أجرى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم الاثنين، مباحثات مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط السفير ديفيد ساترفيلد، في لقاءين منفصلين، تم خلالها بحث العلاقات اللبنانية، الأمريكية، والأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية، وخصوصا ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية اللبنانية.
وذكر مكتب رئيس الحكومة اللبنانية، في بيان اليوم،أن الحريري بحث مع السفير ساترفيلد، آخر المستجدات المحلية والإقليمية، إلى جانب عدد من الموضوعات الأخرى.
من جانبه، أشار مكتب رئيس مجلس النواب اللبناني، في بيان، أن بري استكمل مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي بحث مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية، مؤكدا "وجود تقدم في المساعي التي يقوم بها السفير سارتفيلد، غير أنها لم تنته بعد".
وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي قد وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، بعد أن اجتمع قبل يومين مع كبار المسئولين في إسرائيل في شأن مقترحات تتعلق بآلية ترسيم الحدود البحرية والبرية محل النزاع مع لبنان.
ويتولى ساترفيلد، الذي زار بيروت 3 مرات من قبل على مدى شهرين، الأولى مطلع شهر مارس الماضي، والثانية بصحبة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والثالثة قبل أسبوع، مسئولية ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وسبق له وأن قدم طروحات للمسئولين اللبنانيين في شأن ترسيم الحدود البحرية، وهو الملف الذي يسعى لبنان إلى حسمه سريعا حتى يتسنى له الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الواقعة ضمن مياهه الإقليمية في البحر المتوسط التي تضم حقول النفط والغاز.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد سلم السفيرة الأمريكية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد قبل نحو أسبوعين "أفكارا حول آلية عمل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان" ولم يتم الإعلان عن تفاصيلها.. كما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤخرا استعداد بلاده لتثبيت الحدود البحرية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية عبر الآلية التي سبق وأن اعتمدت في ترسيم الخط الأزرق (الخط الفاصل مع إسرائيل الذي وضع عام 2000 ) بإشراف الأمم المتحدة.
يشار إلى وجود نزاع بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتطورت الخلافات مؤخرا في ضوء اكتشافات حقول النفط والغاز في البحر المتوسط، خاصة في المناطق الحدودية والحقول النفطية التي تقع في أماكن مشتركة بين البلدين.
وبدأت إسرائيل قبل أسابيع قليلة أعمال الحفر والتنقيب في حقل (كاريش) البحري الإسرائيلي والذي يبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن الحدود البحرية اللبنانية، وكذلك أعمال استكشاف حدودية لحقول نفط وغاز في البحر المتوسط و"آبار إنتاجية" مشتركة بين البلدين، على نحو يخشى معه لبنان أن تسحب إسرائيل من حصته النفطية في تلك الحقول المشتركة.