فى عام 1923 ميلادية أعلن كمال أتاتورك إنهاء الخلافة العثمانية، ومع إنهاء الخلافة العثمانية تم إلغاء الحرملك وتحرير 370 جارية و127 أغا بقرار رئاسى إلى أن وصلت لكرسى الحكم حكومة مرشد الإخوان أردوغان، الذى أعاد فكرة الحرملك العثمانى مرة أخرى، ربما لأسباب وراثية تؤكد أن جينات أردوغان تمتد تاريخيا لرحم الحرملك العثمانى، الذى يؤمن إيمانا عقائديا بحظيرة السمع والطاعة، واستعان السيد أردوغان ببعض الدول الناشئة على الخريطة حديثا مثل دولة تميم الخارجة هى أيضا من حرملك الخوارج ومع هذا الاندماج الوراثى الذى تمّ بين تركيا وقطر استنشقت قطر زفير الحبل السرى وشعرت بأنها على بعد خطوة واحدة من منزلة المحظيّة السلطانيّة، التى ربما بقليل من مؤامرات بعض الصبيان وغلمان الإعلام الفرنسى أمثال دوروش يمكن أن ترتقى إلى منزلة السلطانة الأم، فهى تدرك أن للسلطانة الأم منزلة رفيعة فى بلاط الخلافة؛ لأنها المرأة الوحيدة التى يحترمها الخليفة العثمانى، لأنها أمه ونسى الخليفة أو تناسى أن السلطانة الأم هى فى الأصل جارية خارجة من عباءة الحرملك، ومع احترامنا للدور البارز الذى تقوم به المخابرات التركية وكتائب الإخوان الإلكترونية على أرض مصر المحروسة من إثارة الشهوات الإخوانية فى مفاصل أفراد الجماعة، لكن هذه الرغبات هى امتداد طبيعى وتاريخى للحرملك الإخوانى الذى يعتبر رحمًا بكرًا للقتل والمؤامرات والدفاع عن الشرعيّة، لكن الشرعيّة فى مفهوم الإخوان تختلف عن مفهوم الشرعية الدولية؛ لأن الشرعية فى الحرملك تعتمد على تحليل dna للحفاظ على جينات الجماعة والتأكيد دائما من خلال تقارير السمع والطاعة على صحة إثبات النسب، الذى ربما يعود تاريخيا إلى يهود مصر وهذا ما تؤكده إشارة رابعة هذه الإشارة التى حفرها اليهود بكف أيديهم الملطخة بالدماء على جدران بيوتهم أثناء خروجهم مع نبى الله موسى عليه السلام إيمانا منهم بحق العودة إلى مصر وربما الاعتصام مرة أخرى فى ميدان رابعة العدوية أو أمام وزارة الدفاع فى الخرطوم أو ميدان النهضة، الذى ترفرف أمامه أعلام السفارة الإسرائيلية، التى أرسى أحبارها قديما خطة جهاد النكاح للتدخل فى الشئون الداخلية للخلافة، من خلال جلب الجوارى الروسيات ذوات الأصول اليهودية للحرملك، لأن سلاطين الإخوان الأتراك يعشقون الجوارى الشقراوات ذوات العيون الزرقاوات وابتسامات الحور الكريستالية التى وصفت بها السلطانة الأم حوريم منذ كانت جارية فى الحرملك.
وعالم حرملك الإخوان عالم ملىء بالفتن والقتل والمؤامرات وللغلمان الأغوات دور كبير خلف الستائر الحريرية للحرملك؛ لأنهم الصندوق الأسود لعالم الأسرار ويعتبر الأغا الكبير «رئيس الخصيان» هو الرجل الثالث فى بلاط الحكم؛ لتوغل اتباعه فى كل دروب القصر.
وداخل الحرملك يوجد القفص الذهبى وهو جناح مخصص لعقاب الأمراء المعزولين مع جوارى معقمات منزوعات الرحم لمنع الإنجاب، وداخل الحرملك تسعى كل جارية فى إنجاب صبى للسلطان، لتصبح يوما ما سلطانة وهذا ما جعل جوارى الحرملك تشتهر بقتل السلاطين والأمراء والوزراء والزوجات لتمكين أبنائهن من الوصول للحكم، وحينما تصل الجارية لمنزلة السلطانة الأم نراها تتودد دائما للقادة الانكشاريين والوزير الأول للحفاظ على سلامة حكم ابنها السلطان.
