الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الأمثال زينة الحديث

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«إن البلاء مُوكل بالمنطق».. أبو بكر الصديق هو أول من قالها فصارت مثلًا
«إنما أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض».. قالها الإمام على بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان
«تركتهم فى حيص بيص».. يقال لمن وقع فى أمر لا مُخلص له منه فرارًا أو فوتًا

تُرى من أين انفتحت هذه السراديب المكتنزة بالحكمة وأسرار وخفايا الإنسان والوجود كله؟ من التجربة؟ من الأديان بكل روافدها ومعتقداتها؟ أم هى مزيج من كل ذلك؟ من أولئك الذين نظموا هذه الكلمات وأشبعوها بزيت الحكمة وبلاغة الراسخين فى العلم؟ 
أتخيل هؤلاء الذين صاغوا هذه الأمثال: معذبون حتى النخاع، طيبون جدًا ودمثون، مخدوعون للثمالة وماكرون، مشغولون بالعالم، يراقبون دورانه، وجريان حكمه على الناس والطبيعة، خبيرون بالمواقيت، أساتذة فى اليأس، ويعرفون كيف يطرزون الأمل، ويبددون الغيوم.
بائسون، مهجرون، مصابون بالنحس، والأوجاع. يخشون الحسد ويوبخون الأحقاد. يزعجهم الشتاء ويبشرون بمجيئه، يضربهم الصيف بالسيف، ويتغزلون فى نسائمه وحصاده. ينتظرون كل المواسم ولا تروق لهم. يحزنهم الموت المبكر، ولا يستسيغون العمر الطويل. ولديهم قائمة طويلة فى محبة الدنيا.. ومثلها فى الحذر منها.
بالرغم من أن أهمية الأمثال تتناقص فى الثقافات والكتابة، وبالرغم من كونها باتت الأقل شيوعًا بين الناس لكن هذا لا يمنع ورودها على لسان أحدهم هنا أو هناك، كما لم يمنع أيضًا السياسيين أنفسهم من استخدام بعضها فى خطبهم.
ولكل من يعتقد أن الأمثال لم تعد حية فى المجتمعات فها هو قاموس «بنجوين» للأمثال يؤكد أثرها الممتد: فرغم أنه قد تم اعتزال الأمثال؛ فإنه لم يتم تزييفها.
الأمثال تُفصح عن عدد من التشابهات فى التركيب وفى استخدام المحسنات البديعية، ويمكن التعرف عليها بسهولة نتيجة لشكلها المكثف، وفى هذا ليس هناك أجمل ولا أشمل من «جمهرة الأمثال» للعسكري، و«المستقصى فى أمثال العرب» للزمخشري، و«مجمع الأمثال» للميدانى، ومن الأخير نقرأ:
«إن المعاذير يشوبها الكذب»: (يحكى أن رجلًا اعتذر إلى إبراهيم النخعي. فقال إبراهيم: قد عذرتك غير معتذر إن المعاذير يشوبها الكذب).
«إن فى المعاريض لمندوحة عن الكذب»: (وهذا من كلام عمران بن حصين والمعاريض جمع المعراض. يقال عرفت ذلك فى معراض كلامه، أي، فى فحواه. والمندوحة.. السعة ويضرب لمن يحسب أنه مضطر إلى الكذب).
«إن الهوان للئيم مرأمة»: و(المرأمة هى الرأفة يعنى إذا أكرمت اللئيم استخف بك، وإذا أهنته فكأنك أكرمته، كما قال أبوالطيب المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته/ وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا).
«إنما خدش الخدوش أنوش»: (الخدش هو الأثر وأنوش هو ابن شيث بن آدم عليهما السلام، أى أنه أول من كتب وأثر بالخط فى المكتوب. ويضرب فيما قدم عهده).
إن وراء الأكمة ما وراءها
يحتوى كتاب (المنتقى من أمثال العرب) عدد هائل من الأمثال المشمولة بالقصص التى أدت إلى ضربها. منها المثل القائل: «إن وراء الأكمة ما وراءها»، ويعود المثل إلى أمةَ واعدت شخصًا أن تأتيه وراء الأكمة، إذا فرغت من مهنة أهلها ليلا، فشغلوها عن ذلك بما يأمرونها من العمل، فقالت حين غلبها الشوق: حبستمونى وإن وراء الأكمة ما وراءها. ومن وقتها ويُضرب هذا المثل لمن يُفشى على نفسه أمرًا مستورًا.
