الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

من حق الهندي يقول «ليه هو أنا مصري»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أواخر خمسينيات القرن الماضى كانت هناك واقعة أو نكتة - رواها محمد حسنين هيكل...
كان المصريون بيتريقوا على الهنود كثيرا فى الوقت ده أكتر من بلدياتنا.
لدرجة أزعجت نهرو زعيم الهند وبالذات كلمة (ليه هو أنا هندي) المشهورة
واعتبرها نهرو إهانة يجب توقيفها وبالفعل طلب نهرو من جمال عبدالناصر أن يتوقف شعبه عن تلك الكلمة!
استغرب جمال عبدالناصر وقال له إزاى عايزنى أوقف شعبى عن كلمة هو أنا هندى دي؟
قاله كل واحد يقول الكلمة دى تاخدو منه قرش صاغ.. قال له جمال عبدالناصر طب والفلوس دى نعمل بيها إيه

قال نهرو تديهالى علشان أوزعها على شعبي
قال له جمال عبدالناصر: (ليه هو أنا هندي) ليه هوه أنا هندى؟
وكما يقول الكاتب والباحث حسام فتحى: كانت العبارة «العنصرية» القاسية التى تتردد على لسان المصريين بجميع طبقاتهم للتدليل على أن المواطن المصرى شاطر.. وفهلوي.. وذكي.. وغير قابل للخداع.. وغالبا ما كان يصحب عبارة «ليه هو أنا هندي؟!» الاستنكارية بإغلاق عينه اليمنى، ووضع سبابته اليسرى. 
على وجنته فى البقعة المحصورة بين الحاجب والأذن.
ودارت الأيام وبعد مرور 70 عامًا أعلن قطاع الشئون الثقافية والبعثات، التابع لوزارة التعليم العالي، عبر موقعه الرسمى منذ أيام قليلة، عن منح دراسية مقدمة من الهند للمصريين، للحصول على البكالوريوس، وتشمل كامل المصاريف الدراسية فى المجالات التالية: 
الهندسة الميكانيكية
الهندسة المدنية - الهندسة الكهربائية.- الروبوت.
!... مرت الأيام كما يقول الكاتب والباحث حسام فتحى ما بين تجارب.. و«انفصام»، وتحولت الهند إلى عملاق اقتصادى وتكنولوجي.. ونووى أيضا، وتفخر بشريحة ضخمة من الشباب فى سن العمل، ونظام تعليم جعلها محطة عالمية مهمة، ومركزا دوليا للخدمات اللوجستية التكنولوجية وصناعة البرمجيات، ونجح «الهنود» فى صناعة أرخص جهاز كمبيوتر فى العالم، وأرخص سيارة فى العالم، وحولت كونها ثانى أكبر دول العالم تعدادا للسكان بعد الصين إلى نقطة قوة بعد أن تمكنت من «إدارة» شبابها وتعليمهم وإعدادهم لأسواق العمل.
بينما نحن فى مصر استغرقنا فى برامج تحديد النسل بدلا من استخدام الشباب كقوة اقتصادية منتجة بعد تعليمه وتدريبه، متجاهلين أن العيب فى حكومات لا تجيد إدارة البشر.. وليس العيب فى البشر أنفسهم.
ولمن لا يعرف، الهند هى الدولة الأولى التى تنجح فى دخول مدار الكوكب الأحمر (المريخ) من المرة الأولى، وأول دولة آسيوية تنجح فى ذلك.
وبلغت كلفة هذه البعثة 74 مليون دولار بمركبة فضائية هندية 100%، وهو جزء بسيط من كلفة المركبة الفضائية الأمريكية إلى المريخ، والتى بلغت 671 مليون دولار..
الهند هى البلد الأكثر ازدحاما فى العالم..
الهند استقلت عن بريطانيا فى صيف عام 1947.
وخاضت الهند حربين طاحنتين مع باكستان والصين، انقسم فيهما المجتمع، وتم تهجير أسر وعائلات، غير أن ذلك لم «يدمر» البلد، وتماسك.
واليوم أصبحت الهند دولة نووية.. وتملك 5 آلاف قنبلة نووية، وتملك عاشر أقوى جيش فى العالم، وحققت الاكتفاء الذاتى فى زراعة الحبوب لتكفى 1250 مليون فم.. وأصبح اقتصادها الرابع عالميًا.. ويتقدم بسرعة الصاروخ ليحتل المركز الثالث!!
فعل الهنود ذلك وهم يتحدثون عشرات اللغات.. ولديهم دستور يعترف بـ21 لغة غير الإنجليزية، ونحن نتحدث جميعًا لغة واحدة. ويعتنق الهنود الهندوسية والإسلام والمسيحية والسيخية والبوذية واليابانية وعشرات الديانات غير السماوية، ورغم أن أكثر من % 80 من الهنود «هندوسيين» إلا أنهم أتوا بثلاثة رؤساء مسلمين (المسلمون حوالى 10٪).
كانت الهند قبل القرن الـ21 دولة متأخرة فى التعليم، والطب، والاقتصاد، والسياسة، وغيرها من متطلبات الحياة الإنسانية، حتى جاء غاندى الذى تعلمت معه مفهوم الديمقراطية، والحرية، والإنسانية، والتعبير عن الرأى، والتغيير السلمى للسلطة، نعم هو غاندى الذى حققت ثورته أهدافها عام 1946 برحيل إنجلترا عن الهند، وامتلاك الشعب السيادة الكاملة، حيث قام الشعب بكتابة أول دستور له، والذى يعد من أكبر الدساتير على مستوى العالم، وكما يقول الكاتب الصحفى حسام المصرى، أن مواد الدستور مكتوبة فى وسائل المواصلات «علشان كل الشعب يعرف حقوقه وواجباته»، وقد دخل الدستور الهندى حيز التنفيذ عام 1950، «يعنى» الهند عملت دستور واحد بعد الاحتلال وبالفعل حقق العدالة الاجتماعية والتقدم الاقتصادي، طبقا لآخر الإحصائيات الدولة، وما زال هذا الدستور ساريا حتى الآن، ولكن الشعب المصرى بعد الإستقلال أصدر 7 دساتير، وحتى الآن لم تتحقق العدالة الاجتماعية ولا التقدم الاقتصادى ولا الطبي، ولا العلمى، ولا الثقافى.. حتى الآن..
منذ أن تدفقت موجات من الخريجين الهنود إلى وادى السيليكون فى شمال ولاية كاليفورنيا الأمريكية فى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وكما يقول الباحث عماد السيد: حقق الهنود الموهوبون إنجازات كبيرة اخترقت الحدود؛ مما جعل الهنود يحتلون مناصب ذات سلطة فى عالم التكنولوجيا ووسائل الإعلام. تقريبًا كل شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى لديها رواد تكنولوجيا من أصل هندي، فهل كنت تعلم أن العقل المخترع للـ«يو إس بي» (usb) 
ولتكنولوجيا التدوين و«الهوت ميل» هم من الهنود؟
فى شهر فبراير 2014، أصبح ساتيا نادلا الرئيس التنفيذى لشركة مايكروسوفت، أعلى المراتب لشركات التكنولوجيا فى العالم، لكن نادلا ليس بأى حال من الأحوال هو الهندى الأول الذى يصل لهذه المكانة العالية فى مجال التكنولوجيا.
رئيس محرك البحث «جوجل» هندى.
رئيس «ماستر كارد» هندى.
ولسه المصريين بيقولوا «ليه هو أنا هندى»