حسنًا ما فعلته المملكة العربية السعودية من دعوتها لعقد قمم ثلاث لدول مجلس التعاون الخليجى والدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، حسنًا ما أقدمت عليه المملكة العربية السعودية من استنفار هِمم الدول الشقيقة من أجل التصدى لتجاوزات إيران، التى تعدت الخطوط الحمراء بعد الاعتداء على أربع بواخر قُرب ميناء الفجيرة الإماراتى، ثم الاعتداء السافر على ناقلات ومنشآت نفطية سعودية، واعتراف الميليشيات الحوثية التابعة لإيران «تمويلًا وتسليحًا وتخطيطًا» بجريمتها الشنعاء.
بعدها كانت الاعترافات الاستفزازية لقيادات الحوثيين بأنهم وراء الاعتداء على المنشآت السعودية، ونقلت هذه الاعترافات قنوات موالية لإيران وحزب الله، وخرج علينا وزير الخارجية الأمريكى «مايك بومبيو» وأكد أن عناصر موالية لإيران هى من قامت بهذه الأفعال الإجرامية، وكان السؤال الذى يتبادر للأذهان، من يوقف الخطر الإيرانى؟ نددت دول العالم بالحادثين، وزادت حالة الغضب من تجاوزات إيران وأتباعها، وكانت دعوة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمرات قمة ثلاث، وحضر الرئيس السيسى قمة الدولة العربية والقمة الإسلامية، ونالت كلمته استحسان الجميع؛ لما نادى به من ضرورة التحلى بـالحزم والحكمة. الحزم فى التصدى لأى خروقات يتعرض لها أمن الخليج، والذى يُعد بمثابة امتداد للأمن القومى المصرى، والحكمة فى التعامل مع أى مخاطر، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط لا تحتمل أى توترات أخرى، وفى هذا الشأن كانت مُطالبة الرئيس السيسى بضرورة تحمُل المجتمع الدولى مسئولياته تجاه الأمن والسلم فى المنطقة، ولم ينس الرئيس السيسى التأكيد على أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى وضرورة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة كاملة، وانسحاب إسرائيل لما قبل ٥ يونيو ١٩٦٧ وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
نعم كان لا بد من «وقفة مع إيران»، التى يُهدد قادتها بغلق مضيق هرمز وتهديد الملاحة فى مضيق باب المندب، وتستخدم حرسها الثورى فى التدخُل فى الشئون الداخلية لأكثر من ٥ دول عربية، حسب تصريحات أحد قيادات الحرس الثورى الإيرانى.
نحن على يقين من أن القمم الثلاث ستجعل «إيران» تفكر ألف مرة قبل الإقدام على أى خطوة من شأنها تهديد أمن دول الخليج.