تأتى مشاركتى (بالموقع قراءة صوتية لمائة نص شعري)، إحساسا بالدور ومحاولة إحداث الأثر فى مشهدنا، الذى يتاح فيه لنا اليوم أن نعافر لنقدم فيه ما نحب وما ننحاز إليه من قيم محبة وتسامح ونبذ لعنف بكل صوره، ولعله حلم بغد لوطن يتنافس مواطنه لأجل إعلاء قيم المواطنة، كما لنا حقوق علينا واجبات، وبعيدا عن دعوات اليأس والإحباط، فالنصوص التى قرأتها وتفاعلت مع كلماتها وجُملها، ومثلت لى بلسم حياة، تنشد أحقاق قيمة وكرامة الفرد كما الجماعة، قيم نتطلع لها ونتشاركها مع الإنسانية، مع الآخر المهمش والمنبوذ والمنسى أينما تواجد، نصوص تقارب أحوالنا، ما نُخفيه نتاج القمع والاضطهاد والمصادرة، وما نعلنه دفاعا عما نعيش لأجله.
حين باشرت استلام كل النصوص قرأتها بشغف شديد خففت عنى مرارة اغتراب جبري، مغادرة بيتنا،مدينتي، وبلدي، بانت لى تلك المشاهد المكتنزة بصور حبلى بالكثير من السحر كما الوجع، فهل هى حيلة الشعر ما تكشفت لى وأنا أعيد القراءة متأملة النصوص التى أختارها أو ترجمها ووفر سيرة مُنتجيها د. خالد مطاوع. فى النصوص حضرت طفولة العالم المدهشة والموجعة فى آن، سمعتُ أصواتا تقاوم الضياع والتضليل والفناء هربا من الموت، قرأت نصوص شاعرات لكنهن مثل نساء قويات من بلدى يتقدمن بشجاعة الإرادة والمواجهة لكل سلطة طاغية وقوى متطرفة، فهناك شاعرة ساخرة متوجعة قالت نصها فقتلت، وأخرى باغتنى صوتها كناى حزين فى مكان معزول،، إحداهن صرخت فى وجهى تهجو دوامة الحياة وتفضح تسلط الإنسان على أخيه الإنسان، قوى مخربة تنبش أظافرها وتدهس بلا تمييز أو شفقة. لكنى تعلمت منهن، إذ يطلقن صوتهن شعرا ويرفضن الارتهان للخرس والعزلة والانهزام إزاء الحياة ووحشية الآخر..الشعر يمنحنا الأمل أو كما قيل «الشعر حصان نافر فى برية المخيلة، يشق العتمة ويصطاد الضوء!» فطوبى للشعراء وطوبى لمتذوقى الشعر ولسامعيه أيضا!