المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي.
وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
اتجه اللبنانى فرح أنطون إلى التأليف المسرحى والاقتباس والترجمة فى ١٩١٠ لفرقة سلامة حجازي، وجورج أبيض، ومنيرة المهدية، وغيرها من الفرق، ثم احتفل به الشيخ رشيد رضا فى ١٩٢٣ بدار الجامعة الأمريكية على مستوى عربى بحضور مجموعة من الأدباء، اشتهر بدراساته عن حياة وفلسفة الفيلسوف العقلانى «ابن رشد»، وتأثر بأعمال اللغوى والمؤرخ الفرنسى «أرنست رينان»، إلى جانب أفكار المصلحين الأوروبيين أمثال «روسو»، «فولتير»، «رينان»، «مونتسكيو»، ويعد أحد أعلام النهضة العلمانية العربية، ورائدا من رواد حركة التنوير.
من أبرز الأعمال المسرحية المترجمة والمقتبسة «أوديب الملك» تأليف سوفوكليس، «الساحرة» للمؤلف فيكتوريان ساردو، «البرج الهائل»، «ابن الشعب» تأليف إسكندر ديماس الكبير، «أوبرا كارمن» اقتبسها أنطون عن النص الفرنسى الذى كتبه هنرى ميلهاك ولودفج هاليفي، وذلك عن قصة لبروسبير ميريميه، إضافة إلى الألحان الذى ألفها كامل الخلعى فى الأصل الموسيقى الفرنسى جورج بيزيه، سجلت هذه الألحان على النوتة عبدالحميد علي، ثم اقتبس «أوبرا تاييس» للمؤلف أناتول فرانس عن نص أوبرا «إكسير الحب» لفيليتش روماني، أوبريت «أدنا» عن «العطارة الحسناء» ولحنها كامل الخلعي، «حفيدة كارمن أو بائعة التفاح»، «الشيخ وبنات الكهرباء» وهى عمل غنائى من ألحان سيد درويش.
كتب مجموعة من الأعمال المسرحية وهى «صلاح الدين ومملكة أورشليم» من أربعة فصول كتبت باللغة العربية الفصحى النثرية، «المتصرف بالعباد» وهى أول عمل هزلى يقدمه فى ١٩١٧، «مصر الجديدة ومصر القديمة»، «أبوالهول يتحرك أو الفراعنة ساهرون» ولم تقدم بعد، منتهيا بعمله الأخير وهو «بنات الشوارع وبنات الخدور» وهى من الأعمال الغنائية، كما شارك فى كتابة مجموعة من الأعمال الأدبية من أبرزها «ابن رشد وفلسفته»، «الحب حتى الموت»، «الدين والعلم والمال»، «الوحش الوحش الوحش»، «أورشليم الجديدة»، «مريم قبل التوبة»، إلى جانب المقالات النقدية بجانب ترجماته، ولكن رواية «الدين والعلم والمال» لها طابع خاص فى حياته، حيث صور فيها عدة جوانب من المجتمعات، بالإضافة إلى صور أضرار التفرقة والتعصب، وهذا الكتاب يحمل الإنسان للتفكر.