كنا وقفنا فى الحدوتة السابقة عند خروج أبوالغيط فى المؤتمر الفنكوش فى إحدى الدول الخارجية، والذى حضره الجاليات العمالية من كل الأنحاء العالمية، وكان أبوالغيط قد مسك إحدى علب «الكانز» الفارغة، وقال فى ثقة بالغة: «والآن أخبركم جميعا يا شعوب المنطقة بالسر الخطير الذى أعاد بروس لى من التابوت إلى الكبوت.. وأعاد له قوته»، ثم مد يده أسفل البرميل وأخرج «زلعة المش» وصاح هذا هو السر الخطير مع «مش فريش» لا هتمرض ولا هتموت ولا هتكش.. بس المعلقة منه غالية مين هيقول هات وأديكم شوفتوا العينة بينة قدامكم.. بروس لى عاد للحياة من جديد.. تصفيق حار.. قطعه أبوالغيط بقوله: «الكمية المتوفرة الآن محدودة، لدينا زلعة واحدة وسيكون أمامنا وقت حتى نأتى بجديد، فالأسبقية للحجز، ثمن المغرفة ١٠٠ دولار ولا نقبل عملات محلية»، وقف الرجل الفلبينى يضرب كفا بكف ويقول: «يا أبوالهيط هتبيع المش بدوده للناس بدولارات وإهنا هناكل إيه»، رد أبوالغيط وقال: «هناكل محمر ومشمر.. هناكل ما لذ وطاب.. كفيانا مش بقى يا بروس لي.. وطالما الناس مصدقة حلال عليهم الزلعة بدودها ومشها»، تدافع الرجال والنساء والعيال يجمعون فيما بينهم الدولارات وينادوون على أبوالغيط: «مغرفة هنا يا مستر أبوالغيط وهو منهمك يعبئ فى أكياس وكئوس وأطباق ويضع الدولارات فى الصديري، ويغمز بعينيه للرجل الفلبينى ويهمس له: «اعمل لنا كام حركة وصيحة كده علشان الناس تصدق إن المش بيعمل مفعول السحر.. بيرجع الأموات.. ويدى قوة مالهاش حدود وفى بعض الأحيان يرد الحبيب ويعالج العقم لدى الإبل والرجال والحمير.. ومغرفتين منه تجعلانك تطير»، باع أبوالغيط المش كله، حتى «الزعلة» باعها لأحد الأثرياء العرب كتحفة ثمينة قال له: «هذه الزلعة لا تقدر بمال ولكن سأهبها لك بألف دولار لتظل تتذكر أبوالغيط».
فى الليل أيقظ أولاده وقال لهم لا بد أن نعود إلى قريتنا أبوطست اليوم قبل أن ينكشف الملعوب ويضيع المفعول ولا يبقى غير الحرقان فى الزور وتعرف الشعوب أننا بعنا لهم مش بدوده، جمع أغراضه وأبنائه ووضع ورقة وبضعة دولارات تحت رأس بروس لى مكتوب فيها: «عزيزى بروس لي، اللى مش بروس لي، لا تقلق لن يتركك أبوالغيط وحيدا كل ما فى الأمر أننى أخذت العيال وعدت إلى أبوطست لنأت بكميات أخرى من «مش فريش» قبل أن تنتهى الكمية التى أخذها الرجال والنساء، تركت لك بعض الدولارات كمصروف جيب، لا تٌغير شيئا فى الخطة أنت بروس لى والمش هو إكسير الحياة، لو شعرت بأى خطر أرجوك تكلمنى فورا على تليفون العٌمدة عندك فى ضهر الورقة، ولو لقدر الله انكشف السر لا أنت بروس ولا أعرفك.. ولا شوفتك فى يوم».
بكرة نكمل