البلاء مُوكل بالمنطق
من الأمثال التى نجدها فى هذا الكتاب: «إن البلاء مُوكل بالمنطق»، ويقال إن أول من قال ذلك هو أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - فيما ذكره ابن عباس، قال: حدثنى على بن أبى طالب - رضى الله عنه: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر فسلم فردوا عليه السلام، فقال: ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة، فقال: أمن هامتها أم من لهازمها؟ قالوا: من هامتها العظمى. قال: فأى هامتها العظمى أنتم؟ قالوا: ذُهل الأكبر، قال: أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء؟ قالوا: لا. قال: أفمنكم جساس بن مر حامى الذمار ومانع الجار؟ قالوا: لا، قال: أفأنتم أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا، قال: فلستم ذُهلا الأكبر، أنتم ذُهل الأصغر، فقام إليه غلام قد بقل وجهه يقال له دغفل؛ فقال: إن على سائلنا أن نسأله/ والعبء لا تعرفه أو تحمله. يا هذا، إنك قد سألتنا فلم نستكتمك شيئا فمن الرجل أنت؟ قال: رجل من قريش، قال: بخ بخ أهل الشرف والرياسة! فمن أى قريش أنت؟ قال: من تيم ابن مُرة، قال: أمكنت والله الرامى من صفاء الثغرة، أفمنكم قصى بن كلاب الذى جمع القبائل من فِهر وكان يدعى مجمعا؟ قال: لا، قال: أفمنكم هاشم الذى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف؟ قال: لا، قال: أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذى كأن فى وجهه قمرا يضيء ليل الظلام الداجي؟ قال: لا، قال: أفمن المفيضين بالناس أنت؟ قال: لا، قال أفمن أهل الندوة أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل السقاية أنت؟ قال: لا، واجتذب أبو بكر زمام ناقته فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فقال دغفل: صادف درء الشيل درءا يصدعه، أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش، أو ما أنا بدغفل! قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم، قال علي: قلت لأبى بكر: لقد وقعت من الأعرابى على باقعة، قال: أجل إن لكل طامة طامة، وإن البلاء مُوكل بالمنطق.
إنما أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض
يروى أن أمير المؤمنين عليا - رضى الله عنه - قال: إنما مثلى ومثل عثمان كمثل أثوار ثلاثة كن فى أجمة: أبيض، وأسود، وأحمر، ومعهن فيها أسد، فكان لا يقدر منهن على لاجتماعهن عليه، فقال للثور الأسود والثور الأحمر: لا يُدل علينا فى أجمتنا إلا الثور الأبيض فإن لونه مشهور، ولونى على لونكما، فلو تركتمانى آكله صفت لنا الأجمة، فقالا: دونك فكله، فأكله، ثم قال للأحمر: لونى على لونك، فدعنى آكل الأسود لتصفو لنا الأجمة، فقال: دونك فكله، فأكله، ثم قال للأحمر: إنى آكلك لا محالة، فقال: دعنى أنادى ثلاثا، فقال: افعل، فنادى: ألا إنى أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض، ثم قال على رضى الله عنه: ألا إنى هُنت - ويروى: وهَنتُ - يوم قُتل عثمان، يرفع بها صوته. 
بلغ السيل الزُبى
الزبى هى جمع زُبية، وهى حفرة تُحفر للأسد إذا أرادوا صيده، وأصلها الرابية لا يعلوها الماء، فإذا بلغها السيل كان جارفا مجحفا. ويُضرب المثل لما جاوز الحد.
ويروى عن ابن المعتمر قال: أتى معاذ بن جبل بثلاثة نفر قتلهم أسد فى زُبية، فلم يدر كيف يفنيهم! فسأل عليًا - رضى الله عنه - وهو مُحتب بفناء الكعبة، فقال: قُصُوا على خبركم، قالوا: صدنا أسدًا فى زُبية، فاجتمعنا عليه، فتدافع الناس عليها، فرموا برجل فيها، فتعلق الرجل بآخر، وتعلق الآخر بآخر، فهووا فيها ثلاثتهم، فقضى فيها على رضى الله عنه أن للأول ربع الدية، وللثانى النصف، وللثالث الدية كلها، فأُخبر النبى صلى الله عليه وسلم بقضائه فيهم، فقال: لقد أرشدك الله للحق.
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
يقال إن أول من قال ذلك هو الحارث بن سليل الأسدى، وكان حليفًا لعلقمة بن خصفة الطائي، فزاره فنظر إلى ابنته الزباء، وكانت أجمل أهل دهرها، فأُعجب بها فقال له: أتيتُك خاطبًا، وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويُمنح الراغب، فقال له علقمة: أنت كُفُء كريم، يُقبل منك الصفو، ويؤخذ منك العفو، فأقم ننظر فى أمرك، ثم انكفأ إلى أمها؛ فقال: إن الحارث بن سليل سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا، وقد خطب إلينا الزباء فلا ينصرفن إلا بحاجته، فقالت امرأته لابنتها: أى الرجال أحب إليك؟ الكهل الجحجاح، الواصل المناح، أم الفتى الوضاح؟ قالت: لا، بل الفتى الوضاح، قالت: إن الفتى يُغيرك، وإن الشيخ يميرك، وليس الكهل الفاضل، الكثير النائل، كالحديث السن، الكثير المن، قالت: يا أمتاه إن الفتاة تحب الفتى/ كحب الرعاء أنيق الكلأ.
قالت: أى بنية، إن الفتى شديد الحجاب، كثير العتاب، قالت: إن الشيخ يُبلى شبابي، ويدنس ثيابي، ويُشمت بى أترابي، فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها الحارث على مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم، فابتنى بها ثم رحل بها إلى قومه. فبينا هو ذات يوم جالس بفناء قومه وهى إلى جانبه إذ أقبل إليه شباب من بنى أسد يعتلجون فتنفست صعداء، ثم أرخت عينيها بالبكاء، فقال لها: ما يُبكيك؟ قالت: مالى وللشيوخ، الناهضين كالفروخ! فقال لها: ثكلتك أمك، تجوع الحرة، ولا تأكل بثدييها.
تركتهم فى حيص بيص 
يقال: حيص بيص وحيص بيص، فالحيص: الفرار، والبوص: الفوت، وحيص من بنات الياء، وبيص من بنات الواو، فصارت الواو ياء ليزدوجا. ويضرب هذا المثل لمن وقع فى أمر لا مخلص له منه، فرارا أو فوتا.
حبلك على غاربك
الغارب: أعلى السنام، وهذا كناية عن الطلاق، أى اذهبى حيث شئت، وأصله أن الناقة إذا رعت وعليها الخطام ألقى على غاربها؛ لأنها إذا رأت لم يهنأها شيء.
رماه الله بثالثة الأثافى
قالوا: هى القطعة من الجبل يوضع إلى جنبها حجران، وينصب عليها القدر. ويضرب هذا المثل لمن رُمى بداهية، ويُضرب لمن لا يبقى من الشر، لأن الأثفية ثلاثة أحجار كل حجر مثل رأس الإنسان، فإذا رماه بالثالثة فقد بلغ النهاية، كذا قاله الأزهري، قال البديع الهمذاني:
ولى جسم كواحدة المثاني/ له كبد كثالثة الأثافى. يريد القطعة من الجبل.
رجع بخُفى حُنين
يقال إن حُنينًا كان إسكافيًا، من أهل الحيرة، فساومه أعرابى بُخفين، فاختلفا حتى أغضبه، فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابى أخذ حُنين أحد خُفيه وطرحه فى الطريق، ثم ألقى الآخر فى موضع آخر، فلما مر الأعرابى بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخُف بخُف حُنين، ولو كان معه الآخر لأخذته! ومضى، فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول عمد حُنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابى وليس معه إلا الخُفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ فقال: «جئتكم بخُفى حُنين»، فذهب مثلا. ويُضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
رُب كلمة تقول لصاحبها دعني
يضرب هذا المثل فى النهى عن الإكثار مخافة الإهجار. وقيل إن ملكًا من ملوك حِمير خرج متصيدا ومعه نديم له كان يقربه ويكرمه، فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها، فقال له النديم: لو أن إنسانا ذبح على هذه الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه؟ فقال الملك: اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ، فذُبح عليها، فقال الملك: رُب كلمة تقول لصاحبها دعني.
رمتنى بدائها وانسلت
يعود هذا المثل لإحدى ضرائر رُهم بنت الخزرج امرأة سعد بن زيد مناة رمتها رُهم بعيب كان فيها، فقالت الضرة: رمتنى بدائها وانسلت. ويضرب لمن يعير صاحبه بعيب هو فيه.
النساء فى أمثال العالم
ليس العرب وحدهم الذين ضربوا الأمثال فلكل أمة أو حضارة أمثالها. أيا ما كانوا.. فقد تركوا لنا إرثًا ضخمًا وممتدًا من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.. بعض هذا الإرث جمعته الباحثة الهولندية مينيكه شيبر فى كتابها «النساء فى أمثال الشعوب.. إياك والزواج من كبيرة القدمين» والذى وضعت بين دفتيه كل ما استطاعت العثور عليه من أمثال تخص النساء.. النساء فقط. ومنه نعرف الصفات والطبائع الحميدة، وكذلك الذميمة فى المرأة. ونعرف أيضًا ما يميز كل امرأة عن أخرى، وما يحط من امرأة مقابل غيرها.
