السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بين السطور.. أحلام تركيا وإيران أضغاث أحلام وعبث بالتاريخ!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من الذى أوهمك بأن عصر الإمبراطورية العثمانية ممكن أن يعود؟.. وأتصور أنه لو قدر للتاريخ أن يعيد نفسه فلن يكون معك ولا حتى خلال القرن القادم بأكمله لأن المعطيات كلها مختلفة والقوى الكبرى تنظر لك على أنك أحد الوكلاء الذين يمكن استخدامهم فى الحرب بالوكالة التى تديرها بعض القوى العظمى، وتروسها بعض الدول التى تبحث لها عن دور أكبر من إمكاناتها ومكانتها، ومعها بعض الميليشيات التى صنعتها الماسونية العالمية وغيرها!!!

أيها الأردوغان البليد فى التاريخ قبل السياسة لم ينجح فى صنع مجتمع تركى يحظى بالمكانة الملائمة لدولة ذات تاريخ وتجرى شرايينها فى آسيا وأوروبا، بل خلق منها دولة منبوذة، لدرجة أنها وضعت خدها على الأرض كى يمشى عليه الغرب أملا فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن الغرب يعرف أن وجود تركى سوف يفسد العلاقات الأوروبية الأوروبية بخلاف ما ستسببه من مشاكل مع أغلب دول العالم!!

ولأنه بليد فى السياسة والتاريخ، يحاول أردوغان إقناع الغرب بقدرته على زعامة الشرق الأوسط وتسييسه لصالح أمريكا والمعسكر الغربي.. لكنه لم يفلح لأنه لا يجيد ولا يمتلك أوراق اللعبة بعد أن استعادت مصر مكانتها كلاعب رئيسى وأساسى تستطيع الاضطلاع بمسئوليتها تجاه محيطها العربى والأفريقى والشرق أوسطى، بما يؤثر سلبا فى مصالح أى من جيرانها أو حتى القوى الإقليمية هنا وهناك.

لقد استفادت مصر من الدروس التى وقع فيها محمد على مؤسس نهضة مصر الحديثة، والذى حارب الآستانة وانتصر على الإمبراطورية العثمانية فى بداية الأمر عندما وصل إلى حدود اليونان، لكنه فى ذات الوقت لم يضع كل الحسابات نصب عينيه، فاجتمع أهل الشر على محاربته حتى سقط.

هذا الدرس القاسى الذى لمحمد على يقع أمام نصب أعين السياسة المصرية التى تسلك طريقا أكثر حكمة وعقلانية فى إدارة كل الملفات، رغم صعوبتها نظرا لأن الأمن القومى المصرى مهدد من كافة الاتجاهات.. فالتعامل الصحيح والعقلانى للسياسة المصرية الخارجية يهيئ لها السبل تباعا لتقوم مصر بدورها ومسئوليتها.. فها هو الوضع فى ليبيا يسير بصورة طيبة نحو عودة ليبيا إلى أهلها وانحصار التدخل الأجنبى بعد تلقى الميليشيات الإرهابية ضربات موجعة من قبل الجيش الليبى الحر بقيادة المشير خليفة حفتر، والتفاف أغلب الشعب الليبى حول وحدة الوطن وخروج العناصر الإرهابية غير مأسوف عليها بعد أن سئم الليبيون الشعور بالغربة داخل وطنهم.

وفى نفس الوقت، بدأ السودان الشقيق يعرف حقيقة اللعبة، وأن وجود السودان حر مستقل بعيدا عن نزاعات جديدة وتمزق آخر يتمحور فى البعد عن الارتماء فى حضن الإخوان المسلمين والدول التى تساند الإرهاب وتموله ونفس الشىء بالنسبة لإثيوبيا التى استوعبت الآن أن حساباتها مخطئة فيما يخص المساس بحصة مصر فى مياه النيل، وعدم التعاون مع مصر وما قد يسبب لها من خسائر تفوق ما قد تجنيه من مكاسب مع من يكنون لمصر العداء.

ولأن القيادة المصرية بسياستها الواعية تدرك ضرورة المضى وبقوة وبخطين متوازيين مع النمو الاقتصادى وبناء قوة رادعة تستطيع الدفاع عن كل ما هو قادم من تنمية وتحسن كبير فى الاقتصاد المصرى، حتى يستطيع أن يلحق بركب الدول الكبرى، ها هى تبهر العالم والمؤسسات الكبرى فى نجاح تجربتها الصعبة، كونها تدافع عن العالم فى الحرب على الإرهاب.

ولأن مصر تستمد قوتها من تاريخها العريق وقدرة شعبها على التحدى ومواجهة كل الصعاب، وأيضا تعلم كل الدروس الماضية، أصبحت السياسة المصرية الآن فعلا وليس ردة فعل.. فلن تكرر مصر أخطاء الماضى وتسمح لأعدائها بتوريطها فى حروب، بل على العكس من ذلك تستطيع مصر الآن التعامل مع كل الأزمات بحكمة كبيرة دون أن يتعرض الأمن القومى لخطر، بما فى ذلك مغامرات الفرس والأمريكان والسيناريوهات المتوقعة أو مع موتور تركيا وأطماعه فى غاز شرق المتوسط والقرن الأفريقى!!

والله من وراء القصد.