وقد عانت مصر المحروسة من سياسة الخلافة العثمانية الجشعة فى جمع المال منذ فتحها الخليفة العثمانى السلطان سليم، الذى توهّم أن مصر غرفة من غرف حرملك الإخوان، وأنها ستدخل طوعا حظيرة السمع والطاعة فدارت طواحين الزمن ببطء وانتشر الفقر والجهل بين الحرافيش نتيجة لهذا الحكم العثمانى الفاسد، الذى لم يقدم لأهل مصر سوى بعض أوسمة الكذب وقلادات بيع الأراضى لصالح الباب العالى.
ودفع شعب مصر فاتورة الصراع بين أمراء المماليك الأتراك والباشوات الذين كونوا من أفراد الجماعة ميليشيات تتصارع فى شوارع مصر المحروسة وتتخذ هذه الميليشيات المسلحة من مساجد المحروسة ثكنات تتحصن فيها مثل مسجد أحمد بن طولون، وكانت هذه الميليشيات تطلق قذائف المدافع من مآذن المساجد المجاورة للمراوغة والتمويه وأدت هذه الفوضى إلى هجر المصريين شوارع القاهرة، ولم يكن أحد يجرؤ على الوصول حتى إلى حى بولاق أو مصر العتيقة.
والسؤال الآن ماذا فعل الأتراك لأهل مصر المحروسة سوى استعبادهم فى بناء القصور الفخمة للبكوات والباشوات، ماذا فعل الأتراك لأهل مصر المحروسة سوى فرض الضرائب الباهظة والإتاوات على المحال والوكالات وسرقة أمتعة أهل مصر من بيوتهم وتسخير
الحرافيش فى زراعة الحدائق والبساتين فى قصور الباشا وجلب المياه المعطرة بماء الورد لنساء الحرملك، ماذا فعل إخوان الأتراك لأهل مصر المحروسة سوى تهميش دور الأزهر الشريف وقصر علومه على العلوم الفقهية والشرعية ومنع تدريس العلوم الحديثة حتى علم الفلك اللازم؛ لتحديد الشهور ومواقيت الصلاة تمّ أيضا منعه، ماذا فعل الأتراك فى مصر اليوم وأمس سوى تهريب الأسلحة والملابس العسكرية وعقد مؤتمرات الحرب؛ لنشر الفوضى فى ربوع مصر المحروسة دائما، رغما عن أنف أردوغان الإخوان، الذى توهم أنه يحمل صك ولاية على مصر، أو ربما اعتقد أن مصر «حرملك» عثمانيًا، ونسى هذا الإخوانى أردوغان أن أجداده امتلأت كروشهم بأموال المصريين، وأن حرافيش مصر دفعوا حياتهم ثمنا لتمرهم على الباب العالى، نسى أردوغان أن العمال المصريين هم الذين شيدوا العمارة التركية وقاموا بشق الطرق وزخرفة الحوائط فى شوارع إسطنبول، نسى أردوغان أن شيوخ الأزهر الشريف هم الذين عمروا مساجد إسطنبول بتلاوة القرآن الكريم وتفسيره وإمامة رحلات الحجيج، وأهل مصر المحروسة اليوم لا يلومون إلا أنفسهم؛ لأنهم جعلوا الأقزام يقفون على أكتافهم فتوّهم الأقزام أنهم عمالقة وهم ليسوا كذلك.
لأن الإخوان آفة هذا الزمان واسترجع أهل مصر المحروسة مقولة الملك المصرى مينا: لا صوت يعلو فوق صوت الوطن وتطهير هذا الوطن من جماعة الإخوان؛ لتدرك هذه الجماعة الإرهابية أن فى مصر رجالا وطنيين يعرفون قيمة الوطن ويدافعون عنه بأرواحهم ويقفون فى وجه كل إخوانى خائن من غلمان أردوغان وتميم، وهذا ما فعله النائب المصرى الدكتور عبدالرحيم على عندما كشف عورات هذه الجماعة، التى لا تعرف عن حضارة الشعوب سوى القتل والكذب والتآمر، تحية تقدير واحترام لكل وطنى مصرى شريف وقف فى وجه هذه الجماعة الإرهابية.