الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد تكبد الأفارقة 5 مليارات دولار خسائر بسببها.. دودة الحشد تباغت محاصيل أسوان.. "الزراعة": إجراءات عاجلة لمواجهتها.. وخبراء يطالبون بتكثيف حملات التوعية واستخدام المعالجة البيولوجية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من التحذيرات المتتالية لمخاطرها، ظهرت دودة الحشد الخريفية لأول مرة في مصر، وسط زراعات محافظة أسوان الأمر الذي أثار ذعرا كبيرا في أوساط الفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعي، نتيجة لخطورة هذه الدودة الفتاكة على ما يزيد عن 80 نوعا من المحاصيل والنباتات. 
قرية العقبة بمركز كوم أمبو بأسوان كانت أولى القرى المتضررة، حيث ظهرت الدودة الفتاكة وسط حقول الذرة الشامية، الأمر الذي استدعى اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة لمكافحة هذه الآفة التي لطالما حذرت منها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والتي بدأت في الظهور في أفريقيا بداية من عام 2016، وكبدت المزارعين الأفارقة ما يزيد عن 5 مليارات دولار خسائر لمحصول الذرة فقط، وطالت هذه الخسائر نحو 300 مليون مزارع أفريقي تعتمد حياتهم على هذا المحصول. 

وبحسب الدراسات الصادرة عن منظمة "الفاو" فإن من أبرز المحاصيل المهمة المهددة بالإصابة بالدودة الفتاكة البالغ عددها أكثر من 80 نوعا من المحاصيل أهمها "الذرة الشامية، الأرز، الذرة الرفيعة ومحاصيل الخضر والقطن"، كما أن دودة الحشد تنتشر بشراهة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأمريكية والتي تعد الموطن الأصلي للآفة القاتلة.
وقدمت المنظمة الدولية مجموعة من النصائح التي تساعد في الحد من انتشار الدودة الفتاكة، أبرزها استخدام المقاومة البيولوجية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، مؤكدة أنه توجد العديد من الكائنات الحية التي يمكن أن تساعد في مكافحة "الحشد"، مثل المفترسات، والمتطفلات العامة وبعض مسببات الأمراض الحشرية، وجميعها موجودة بالفعل في الدول الإفريقية، مشيرة إلى أنه يمكن أيضا استقدام أنواع أخرى من المفترسات والمتطفلات المتخصصة وبعض سلالات مسببات الأمراض الحشرية والتي تتركز في الأمريكتين، كما يمكن استخدام بعض النباتات الطاردة للدودة.

وفي هذا السياق، حذر الدكتور أحمد أمام، الخبير الزراعي بمركز بحوث الصحراء، من خطورة الدودة الفتاكة على المحاصيل والزراعات المصرية مشددا على أنها آفة متعددة "العوائل البيئية" تهاجم معظم أنواع المحاصيل الزراعية، مشيرا إلى أنه على الرغم من قصر دورة حياة دودة الحشد إلى أن مخاطرها كبيرة على المحاصيل فطبيعة الآفة أنها تموت مع الجو الشتوي البارد، إلا أن الأجواء الأفريقية تشهد ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة الأمر الذي يطيل عمر هذه الدودة القاتلة مما يفاقم خسائر المزارعين وهو ما يهدد الزراعات المصرية. 
ولفت الخبير إلى أن الدودة الفتاكة تهاجم الزراعات في شكل جيوش بأعداد كثيفة، مما يزيد من التهديدات على زراعات الذرة والأرز وقصب السكر والقطن 
وشدد "إمام" على ضرورة تكثيف عمليات الرصد وتطوير أساليب المكافحة، واتخاذ العديد من التدابير التي من شأنها منع دخول الدودة الفتاكة إلى مصر بأعداد كبيرة، بالإضافة إلى تكثيف عمليات الإرشاد والتوعية بين الفلاحين على التعامل مع الدودة حال ظهورها في محاصيلهم. 

من جهته، أكد نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، أن الدودة الخريفية تشكل خطرا يهدد الزراعة المصرية بشكل عام، نتيجة لقدرتها على الفتك بالعشرات من المحاصيل الزراعية التي تعد محاصيل رئيسية وحيوية في مصر، بداية من أبرزهم الذرة الشامية والرفيعة وصولا إلى القصب والقطن ومحاصيل الخضر. 
وحذر أبو صدام في تصريحات خاصة، من المخاطر التي تهدد المحاصيل بسبب عدم توار أساليب وطرق المكافحة الفعالة، بالإضافة إلى افتقاد مصر والدول الإفريقية لوجود الأعداء الطبيعية القادرة على مواجهة الدودة الفتاكة وعلى رأسها المفترسات. 
وتابع: "كما يصعب مقاومة الدودة القاتلة وهي في طور اليرقة لأنها تحفر بعمق داخل الأعواد المصابة مما يقلل فائدة الرش الهوائي وسرعة طيرانها في طور الحشرة حيث تطير أكثر من 100 كيلو في الليلة الواحدة".
كما طالب النقيب بضرورة العمل على تكثيف حملات التوعية بين المزارعين حول خطورة الدودة الفتاكة وطرق مكافحتها، داعيا إلى توفير عناصر وأدوات المكافحة من المبيدات أو الأعداء الطبيعية مثل "المفترسات والمتطفلات والنمل وإبرة العجوز".