الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت (99)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعدما عاد أبوالغيط من الخارج، وجرت الفلوس فى يده لم يعد يزرع فى الأرض هو وأبناؤه، لكنه أصبح يستأجر أنفارًا لزرع القمح وحصاده، وبرغم شرائه عدة تليفون وتليفزيون وتسجيلًا بشريطين إلا أنه لم يتخلَ عن بخله.. ففى أول يوم عمل للأنفار فى أرضه سألته زوجته: «هنعمل إيه أكل للرجالة الشغالة يا أبوالغيط».. قال لها: «وإحنا هنأكلهم ليه؟ مش بياخدوا أجرة ياكلوا منها»، قالت له: «دى عادة يا أبوالغيط إنت نسيت عاداتنا وتقاليدنا.. احط لهم مِش وجبنة»، صرخ: «لأ.. مش لأ يا ولية يا مخبولة.. المش ده للتصدير.. ده اكسير الحياة.. وأنا كلها كام يوم واخد الكمية وأسافر لزميلى بروس لي»، أقولك على فكرة حلوة روحى يا ولية هاتى لنا بطيخة، بالفعل ذهبت زوجة أبوالغيط وأحضرت البطيخة وعادت، فقال لها قطعيها شقق وضعيها فى صينية، بعدما فعلت ما طلبه منها قال لها: حطيها وهاتى العيال وتعالى اتغدوا يا ولية، تعجبت وخبطت بيدها على صدرها: «إنت جايب البطيخة لك ولعيالك ولا للرجالة اللى شغالة فى الأرض يا أبوالغيط»، فى غضب قال لها: «بطلى غلبة.. اقعدي.. كل يا واد إنت وهو.. أخذ أبوالغيط وزوجته وأولاده ينعروا فى البطيخة حتى أنه لم يعد ظاهرا بها نقطة حمراء ولا لبة فقط كوم من القشر»، بعدما مسحت زوجته يدها وفمها بطرف جلبابها قالت له: «هنأكل الرجالة إيه يا أبوالغيط؟»، اتكأ على مرفقه وعوج الطاقية، وقال لها فى نبرة ثقة: «روحى يا ولية هاتى شوية دقيق وقطعى قشر البطيخ ده كل حتة أد حبة الرز وخلطيهم ببعض وهاتيهم»، فعلت ما قاله لها وأتت به لأبوالغيط فوضع عليه قليلًا من الماء وفركه ثم حمل الإناء وذهب به إلى الأنفار فى الأرض وقال لهم: «الله يقويكم يا رجالة.. الله ينور على الشغل.. أنا عايز طرح الأرض السنة دى يبقى كله خير.. وعلشان تتقووا وتتغذوا وتعرفوا عمكم أبوالغيط بيحبكم أد إيه أنا عملتلكم أكلة من بتاعة بلاد بره.. وكله محدش فى البر كله يعرفها ولا داقها.. وضع الإناء وقال لهم بس الله يا رجالة وأدى كمان العيش بالهنا والشفا.. انهال الأنفار على الطعام وسألهم أحدهم يا عم أبوالغيط قولى اسم الأكلة دى إيه ورحمة أبويا ما هجيب سيرة لحد حتى لمراتي، ضحك أبوالغيط، وقال له: «صادق يا واد من غير حلفان دى اسمها سمك جيريل.. كل بقى وادعى لعمك أبوالغيط.. طول عمرك بتاكل سمك سير من الترعة لغاية ما وشك بقى عامل زى السنارة البوص».