الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت 82.. عبدالسميع يرد المقلب لـ«بقطوشة»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنا قد وقفنا أمس عند ذهاب عبد السميع إلى بنغازى ليطمئن على داره ووالدته، بعدما أخبره صديقه فى المزرعة بأن النيل فاض وأغرق القرى، وذلك ليجبر عبد السميع على قطع مسافة عشرين كيلومترًا لشراء «شاى وسكر ودخان».
وصل عبدالسميع إلى «بنغازي» وأخذ يجرى هنا وهناك يبحث عن تليفون أرضى لم يكن حينها قد ظهر المحمول، بل إن التليفون الأرضى كان ما زال يعمل بالمنفلة والسماعة غير الميكروفون، بعد عدة مشاوير وجد عبدالسميع التليفون، أخرج رقم الهاتف من المحفظة الجلد أم كباسين، وأعطاه للرجل الذى أدار المنفلة ثم أعطى السماعة والميكروفون لعبد السميع الذى قال: «ألووو.. أيوا يا أبا العمدة سامعنى.. أنا عبد السميع ابن بهانة يا أبا العمدة بكلمك من ليبيا، الواد بقطوشة قالى النيل فاض وغرق البلد.. طمنى على دارنا يا عمدة وأمي».. «بتقول إيه يا أبا العمدة على صوتك شوية الله يخليك.. بتقول أمى مالها».. جاءه صوت العمدة من بعيد: «نيل إيه يا ابن بهانة اللى فاض.. ده إحنا فى موسم الجفاف يا ابن الهبلة.. ابقى اتغطى وإنت نايم يظهر الجو عندك صعب يا د يا أبوكرش.. أمك كويسة وهبعت عوضين الغفير يبلغها السلام».. فهم عبدالسميع أن ما حدث كان مجرد مقلب من بقطوشة ليجعله يأتى إلى بنغازى لشراء «شاى وسكر ودخان»، فغضب: «طب مش هجيب يا ابن اللئيمة»، ثم فرك رأسه بيد وقال لأ هجيب وهوريك يا بقطوشة، اشترى عبدالسميع الشاى والسكر والدخان ووضع عليهم شطة ثم لفهم مرة أخرى، وعاد إلى المزرعة وكأن شيئا لم يحدث استقبله بقطوشة يوارى ضحكته، لكن عبد السميع تظاهر بالجد وفاجأه قائلًا: «الحمد لله يا بقطوشة لحقوا الميا قبل ما توصل البلد، العمدة طمني»، تعجب «بقطوشة»: «ميا إنت بتتكلم جد يا عبد السميع أنا كنت بهزر علشان الشاى والسكر والدخان»، لم يضحك عبد السميع وواصل صرامته: «يا جدع بتضحك إيه بقولك ربنا سترها ده البلد كانت هتغرق لكن الحمد لله العمدة طمنى إن دارنا بعيدة وأمى بخير»، قاطعه بقطوشة فى انفعال: «إنت بتتكلم جد يا عبد السميع؟».. أجابه فى انفعال: «هى الحاجات دى فيها هزار»، قام بقطوشة يرتدى ملابسه وأصر على على الذهاب إلى بنغازى، وعبدالسميع يهدئ من روعه اصبر للصبح الجو ليل، بالكاد أقنعه عبدالسميع أن ينتظر للنهار، فجلس بقطوشة يحتسى الشاى ويُدخن، ومع أول رشفة دخل فى دور سعال حاد، وعبدالسميع يقول له: «ازمط يا بقطوشة.. ازمط.. بلعوط مكلوب شين يا ابن الكدابة.. بقى النيل فاض فى موسم الجفاف.. كمان بتكذب فى ليبيا يا بقطوشة ده إحنا فى غربة حتى ولو كنا جايين بالبطاقة يا هذيرا».