عبدالسلام النابلسي، ممثل فلسطيني الأصل، ولد في لبنان وعاش وعمل في مصر، من أبرز وأشهر فنانين الزمن الجميل، ولد في 23 أغسطس 1899 وتوفى 5 يوليو 1968، وكان يربطه صداقه قوية بالفنان الراحل فريد الأطرش حتى كتب عن اخلاقه ونبله الكثير من القصائد.
في لقاء له ببرنامج «نجوم على الأرض» والذي تقدمه المذيعة ليلى رستم، في أواخر الستينيات تحدث عن علاقته بالفنان الراحل فريد الأطرش وكشف عن سر من أسرارهما، حيث قال: «هناك شخصان صداقتهما لي عباري عن قيام، واعتبر نفسي شخصين أنا وفريد الأطرش وأنا وصباح، وهذا لا يمنع حبي، لعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب».
وحكي في اللقاء موقفًا بينهما مر عليه ٢٠ عامًا عند بدايتهم ومعرفتهم، حيث كانوا يمرون سويًا بأزمة مالية كبيرة ودخل النابلسي المستشفى، وهو لم يكن معه الأموال ووجد بجواره فريد الأطرش بالرغم من عرض الكثير من الفنانين بالمساعدة بالكلام فقط لكن فريد الأطرش اقترض الأموال لدفع حساب المستشفى وكشف الطبيب ولم يدفع أجرة منزله بالرغم من عدم امتلاكه أجرة منزله.
وأضاف النابلسي عن فريد الأطرش أنه كان صديقًا مهمًا ونبيلًا بشكل كبير والفنانة صباح بالنسبة له بنفس مستوى أخلاق وفضائل فريد نحو أصدقائه مؤكدًا لو أنها كانت موجودة في الأزمة التي مر بها كانت تصرفت كما فعل فريد الأطرش.
وكتب قصيدة في صديقه فريد الأطرش وألقاها، في البرنامج «فريد الأطرش لحن وغناء وأخلاق الملوك، فنان كبير جرى فنه في دمه وروحه وحياته، له في اللحن والغناء أسلوبه لا يداينه فيه أحد، فنه ينبع من شرقيته ووجدان أصيل، أبرع من عزف على العود، لا يزاحمه فيه مزاحم، تغنى بألحانه الناس وأخذ منها الغرب أغنيات رددها في مسارحيه وإذاعاته وملاهيه، صعد السلم درجة درجة وعلى كل درجة سكب دمعه ونضح عرقًا، كان يعلم أن المجد وحش المفترس وما زال بالوحش حتى روضه وامتضاه، أحساه مرهق كالسيف ذي الحدين، كلمة منك تسعده وكلمة منك تشقيه، وهو دائمًا يجرح نفسه ولا يجرحك، له ألف أذن تسمع منه كلام يؤذيه، وهو لو شاء لسمع لكلام واحد ما يطربه ويرضيه».