلك المشاكل مثل وجود العزيمة الحقيقية على التغيير والعمل على شغل النفس بالأنشطة التي تعمل على تحفيز المشاعر الإيجابية وعلاوة على ذلك فلا بد من وجود نية حقيقية للتغيير وعدم ترك الفكر للمشاعر السلبية مما سيحقق للشخص القدرة على التكيف مع مثل تلك التغييرات النفسية.