صباح العيد، هو الصباح الملون بالبالونات، وصخب الأطفال، والأبواب المفتوحة، هو الصباح المزين بالكعك والبيتفور والبسكويت، والشيكولاتات والعيديات، ومشاوير الأمهات ما بين المطبخ، ومكان استقبال الضيوف. صباح العيد هو القطارات التى تجرى بأحبة يهرعون إلى أحبة، تركوهم بعيدًا فى قراهم أو مدنهم الصغيرة وهاجروا للمدن الكبيرة بدافع الطموح، أحبة يمتلكون جزءًا من أرواحنا وجزءًا من ذكرياتنا، وحنينا كبيرًا إلى من رقدوا فى نعيم القبور، صباح العيد هو الصباح الذى نجدد فيه عهدنا مع الحياة، ونشد على يدها بقوة ونقول لها: إننا أقوياء بما فيه الكفاية، وسنواصل السعى فيك ونحبك، وأنت التى تتعبيننا، وتنهكين أرواحنا، وتستنفذين طاقتنا، وربما تخطفين قدرتنا على الفرح. نعاهدك، ونسير فى ضوء هذا الوعد ونتذكره، كلما هممت أن تغلبينا، فى صباح العيد احتضنوا أحباءكم وانثروا السعادة حولكم وابتسموا فى وجوه الأطفال فى الشوارع، كل الشوارع فهم الملائكة التى تتختفي فى ملابس مزركشة، وتسير خلف ضحكاتها فى أحذية صغيرة. صافحوا أصدقاءكم الطيبين المخلصين بحميمة معتادة فيما بينكم، أما من خذلوكم، فالقوا عليهم التحية، واشكروهم، وأنتم ترددون بينكم وبين أنفسكم: «لم يخذلنى أحد، أنا من خذلت نفسي، عندما راهنت على أنكم أوفياء، قولوا لهم أيضًا إننا لن نعود كما كنا؛ لأنه من الحكمة ألا نموت مرتين، وثمة خذلان لا يغفر، فى صباح العيد نفرح ونتمسك بهذا الفرح لأنه ببساطة، دافعنا للحياة.
آراء حرة
صباح العيد
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق