الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قطر الندى وغسل أموال الجماعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حينما بدأت الخلافة العباسية تضعف وتشعر بالخوف والقلق لجأت الجماعة إلى استيراد مجموعة من الشبان القناصة من بلاد الشام والأتراك ليصبحوا ميليشيات مسلحة تنشر الفزع والهلع فى أراضى مصر المحروسة وفى بعض الأحيان تتحول هذه الميليشيات إلى أصابع خفية وأسوار عالية تحمى الجماعة من بطش الشعارات المسيئة للجماعة وبعض رسوم الجرافيتى الخارجة عن نصوص السمع والطاعة. ولم تحسب الجماعة، بدائية المنشأ، حسابات النشوء والارتقاء التى ستجعل هذه الميليشيات وحوشًا كاسرة غير مدربة على الحوار الوطنى وحوشًا تفتك بأصحابها لأن الجماعة التى تجلب الوحوش لتحرسها.

وتحميها قد حكمت على نفسها بالموت وهذا ما حدث للخلفاء العباسيين المستضعفين حينما بدأت جماعة الأتراك تحتكر مصر لصالحها وتشغل مناصب الدولة وتتسرب فى شرايينها بالكذب والمراوغة، فمصر بالنسبة لهم ليست أكثر من إيراد إقطاع أو ريع عزبة من ممتلكات الجماعة فسرقتها حلال ونهبها حلال وبيع آثارها في مزادات صندوق النقد الدولي حق لهم ولم يدرك حكام الأتراك فكرة وقيمة الوطن والغريب أن بعض الأمراء الأتراك كانوا يرسلون نوابا ليحكموا مصر نيابة عنهم ففي سنة 868 ميلادية أرسل الأمير باباك صاحب إقطاع مصر أحمد بن طولون التي تربطه به علاقة أسرية ليحكم مصر نيابة عنه ودخل الحاكم البديل أحمد بن طولون مصر من بوابة الفسطاط، وكان فى الثالثة والثلاثين من عمره وكان مفلسًا لدرجة أنه اقترض من أحد أصدقائه فى الجماعة مبلغًا من المال حتى يستطيع الإنفاق على حملته الانتخابية، وهذا ما جعل العامة فى مصر المحروسة فيما بعد لا يصدقون شائعة الكنز الكبير الذى وجده أحمد بن طولون.

فى مقر الجماعة بجبل المقطم ترك أحمد بن طولون الذى بدأ حكم مصر مفلسًا ثروة هائلة لخليفته خماروية الذى أقام المباني الفخمة وحول قصر الحكم إلى تحفة معمارية وزرع فى بساتين القصر الأشجار النادرة وكسى جذوع الشجر نحاسًا مذهبًا وبنى أبراجًا للطيور

