أكد وزير التربية والتعليم العالي في لبنان أكرم شهيب أن ضعف وغياب فرص التعليم زادت من العنف والاضطرابات في عدد من الدول العربية، خاصة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، مشيرا إلى أنه حتى يستقر "هذا الواقع المأسوي" وجب مواجهة العنف والإرهاب، من خلال التربية والتعليم وتحسين ظروف المجتمع اقتصاديا وحياتيا وتوفير فرص العمل.
جاء ذلك خلال الندوة الحوارية حول "بناء السلام في لبنان" التي نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، بتمويل من ألمانيا من خلال البنك الألماني للتنمية.
وقال وزير التعليم اللبناني: "في عالم مضطرب بالصراعات والكراهية والإرهاب بوجهيه المنظم والمقنع، تبقى التربية الملاذ للتخفيف من عنفها ومواجهتها، وتطرح خيارات يمكن أن تؤسس لانتظام الحياة واستقرار المجتمع وبالتالي السلام".
وأضاف: "أصبح ثابتا أنه حين يترنح الاقتصاد، يضطرب الأمن ويهتز المجتمع، فتصبح التربية الملاذ. ونحن في لبنان لامسنا هذا الواقع لا بل عشناه، وما الخطوات التي قامت بها الدولة مؤخرا منذ تشكيل الحكومة إلا بداية مسار طويل للخروج مما نحن فيه".
وأشار إلى أن لبنان بذل جهدا كبيرا في سبيل استيعاب أزمة النازحين السوريين، خاصة في مجال التعليم، وذلك بقرار محلي وبدعم من الدول المانحة والمؤسسات الإنسانية الدولية، لافتا إلى أن لبنان وفر التعليم اللائق لأكثر من 250 ألف متعلم نازح، شأنهم في ذلك شأن اللبنانيين، إيمانا بأنهم مستقبلا سيساهمون في بناء سوريا ديمقراطية متعددة.
وقال: "نحن في لبنان وفي انتظار العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين، نولي الطالب النازح كل رعاية واهتمام، فلا تمييز بينه وبين الطالب اللبناني سواء في المنهج أو على مستوى البيئة المدرسية، أو سياسة حماية التلميذ في لبنان، وننظر إلى التربية على أنها حق إنساني وأخلاقي للجميع".