عاد أبوالغيط من السفر هو وأبناؤه، ولم يعره أحد من القرية اهتمامًا بل سخروا منه أنه كما ذهب عاد بنفس الهيئة والجلباب، حتى زوجته كالت له الشتائم ولم يردعها سوى أنه اشترى لها حمارة بدلًا من التى قتلها، فباتت زوجتها تناديه الحاج أبوالغيط.
كان أبوالغيط يدس الدولارات فى «غبيط الحمارة» حتى لا يعرف الناس ولا يسألونه عن مصدرها حتى زوجته التى كلفها بمهمة رسمية وهى شراء كل «الجبن والمش» بالقرية، قائلًا لها: «من غير غلبة ولا سؤال اعملى اللى بقولك عليه عايز كل المش والدود اللى فى البلد يا ولية».
وبينما كانت زوجته تنفذ مهمتها الرسمية، لعب الشيطان فى رأس أبوالغيط، وقال له: «إنت العمدة أحسن منك فى إيه علشان يبقى عنده تليفون وإنت لأ.. ولما بروس لى يتصل بيك تروح تتكلم من عنده، ما هو إنت معاك الفلوس، ركب تليفون».
استجاب أبو الغيط للشيطان وقدم على تليفون فى السنترال، وبالفعل ما هى إلا أيام وركب التليفون، فجمع أبوالغيط أولاده ومروا على دار دار فى القرية يخبروا أهلها بأن أبوالغيط بقى زيه زى العمدة عنده تليفون وأى حد عايز يتصل يشرف فى مندرة أبوالغيط ولا يتحوج للعمدة، الذى استشاط وأخذ يفكر كيف يرد القلم لأبوالغيط، وكان له ابن تعلم فى البندر حتى وصل للجامعة قال له: «دى مشكلة فاكسة يا بابا العمدة، هات التليفون وشغل إنت المنفلة واتصل لى على رقم أونكل ده اللى مضايقك، تعجب العمدة ولكنه مضطر سمع كلام ابنه وتفاجأ بأنه يقول: ألوو بيت الحاج أبوالغيط، إحنا سنترال القاهرة بنتصل بيك لأننا هننضف ونغسل السنترال علشان العيد وممكن الميا تمشى فى السلوك وتبوظ لك التليفون، ومش هنصرف لك واحد تاني، فيا ريت تفكه وتعلقه فى كيس على الحيطة، رد عليه أبوالغيط: «شكرًا يا بيه دلوقتى حالًا هحط العدة فى الكيس، ولو محتاجين أى مساعدة فى تنضيف السنترال الناس لبعضها وأبوالغيط سداد».
