الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكل يصرخ ومتحدثة التعليم "سايلنت"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"موسمان في الرأس"، هذا ما يشغل بال المصريين جميعًا خلال الفترة الحالية والمقبلة؛ أولى ثانوي، والتي تنتهي اختباراتها الشهر الحالي، وقدوم امتحانات الثانوية العامة، التي باتت على الأبواب، وتبدأ عقيب عيد الفطر مباشرة، وهو ما يدفع أولياء الأمور، والمعلمين إلى السؤال الذي يحدّثون به أنفسهم: "هنرتاح إمتى"؟
خيبة الأمل في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والأحلام التي باتت غير واقعية أمام الطلاب، هي السبب، في غضب وصراخ أولياء أمور عقب أزمات امتحانات أولى ثانوي الإلكترونية.
وبين هذا وذاك، لم يناقش الكثيرون، وعلى رأسهم المسئولون، ما قاله أولياء الأمور والخبراء، الذي أحدث جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بل انشغلوا بتفاصيل صفات وهوية المعترضين، والطلاب الذين خرجوا في احتجاجات خوفًا على مستقبلهم.
لم يختلف الأمر، في موقف المكتب الإعلامي وعلى رأسه متحدث التربية والتعليم أمينة جميل خيري، والتي تم تعيينها في ديسمبر 2018، تجاه ما يحدث، ولا يعرف الصحفيون لماذا جاءت وأين هي؟
ظهور "أمينة خيري"، الوحيد في القضية الأبرز في التعليم حاليا، جاء أثناء حديث وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، خلال مقطع فيديو في يناير الماضي للرد على إشاعات تسريب الامتحانات، وهي تجلس بجواره، وتلتزم الصمت.
وهنا يتضح أن منهج الوزارة الأعمى، في الاختيارات لمنصب المتحدث وبعض المعاونين والمستشارين، أيضًا مبني على المحسوبية والمجاملات.
الأدهى من ذلك أن متحدثة التعليم سرعان ما اختفت من المشهد، ولا أحد يرى دورًا لها، ولا أحد يعلم أين هي، وحين يسأل صحفيو التعليم عنها، تجد الإجابة من فريق العمل الذي جاءت به، من خارج الديوان، وأغلب المجموعة لا يفقهون شيئًا في منظومة التعليم، ولا يجيدون التواصل: إنها بمهمة في الخارج.
وبدلا من إنهاء الأزمات، والرد على تساؤلات الآلاف من المواطنين، وإصلاح منظومة العمل الإعلامي والذي بدوره يكون حلقة الوصل بين جميع الأطراف، فهناك تقصير واضح في الأداء، ومنهج غريب في التعامل مع الأزمات، وهو ما يظهر في مشاهد عديدة، آخرها الصمت الذي خيم على الوزارة بأكملها في اليوم الذي غضب وثار فيه آلاف المصريين بسبب تخبط اختبارات أولى ثانوي، من أول يوم، فضلا عن بعض الأخطاء اللغوية والمعلومات، والتي تأتي في بيانات رسمية أحيانا.
ولا نجد من قيادات الوزارة إلا الأحاديث عن تحذيرات للأعداء، والمرتزقة، الذين هدفهم التخريب، وإسقاط المنظومة الجديدة، ولا يلتفتون لإصلاح أهم ركن لديهم.
هذا وإن كانوا مسئولو الوزارة مُحقّين في جوانب من تلك التصريحات والتحليلات، لكن أولياء الأمور والطلاب والمعلمين أيضًا، "شبعوا وزهقوا من كلام يأخذهم بعيدًا عن حل المشكلات، والاستقرار الحقيقي، للعملية التعليمية".
لا أحد ينكر سعي وزير التعليم الدكتور طارق شوقي لإحداث نقلة كبرى لتطوير التعليم، هذا المشروع الذي أطلقه الرئيس السيسي، وأعلنه بنفسه ويدعمه بمختلف الأشكال، إلا أن التطبيق ذهب في اتجاه آخر.
أمر آخر لا يختلف عن وضع أمينة خيري وفريقها، حين جاء تعيين المهندس أحمد ضاهر مساعدًا لوزير التربية والتعليم لتكنولوجيا المعلومات، في أبريل 2018، رغم أنه المسئول الأول عن سيستم تجربة "التابلت"، والبنية الإلكترونية داخل المدارس على مستوى الجمهورية، وكذا وجود وليد الفخراني مدير عام البنية الأساسية التكنولوجية، والذي تم تعيينه منذ 2015، لكن لم نسمع لهما صوتا في ظل ما يحدث، أو تحرك لهم ساكنا.
أتمنى أن نجد عقابًا جماعيًا لكل من أساءوا، وما زالوا يهملون في عملهم، وكذا كل من شارك في محاولة إفشال خطة التعليم الجديدة، من قريب أو بعيد. 
وهنا يبقى السؤال الأهم: ماذا يحدث في "التربية والتعليم"، ولماذا الغموض والصمت؟ 
الأمر يحتاج لإجابة واضحة وسريعة، وأقول للمستفيدين والمنتفعين في وزارة التربية والتعليم: كفاكم شعارات؛ لأن "خيبة الأمل" باتت في كل تحركاتكم.