سمعنا من قبل عن رحلات عائلية، رحلات شبابية، رحلات بناتية، لكن رحلات آباء وأبناء ذكور فقط!، هذا نوع جديد من الرحلات بالصدفة ومن بختك يا أبو بخيت إن كنت جزءا من تلك الرحلة، لذا أطلقت عليها واو المذكر، وإليكم التفاصيل.. انطلقنا ليلا 8 في سيارتي 4 آباء و4 أطفال.. الرحلة ليلا إذا أم كلثوم، فيروز، منير، هذا ما فعلناه للحظة قبل أن نضطر للتحدث مع القط المتكلم، وغناء نام.. نام يا حمام، بعد نصف ساعة نام الرجال وظل الأطفال وأنا أقود السيارة صفعة من هنا.. عضة من هناك.. ضحكة ثم كركعة دون مبرر.. مسك مفاجئ لمقود السيارة، وصلنا بحمد الله.. فتطوع أحدنا وحمل ابنه على كتفه وكان لزاما علينا جميعا أن نفعل ذلك.. فسيرنا على كورنيش الإسكندرية مثل الأتوبيس أبو دورين.. أظن أننا اشتهرنا والتقط لنا العديد صورا تذكارية.. هذا بخلاف أنني سمعت لعنات الرجال ورأيت غضبهن ورأيت إعجاب النساء وسمعت دعواتهن: "يارب ارزقنا باتوبيسات من دي"، كل ذلك أمور هينة لكن الصاعقة كانت حينما قال أحد الأطفال "حمام"، حاولنا إلهاءه بغناء بتغني لمين ولا لمين يا حمام.. فنظر إلينا باعتبارنا مجانين وصرخ "إيء.. إيءءءءء"، جرينا على وقع "ددي.. ددي واه" نبحث عن "حمام"، ولما وجدناه أدركنا أن المشكلة ليست في "الإيء نفسها لكن فيما يليها من إجراءات"، بعد تشاور قررنا أن نأخذ الطعام ونذهب إلى السكن نأكل وننام لكن هيهات وهيهات تحول السكن إلى سيرك قومي وفقرات أغاني أطفال وعروض مسرحية وأكروبات وصفع بالأقلام إذا تجرأ أحد ونام.. على الشاطئ استعدنا ذكرياتنا بنينا أحلامنا على الرمال وهربنا معهم من الأمواج.
وإذا كن تاء التأنيث يشكين من ذلك فواو المذكر وجدته شيئا ممتعا تحرمهم منه ضغوط الحياة.. وطاحونة العمل والمشكلات وربما في بعض الأوقات حجر الأمهات على الأبناء وإصرارهن على أن يكن في صحبتهن.. نصيحة لكم جربوا "رحلة الأتوبيس أبو دورين.. آباء وأبناء".