الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت.. عبدالسميع فى بنغازى «بلعوط مكلوب شين» 81

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ أسبوع وزميل لى «يشتمني» على الفيس، وأنا مشفق عليه من الهم والكدر وأدعوه لقراءة حواديتى بتمعن لأنه لو قرأها سيعرف أن الدنيا بأكملها لا تغير مزاجى ولا تستطيع تكدير صفوى «حتى اسألوا عبدالسميع»، أتعرف عبدالسميع؟ بالطبع لا تعرفه.. عبدالسميع هذا ليس اسم شخص لكنه «استايل بنى آدمين»، ماركة معروفة، «هؤلاء الأطفال المكلبظين الذين يمتلكون خفة دم لا تقاوم»، هؤلاء الذين يجعلوننا نبتسم فور أن نراهم حتى حينما يكبروا فى السن ويكونوا شبابا، أقرب الأمر لكم قليلا: «هل تعرفون «تفاهة» ذلك الطفل الذى كان مع النجم محمد هنيدى فى «بلية ودماغه العالية»، أو «دقدق» الذى قطع مشاوير لسنوات يجرى ليأتى بالمقشة والمساحة، صديقى عبدالسميع لا يختلف عنهما لا فى الوزن ولا فى خفة الظل، كان له من المواقف ما لا حصر لها وقد كان سبب سعادتنا لأيام طويلة، منذ أيام وضع صورة له على صفحته بـ«فيسبوك» وهو يرتدى الجلباب ونظارة شمسية وكان كل «الإيموشن عليها» فارغًا فاه من الضحك.
صديقى عبدالسميع ذات يوم قرر أن يسافر «ليبيا»، وكانت حينها بالبطاقة، كأن تكون ذاهبا إلى الإسكندرية، لدرجة أن هناك سيارات «بيجو» كانت تقف وتنادى على الركاب «اللى رايح ليبيا»، كنا حينها لا نعرف «داعش ولا القاعدة ولا البغدادى ولا ما يدعى إرهابا»، عبدالسميع حجز «كرسي» فى السيارة بعدما اتخذ قرارًا بأن يسافر إلى ليبيا للعمل فى مزرعة لمدة عام ليعود بعدها لهدم الدار وبنائها بالمسلح للزواج، إذ أنه فى ذلك الحين كانت ديار القرية بدأت تخلع ثوبها الطينى وترتدى آخر خرسانيًا بات ملاكه يتأففون من «البراغيت».
سافر عبدالسميع وحينما وصل إلى هناك وجد الناس يجرون يمينًا ويسارًا، وهو يتساءل فيه إيه يا جدعان؟ بتجروا ليه؟ أجابه أحدهم وهو يضع طرف جلبابه بين أسنانه: «اجرى العقيد جاي»، ضحك عبدالسميع ضحكته البريئة وضرب كفيه: «والله ليبيا دى بلد غريبة بيجروا من عقيد، ده إحنا عندنا لواء فى البلد بيقعد معانا»، وقفت سيارة «العقيد» وصاح: «اشكون.. هظ شنو»، فرد عبدالسميع: «الله يسلمك»، فغضب العقيد وقال: «بلعوط مكلوب شين»، ثم انصرف.. ضحك عبدالسميع وحاول تفسير ما قيل له لكنه لم يتمكن من ذلك حتى وصل إلى «المزرعة» التى سيعمل فيها وعرف معنى ما قيل، كانت «المزرعة» تبعد ٢٠ كيلو عن «بنغازي»، وحينما وصل عبدالسميع كان «لا يوجد شاى ولا سكر ولا دخان» لدى صديقه، الذى طلب من عبدالسميع أن يعود إلى المدينة ليشترى فرفض ونام، تملك الغيظ صاحبه وبدأ يفكر فى حيلة ليجبر عبدالسميع على الذهاب إلى «بنغازي»، وقد كان، دخل عليه يصيح قوم يا عبدالسميع الحق الخراب اللى حصل، نهض عبدالسميع منتفضًا: «إيه جرا إيه؟ رد صديقه: «بيقولوا النيل فاض فى مصر وطلع برا والميا غرقت الشوارع ونزلت بلدنا، وهنا صاح عبدالسميع: «يا دهية سودة يا عيال ده دارنا بالطينة وهتقع على أمي، محدش معاه تليفون نطمن يا ولاه والا أرجع مصر تاني»، رد عليه صديقه مصطنعا القلق: «اهدأ يا عبدالسميع مفيش حل غير إنك تروح بنغازى تتصل من هناك على تليفون العمدة وتطمن على الحال»، قال عبدالسميع: «صح أروح بنغازي»، وبينما هو على مرأى النظر صاح عليه صديقه: «وحياة أمك ربنا ينجيها من الفيضان يا عبدالسميع ابقى هات شاى وسكر ودخان وإنت جاى من هناك.. إن شاء الله هتطمن وهتلاقى خير».
بكرة نكمل