كل عام وأنتم بخير.. عيد سعيد عليكم وعلى أبوالغيط، أرجو أن تكونوا تابعتونا على مدار شهر رمضان المعظم واستمتعتم بحواديت عيال كبرت، التى أردنا من خلالها أن نعود بكم إلى عادات وتقاليد تركناها.. تكلمنا فى السياسة دون صخب ولا ضجيج.. قلنا ما نريد أن نقوله فى قالب فكاهى عبر شخصيتنا الأشهر وهى أبوالغيط، التى سنتخذها تميمة لنا فيما بعد نواصل معها الحواديت والحكايات التى نود من خلالها أن نساهم فى رسم ابتسامة لوجوهكم وإضافة معلومة لأذهانكم وترسيخ مبدأ لدى أولادكم واسترجاع عادة كانت لنا فى زمن غير هذا علّنا نعود بأرواحنا إلى كل ما هو جميل.. والجميل أنى أحبكم وأبوالغيط هو الآخر أخبرنى أنه يحبكم جميعا وأنه قتل حمارته خطأ لأنها تركته فى السوق وذهبت مع فلاح غيره، وكما قال: «معندناش حمارة تبات برة البيت».
فى الحقيقة أنا طلبت من أبوالغيط أن يقُصّ علىّ حدوتة جديدة لكنه نهرنى وقال لي: «هو أنا فاضى دلوقتى لحواديت عيال كبرت بتاعتك، أنا ورايا شُغل كتير، أولا عايز أخد العيال ونردم الجور اللى العيال كانت فحتاها فى البلد علشان يعملوا فيها السحلب والشاي، ثانيا: عايز ألم الورق بتاع زينة رمضان علشان السنة الجاية ومش كل سنة نقطع كراريس وكشاكيل، ثالثا: عايز أتسبح وأكوى الكالسون والجلابية والطاقية علشان صلاة العيد، لازم أبوالغيط يكون أول واحد يروح الخلا ويحضر التكبير من أوله.. ونفسى يا واد أأجّر عجلة ألعب بيها بس مكسوف من العيال، أنا أكتر حاجة لعبت بيها زمان فى العيد عجلة كزوز وكنت زى الشحط بزق الجريدة وأقول بيب.. أما أنا كنت هايف هيافة.. لا وكنت بحوش العيدية القروش فى حوض الطرمبة وأمى تشيل الميا وتاخد القروش».
طب حكاية صغيرة يا عم أبوالغيط لغاية ما نتقابل بعد العيد، أومأ برأسه وتبسم وقال خد دى علشان العيد: «عمك أبوالغيط ده كان واد حبيب يعجبك، بنات البلد كانت بتتوحم عليه، وكنت عايش قصة حب ولا حسن ونعيمة، وفى وقفة العيد ابن العمدة وزّنى أكتب جواب للبت اللى بحبها، جبنا الدواية والقلم البوص وقلت له اكتب: «من حبيبك أبوالغيط انتظرينى بعد صلاة العيد عند حلوفة الجعران، خدت الورقة وحطيت فيها طوبة وحدفتها فى المندرة بتاعتهم اللى بتقعد فيها وهى كانت طالة من الشباك وبتضحك، اتقمعت واتلمعت وعوجت الطاقية وصليت العيد، ورحت عند الحلوفة، بصفر وأغنى وفجأة خرج أبوها بعصاية بتلب زى الزخمة ونزل عليا ضرب وهو بيقول: «كل سنة وإنت طيب يا ابن بهانة العبيطة عاملى فيها المغنواتى وإنت شكل اللندة الصفيح.. كانت علقة سخنة وعيد ما يتنسيش».