سيظل اسم الديبة علمًا فى عالم الساحرة المستديرة، موهبة وعلمًا وفقهًا كرويًا ومؤسسًا للمدرسة الحديثة فى التأهيل للبراعم، ومن حظ الإسكندرية أن يكون للديبة علامة فى تاريخ الكرة الأفريقية حكمًا، ويليه رأفت عطية لاعبًا ونجم الإسكندرية الموهوب شحتة الإسكندرانى الذى سطرت أسماؤهم فى سجلات الاتحاد الأفريقى، الذى تقام فيه البطولات على أرض مصر.
واحد من عمالقة الكرة عرفته الملاعب لاعبًا فذًا بالاتحاد السكندرى والمنتخب، وكان حكمًا محايدًا واحدا من رجال الكرة وله دور بارز فى تنمية الاتحاد السكندري.
محمد دياب العطار «الديبة» ابن الإسكندرية وحى الجمرك، فقد انضم للاتحاد السكندرى عام ١٩٤٤م، ولم يرتد فانلة أخرى غير فانلة الاتحاد حتى اعتزاله عام ١٩٦٠م، واشترك مع النادى الأهلى فى رحلته لتركيا وسوريا ولبنان عام ٤٦، هو العدو الأول للنادى الأهلى وجماهيره عام ١٩٧٢م كانت المباراة بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، وفى كرة مشتركة بين مروان كنفانى حارس الأهلى وفاروق جعفر أطلق الديبة صفارته محتسبًا ضربة جزاء ضد مروان وهاجت الجماهير وماجت، وتقدم فاروق جعفر وأحرز هدفًا، وغضبت جماهير الأهلى ونزلت الملعب وألغى الدروى بعد قرار اتحاد الكرة، وقال «سامح الله مروان فيما تسبب فيه، لقد أفسد علاقاتى الطيبة مع جماهير الأهلى، ولو عاد العمر لاحتسبتها ضربة جزاء فالمجاملة شىء والحق شىء آخر».
اتجه الديبة للتحكيم عام ٥٦ قبل أن يعتزل الكرة، وسرعان ما أصبح حكمًا من الدرجة الأولى عام ٦١، ونال الشارة الدولية عام ٦٨، وفى العام نفسه اختير للاشتراك فى تحكيم الكرة الأفريقية السابعة بأديس أبابا، كما رشح لتحكيم نهائيات كأس العالم عام ٧٠و٧٤، لكن وقع الاختيار على الحكمين الدوليين على قنديل ومصطفى كامل محمود.
وقد اختير للتحكيم بنهائيات دورة الألعاب الأولمبية بمونتريال عام ٧٦ بصفته حكمًا محايدًا مع سبعة آخرين وبعد عدوته أجرى معه تحقيق؛ لأنه اشترك كحامل راية فى تحكيم مباراة وكان حامل الراية الثانى إسرائيلي، وكانت قرارات جامعة الدول العربية فى ذلك الوقت تفرض عدم الاشتراك فى أى نشاط يشارك فيه الإسرائيليون.
خلال مشواره مثل مصر فى دورتى لندن ٤٨ وهلسنكى ٥٢ وكان ضمن الفريق المرشح لدورة ملبورن الأولمبية بأستراليا ٥٦، والتى اعتذرت مصر عن عدم الاشتراك فيها بسبب عدوان ١٩٥٦م.
اعتزل الديبة التحكيم عام ٧٦ نظرًا لبلوغه سن الخمسين وأحيل للتقاعد أيضًا من عمله بهيئة المياه بالإسكندرية عام ٨٦، وعين مستشارًا رياضيًا لمحافظ الإسكندرية السيد إسماعيل الجوسقى، وتوفى فى ديسمبر ٢٠١٦م.
وبمناسبة بدء البطولة الأفريقية على أرض مصر فإنى أتصور أن سجلات الكرة الأفريقية لن تهمل تألق الديبة النجم والكاتب والمحلل والموهبة والمثقف وصاحب الصفحة الفضية فى تاريخ الساحرة المستديرة، وأتصور أنه من حق الديبة على مجتمعه أن يطلق اسمه على ساحة أو ميدان يليق بمكانته، وليكن فى ساحة الشلالات أمام استاد الإسكندرية المرشح لتقديم مباريات مهمة، وأتمنى أن يكتب اسمه باللغات؛ لتكون فرصة على حفظ ذاكرة الأبطال فى وجداننا.