المشجية التى كانت تسبح فى مياه القنوات الجارية كما طلى جدران القصر بالذهب ووضع على أسواره تماثيل النساء ولون أجساد هذه التماثيل بالألوان الطبيعية فتبدو للناظر كأنها فراشات ترتدى الحرير الهندى وبنى خماروية فسقية وأغرقها بالزئبق ووضع فى الفسقية عوامات مملؤة بالهواء تسبح فى جنبات الفسقية وينام خماروية فوق هذه العوامات السابحة ويتمرجح فوقها، وهو يشاهد رامز فى الشلال. فى هذا المناخ المطعم برائحة ألف ليلة نشأت أسماء بنت خماروية الذى أطلق عليها حرافيش المحروسة قطر الندى وقد دفعت هذه الفتاة الصغيرة فاتورة الجشع السياسى والرغبة الدائمة فى التملك وإقصاء الآخر وفكرة ملكية الوطن للجماعة وكأن الوطن بكل مافيه هو حق مستحق للجماعة النوراية وداخل هذا الإطار قدم خماروية قطر الندى هدية خالصة الجمارك للخليفة العباسى المعتضد المشهور بسفك الدماء وولعه الشديد بمواقع الفيس بوك والقرصنة عليهم من خال ميليشيات الجماعة الإلكترونية ولم يغفر الخليفة العباسى للمصريين رغبتهم المستمرة فى الانفصال عن الخلافة ورفضهم كل أشكال الهيمنة والوصايا العباسية على أرض مصر المحروسة ولم يتردد خماروية لحظة فى بيع قطر الندى للعجوز العباسي ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وبيعت قطر الندى وتوسط الخبثاء من سماسرة الجماعة لشراء سلام غير أخلاقى مع الخليفة العباسي ونزلت قطر الندى المزاد واجتمع ذوى الاحتياجات الإخوانية لطلبها فطلب رسول خماروية للخليفة العباسي الزواج من قطر الندى كى يتوسط فى صفقة الصلح بين خماروية والخليفة العباسى كما طلب ولى العهد ابن الخليفة العباسى الزواج من قطر الندى ليس حبها لها ولا تقديرًا لجمالها ولا احترامًا لحسن أدبها بل نكاية منها ومن أرض المحروسة إلا أن مؤشر المزاد فى نهاية المطاف هبط لصالح الخليفة العباسى نفسه وبدأ خماروية رحلة تجهيز قطر الندى وبدأت الصناديق السوداء تمتلئ بشتى العمات الأجنبية من الدراهم والدنانير فأنفق خماروية أموالً باهظة على جهاز قطر الندى الأسطوري المصنع من الذهب الخالص والعتبات المرصعة بالجواهر لتضع قطر الندى قدميها فوقها واستمر حفل حنة قطر الندى أربعين يومًا لا تنقطع فيها الكهرباء عن أهل المحروسة وقد بنى خماروية قصورًا متعددة ومئات من مكاتب الصرافة فى الطريق الواصل بين القاهرة وبغداد حتى تشعر قطر الندى بالراحة أثناء سفرها وأعطى خماروية للوفد المرافق لها مبلغ 16 مليون دينار لتشترى قطر الندى ما تحتاجه من أسواق دبى أثناء رحلتها لبغداد والغريب أن ابن الجصاص رئيس الوفد والحرس الثورى المرافق لقطر الندى قد سرق المبلغ كله وهرب به لإمارة قطر الشقيقة تضامنًا معها فى تنظيم المونديال ودخلت قطر الندى بغداد ونزلت فى قصر صاعد لكن الخليفة العباسى تركها وأهملها شهورا قبل أن يذهب إليها ماذا تفعل هذه الفتاه الصغيرة التى لم تتجاوز الأربعة عشر ربيعًا مع رجل عجوز يتجاوز عمره أكثر من خمسة أضعاف عمرها وماتت قطر الندى وعمرها 21 سنة ولم يحزن عليها أعضاء الجماعة لأنها بالنسبة لهم ليست أكثر من صفقة سياسية أو جزء بسيط من خراج مصر ولكن الوجدان الشعبى لأهل مصر المحروسة أدرك ما أغفله إخوان الجماعة واستعصت أعينهم عن رؤيته وهو فكرة التضحية التى جعلت من قطر الندى لحنا حزينا وكأنه عرس جنائزى ولم يقف أهل المحروسة كثيرًا عند فخامة العرس بل وقفوا عند فكرة البيع لصالح الجماعة وقتل المصريين الأبرياء لصالح الجماعة وتفجير أهل مصر المحروسة فى عطوف حوش قدم والغورية بجواز سفر عثمانى لصالح فتاوى الجماعة الداعشية التى لم تعرف فى أدبياتها سوى القتل وإقصاء الآخر هذه الجماعة لم تقرأ شيئًا عن تاريخ مصر ولم تعرف أن الشخصية المصرية هى نتاج ثقافة نيلية ذات حضارة تقوم على التسامح والرقة فى التعامل مع الآخر رحم الله قطر الندى ورحم الله شهداء مصر المحروسة وحفظ الله مصر المحروسة رغم أنف دواعش الإخوان.