الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت «86» عم موافي: النمل بدأ هرتلة وهرجلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءنى بعد العصر ملهوفا ينادى على: «تعالى بسرعة علامات يوم القيامة ظهرت»، ضحكت وقلت له: يا عم موافى وأنت شفتها إزاى؟ «يا عم موافى الله يرضى عليك.. إحنا ما صدقنا أن الحناجر السلفية صمتت عن نفث أحاديثهم فى آذان الناس وتنغيص الحياة عليهم» لكنه أصر، فركبت الموتوسيكل خلفه حتى وصلنا إلى الغيط، وإذ به يجذبنى نحو بيت للنمل، جلسنا أمامه ومسك بعصا صغيرة وقال: زمان النمل كان عنده نظام طابور خارج وطابور داخل من غير هرجلة ولا هرتلة.. بص شوف دلوقتى كل نملة ماشية مع نفسها.. شايف بيخبطوا فى بعض وكأن النمل سكران، وكأن المملكة ما بقاش لها حاكم»، ضحكت فانفعل عم موافى، أنت بتضحك على كلامى مش مصدقنى إن القيامة قرب، يا بنى مش العلامة دى بس اللى ظهرت بالليل تعالى الأرض وأنت تشوف لا الديب بقى يخاف من الكلب ولا الفار بقى يجرى من القطة، وكأنهم اتفقوا كلهم على الأرض وصاحبها.. استند على ذراعه وممدد قدمه وقال: «يا بنى خد منى حكمة السنين.. حكمة رجل فلاح ربى كلب وسمنه علشان يحميه من الديب.. وأطعم القطط سنين علشان يحموا المحصول من الفئران.. اللى بيحصل ده مؤامرة على الإنسان.. اسأل نفسك مين كان المستفيد من اختلاف الحيوانات هتلاقى البنى آدم ومين الخسران من صلحهم برضه هو البنى آدم.. وما دام الميزان اختل يبقى القيامة هتقوم»، سرحت فى حديث عم موافى، وأخذت حديثه كنظرية لكل ما يدور حولنا، فوجدت أن الرجل استطاع بفلسفته البسيطة أن يضع وصفا للحال.. لأمور ربما هو نفسه لا يعرفها.. فاعتدلت فى جلستى وسألته باهتمام: «ومين السبب فى الخلل ده فى رأيك يا عم موافى»، فتبسم بثقة وقال: «طبعا البنى آدم السبب.. لما حدف الكلب صديقه الوفى بالطوب.. لما اعتبره خطرا على حياته وضربه بالنار.. لما بطل يأكله ويسقيه كان لازم الكلب يروح يتفق مع الديب عليه.. ولما القطط ما بقيتش تلاقى بواقى الأكل متشال لها كان لازم تفهم إن دورها انتهى وتقول لنفسها أنا هاخد إيه من الجرى ورا الفئران وقطعة النفس والإنسان فى دماغه إن المصيدة والسم أهم منى.. ولأن العند وحش بقيت هى بنفسها تحذر الفئران».. يا بنى الكون له معادلة التدخل فيها بيبوظها، ضحكت وقلت له يا عم موافى أنت طلعت فيلسوف كبير، لكن برضه مقلتليش نرجع تانى معادلة الكون إزاى؟ نفض الغبار من على جلبابه وقال: سبحان الله متعلمين إزاى إنتوا وعاملين فيها مثقفين يا بنى ربنا قال: «ليس لها من دون الله كاشفة».. وإنت جاى تسأل موافى الغلبان على حلها، هو أنا اللى كنت عقدتها، ثم ضحك وقال: «روح إسأل الديابة والكلاب يمكن يجوبوك على السؤال».