الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ليبيا.. اقتراب الحسم في العاصمة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يتبقَ وقت طويل للوصول إلى يوم الحسم فى حرب تحرير العاصمة الليبية طرابلس من سطوة الميليشيات المسلحة، فميدانيًا نجحت القوات المسلحة العربية الليبية فى تحقيق انتصارات عسكرية نوعية على جميع محاور القتال، آخرها محور صلاح الدين الذى لا يفصله عن قلب العاصمة الا بضعة كيلومترات. 
وسياسيًا طفت على السطح صراعات ميليشيات السراج الداخلية، آخرها الخلاف على توزيع المدرعات والأسلحة القادمة من تركيا، والذى أسفر بحسب تقارير عن قصف أحد الميليشيات لفندق ريكسوس بقلب العاصمة. 
كذلك كشفت الصحفية الإيطالية فانيسا توماسيني، التى اقتربت من بعض محاور القتال انعدام الثقة والتنسيق بين ماتسمى بكتائب ثوار ليبيا «غير المؤدلجة»، والجماعات الإسلامية فى الخطوط الأمامية. 
ودوليًا، توافقت أغلب العواصم الغربية على ضرورة محاربة الإرهاب فى طرابلس تمهيدًا لصياغة حل سياسي، وحتى إيطاليا الحليف التقليدى للسراج بدأت مواقفها تشهد تغييرًا حذرًا بعد الحرج الذى سببته فضيحة الاستعانة بمرتزقة فى قاعدة كلية مصراتة الجوية المجاورة للمستشفى الجوى الميدانى الذى تحول إلى شبه قاعدة عسكرية إيطالية. 
أحد مظاهر انهيار حكومة السراج إعلان الإرهابى صلاح بادى رفضه أى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأكيده أن تحالفه مع السراج مؤقت لحين صد هجوم الجيش الوطنى الليبي، وهو ما يعنى وقوع فائز السراج شخصيًا تحت تهديدات قادة الجماعات الإرهابية التى لن تتوانى عن اغتياله حال إبرامه أى اتفاق سياسى يهدد وجودها. 
المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة لا يبدو هو الآخر فى مأمن من تلك التهديدات، فقد قدم لمجلس الأمن إحاطة حول الوضع فى طرابلس بدا فيها وسيطًا منحازًا إلى حكومة الميليشيات بحسب تعبير المشير حفتر، وتجاهل وجود عناصر إرهابية خطره مثل الإخوانى صلاح بادى المدرج على قوائم العقوبات الأممية ومحمد بن دردف المدان بالهجوم لى القنصلية الأمريكية فى بنغازى وقتل السفير، وعادل الربيعى أحد قادة أنصار الشريعة، وكلاهما قتل مؤخرًا فى معارك طرابلس، بخلاف الطبال السابق هيثم التاجورى. 
إحاطة سلامة العلنية رافقتها تقارير تحدثت عن تقديمة أخرى سرية، ذكر فيها توافد عناصر جبهة النصرة الارهابية من ادلب السورية إلى طرابلس، لكن البعثة الأممية سارعت إلى وصف تلك التقارير بالمضللة مشيرة إلى تحذير سلامة فى جميع المنتديات السرية والعلنية من تحول لبيبا إلى ساحة لتوافد المتطرفين من مختلف الأطراف. 
هذا النفى يعكس أحد أمرين، أولهما خشية البعثة الأممية على موظفيها العاملين فى طرابلس من استهداف العصابات لهم، وثانيهما أن سلامة يعمل فى إطار مخطط يستهدف فرض بعض قادة الجماعات المسلحة المحسوبة على تنظيم الإخوان على المعادلة السياسية الليبية كأطراف رئيسية فى أى اتفاق مستقبلى لا سيما أن بريطانيا تدعم هذا التوجه. 
التقدم العسكرى للجيش الوطنى الليبى، تورط حكومة السراج مع جماعات الإرهاب وارتباك المبعوث الأممى، مؤشرات تؤكد قرب ساعة الحسم.