أشرف عمارة لواء شرطة سابق ونائب الإسماعيلية الآن بالبرلمان، قابلته ثلاث مرات؛ الأولى فى إنبوكس الفيسبوك والثانية على التليفون والثالثة بمكتبه.. هو رجل مهذب ظلمته السياسة، أما اللواء حمدى عثمان محافظ الإسماعيلية فلم أقابله إلا على صفحات الجرائد.. قبل أسبوع من الآن والمدينة لا تتكلم إلا عن تصادم المحافظ والنائب، وانقسم الرأي العام هناك ما بين داعم للمحافظ ومدافع عن النائب.
هذه الحالة غير الصحية مجهولة الأسباب تجعلنا نقول: إن تلك المدينة تعانى حظها السياسى العاثر.. وبينما الحال هكذا رأينا الدكتور عبدالمنعم عمارة عم النائب أشرف عمارة يصدر قرارًا قبل يومين بتجميد نشاط جمعية عمارة للمشاركة المجتمعية؛ احتجاجا على سحب اللواء حمدى عثمان مقر الجمعية الكائن بأحد أهم أندية المحافظة.. وحكاية المقر والجمعية لا أعتقد أنها السبب الرئيس فى التصادم الذى وصل إلى حد محاولة المحافظ منع النائب من حضور حفل افتتاح نفق الإسماعيلية الذى حضره رئيس الجمهورية حسب ما قال مقربون من النائب.
والمتابع للشأن الإسماعيلى سوف يعرف مباشرة أن الحكاية ليست بتلك البساطة.. بساطة المقر والجمعية ودعوة الاحتفال.. وإذا رجعنا بالذاكرة قليلًا سوف نرصد فرحة المدينة بالدور الذى لعبه اللواء عثمان فى إلغاء تخصيص فيلات بمنطقة لسان الوزراء على البحيرات المرة، سبق تخصيصها لكبار المسئولين بالدولة، عندما كان الدكتور عمارة محافظًا.. وعلى ذلك يمكن استنتاج أن التصادم ليس بين النائب والمحافظ، ولكنه بين الدكتور عبدالمنعم عمارة واللواء حمدى عثمان.
تلك الأجواء المسمومة لا يدفع ثمنها سوى المواطن الإسماعيلي.. حالة الاستقطاب تحذف بكل تأكيد من مسيرة التنمية.. عرقلة أفكار ومضيعة وقت ولا عتاب على المحافظ فى تصادمه، وكذلك لا ملاحظة على خصومة النائب له.. تلك أمور طبيعية فالتشريعى من مهامه مراقبة التنفيذى والتنفيذى من مهامه تثبيت الحقوق وردها.. وهنا يصبح الموقف بيد الدكتور عبدالمنعم عمارة الذى قرر تجميد نشاط جمعيته الأهلية لسبب ضعيف يرتبط بالمقر.. أعتقد وأثق يا دكتور عمارة أن الجمعية ليست عاجزة عن تدبير مقر بديل على نفقة أعضائها.. وأعتقد واثقًا أنه مع اضمحلال دولة عثمان أحمد عثمان بعد انشغال وريثها النائب محمود عثمان بمشروعاته الخاصة صار على الدكتور عمارة مهمة ودور ورسالة من المهم العمل عليها.. وتتلخص تلك الرسالة فى لم شمل ألوان الطيف السياسى فى المدينة، لأنه ليس من المصلحة العامة استمرار ذلك الاحتقان بينما تشهد مصر من شمالها إلى جنوبها نهضة تنموية ترعاها مؤسسة الرئاسة، وقد حصلت الإسماعيلية على نصيبها من تلك التنمية بشكل مضاعف، سواء فى إنفاق القناة أو قناة السويس الجديدة أو مدينة الإسماعيلية الجديدة.. وما زال ينتظرها المزيد.
أعرف الدكتور عمارة وهو أستاذ السياسة والاقتصاد جيدًا، وأظنه يعرف أننى على مدار حياتى لم أسع إلى مصلحة خاصة، وإن كان لا تربطنى أى علاقة مع المحافظ حمدى عثمان ولكن يربطنى خيط قوى بشعب الإسماعيلية بأحلامه وطموحاته، بأفراحه وأحزانه، ومن هنا أدعو إلى تلك المبادرة التى لو نجحت سيعم خيرها على الناس والمستقبل.