تخبرنا «شيبر» مثلا أن لقدم المرأة أهمية كبيرة فى ثقافة ومعتقدات أمم كثيرة. ففى كوبا: «من تكنس قدميها ستتزوج رجلًا عجوزًا». وفى مالاوى وموزمبيق يحذرون ضد خطر الأقدام الأنثوية الكبيرة: «إياك والزواج من امرأة ذات قدمين أكبر من قدميك.. فهى رفيقك الذكر».
وعن أهمية الجمال للمرأة يقول الناس فى إندونيسيا: «المرأة الجميلة مثل الذهب الذى صنع حديثًا». وفى الهند: «عندما تجتمع ثلاث نساء، تظهر النجوم فى ضوء الصباح».
وفى إسبانيا: «الجبهة العريضة امرأة جميلة»، وفى أيرلندا: ثلاث صفات للمرأة: صدر عريض وخصر نحيل وظهر قصير»، وفى المغرب: «زين المرأة فى ضياها، وزين العاتق فى حياها». ويقول الطاجيك: «الوجه الجميل مفتاح للأبواب المغلقة»، وفى البرتغال يقولون: «الجمال خطاب تعارف جيد»، والأفغان والناس فى باكستان واثقون أنه «حتى الإله يحب الجميلات».
وفى المجر يقولون: حتى قطعة الخشب تكون جميلة إذا ارتدت ما هو جميل. وهو ما يقابله المثل الشائع لدى العرب «لبس البوصة تبقى عروسة». وفى أستونيا أيضا يقولون «ضع جواهر على سعفة نخلة، وعندها ستصبح حتى سعفة النخلة جميلة».
وفى أوغندا يقولون «النساء الجميلات مثل أوراق الموز النضرة: فهى لا تنتهى من المزرعة».
بالرغم من أهمية جمال المرأة الذى تغنى به الشعراء هنا وهناك وضربت به الأمثال فى الشرق والغرب، لكن تظل الغلبة لجمال الروح التى تجزم كثير من الأمثال فى الشرق والغرب بأنه الأفضل لكونه الأبقى؛ حيث إن الجمال الخارجى للمرأة زائل لا محالة.
ففى لبنان يقولون «لا تتخذ زوجة لجمالها ولكن لفضائلها»، ويقول المثل العبرى «الجمال بدون لطافة هو زهرة بنفسج بلا رائحة». ويقول الناس فى إسبانيا «الأفضل أن يتمتع المرء باللطافة عن أن يتمتع بالجمال». وفى تركيا: «الجمال مرآة، سرها من الداخل»، ويقول الفرنسيون «الجمال بدون لطافة كسنارة بلا طُعم». ويعتقد الصينيون أن «معظم النساء الفضليات بلا جمال».
وفى اليابان يقولون «ما هو حسن ليس بالضرورة جميلا». وفى إيطاليا يقولون «الجمال بلا احترام، نبيذ بل طعم». أما الفلبينيون فيرون أن «التواضع والجمال لا يجتمعان». وفى الولايات المتحدة الأمريكية يقولون «النساء سخيفات مزهوات، يفضلن أن يكن جميلات على أن أن يكن عاقلات». أما الروس فيقولون «الرجل بيديه، والمرأة بجمالها». ويردد الناس فى نيبال «ينبغى للابنة أن تكون جميلة والابن ماهرا». وفى ألمانيا يقولون «جمال المرأة وصدى الصوت فى الغابة، وقوس قزح كلها تذبل بسرعة».
وفى تايلاند يرون أن المرأة الرائعة من الخارج، فارغة من الداخل. أما الإسبان فيعتقدون أن جمال العروس يُرى فى المهد. وفى إنجلترا يقولون إن المرأة الدميمة تخاف المرآة. ويقولون أيضا إن الزوجة التى تنظر لنفسها فى المرآة، تكره المقلاة. أما فى الدنمارك يعتقدون أن البيت الحزين هو الذى يبكى فيه الرجل وتقف المرأة أمام المرآة.
الأمثال فى كتاب «شيبر» ساحة لعرض الجسد والروح، الجمال والدمامة، النقص والتوق للكمال، الذكاء والحمق، الجذب والنفور، الزوجة والمطلقة والأرملة، الابنة والأم والجدة، الفتنة والشيخوخة، الوهن والموت، العقم والخصوبة، الحمل والولادة والنفاس. 
الكتاب يقدم لقارئه مادة تتقاطع عندها أفرع معرفية متعددة مثل علم الاجتماع، والفولكلور، والأدب الشعبى، والدراسات المقارنة، كما تكمن فى صفحاته اللذة والبهجة والطرائف.