أشرف عبدالباقي وخالد جلال قدما للفن عددًا كبيرًا من النجوم
عبر مشواره الطويل مع الفن دائمًا يخرج من كل عمل بمجموعة كبيرة من الأصدقاء، حتى إنه أصبح رمزًا للاحترام من الجميع، ومع ظهور أجيال جديدة من النجوم أصبح أيضًا قاسمًا مشتركًا لأعمالهم، فصنع معهم البسمة على وجوه المشاهدين، وأضفى على المشاهد التراجيدية مزيدًا من الشجن، وحافظ على مكانته فى قلوب جمهوره بفضل تصالحه الدائم مع نفسه ومحبته الكبيرة للآخرين.. هو الفنان الكبير صلاح عبدالله، الذى يطل على جمهوره فى شهر رمضان الحالى من خلال ثلاثة أعمال، تنوعت خلالها الشخصيات التى يجسدها، حيث يقدم فى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» دور والد «علي ربيع» وفى مسلسل «هوجان» شخصية «بهلول الحمش» ويلعب فى «شقة فيصل» دور «فيصل»، عن هذه الأعمال تحدث الفنان الكبير لـ«البوابة» فى الحوار التالي..
■ كلمنا عن مسلسل «فكرة بمليون جنيه» ورأيك في الفنان علي ربيع؟
- يعد هذا العمل هو الثاني لي مع علي ربيع بعد أن قدمنا سويًا مسلسل «سك على أخواتك» في العام الماضي، وكنت ضيف شرف المسلسل، لأنني جسدت شخصية الأب الذي رحل عن الحياة وترك ابنه منذ الحلقة الأولى، وهذا العام أجسد أيضًا شخصية والد «علي»، ولكن هناك استمرار لوجوده حتى نهاية المسلسل، ودعني في بداية كلامي أؤكد لك أن علي ربيع يتمتع بجماهيرية كبيرة بين الأطفال والشباب، هذه الجماهيرية جاءت نتيجة النجاح الكبير الذي حققه ومجموعة نجوم مسرح مصر، من خلال تجربة «أشرف عبدالباقي» الذي دائمًا أقول إنه قدم خدمة كبيرة لجيل كبير من الشباب، وفي رأيي يظل أشرف عبدالباقي وخالد جلال من أكثر الفنانين الذين ساهموا في إفراز أجيال جديدة للفن المصري.
■ دائمًا تشارك النجوم الشباب أعمالهم، وتمنحهم خبرتك، فماذا تستفيد منهم؟
- أستفيد من النجوم الشباب أشياء كثيرة، منها حماسهم الشديد، وأرى أنهم أكثر مواكبة للأحداث الجارية ويحاولون دائمًا تقديم الجديد، وعن نفسى سعدت كثيرًا بالتعامل معهم، وأشكرهم على أنهم تفهموا انشغالى فى تصوير أعمال أخرى فى نفس التوقيت، وقام المخرج وائل إحسان بضبط مواعيد تصوير مشاهدى معهم.
■ تشكل أنت والفنانة صابرين فى هذا العمل دويتو كوميدى رائع.. كلمنا عنه؟
- سنوات طويلة مرت على مشاركتنا سويا فى بطولة مسرحية «حمرى جمري» التى قدمناها عام ١٩٩٥، والتى أعتقد أنها كانت بمثابة انطلاقة كبيرة لى سواء فى المسرح أو السينما والتليفزيون، ومنذ عرض تلك المسرحية تجمعنى صداقة قوية بصابرين، وبمرور الوقت لم تجمعنا أعمال فنية واضحة، حتى جاء مسلسل «فكرة بمليون جنيه» لننطلق من خلاله سويًا ونقدم زوج وزوجة فى أسرة متوسطة بطريقة مغلفة بالكوميديا، وقد يبدو للمشاهدين فى الحلقات الأولى أن هذه الأسرة «فرفوشة» وسعيدة طوال الوقت، ولكن مع مرور الأحداث هناك مواقف صعبة عديدة ستواجهها تلك الأسرة، وتحاول التغلب عليها بنفس البساطة والرضا.
■ الأسرة تشبه أسر مصرية كثيرة، فهل هذا كان مقصودًا؟ وهل كان هناك بعض الارتجال أثناء تصوير مشاهدكما؟
- الأسرة تنتمى للطبقة المتوسطة، فالأب موظف على المعاش و«فاتح» محل صغير، وزوجته سيدة مدبرة كسائر ستات البيوت، ومنزلهم ملئ بالسعادة، حتى أن المشاهد يلاحظ أن المنزل رغم بساطة ديكوراته ولكنه مبهج، أما موضوع الارتجال فتجده يغلف معظم المشاهد، وهذا منهج المخرج وائل إحسان منذ الاستعدادات الأولى للعمل، حيث اتفق معنا على أن نقرأ المشاهد ونبدأ التصوير، ويسير بنا الحوار إلى مزيد من الارتجال حتى نتفق على صيغة نهائية للحوار.
■ كيف ترد على هجوم البعض على النجم «على ربيع» ووصف العمل بأنه «خفيف»؟
- دعنى أؤكد لك شيئًا مهما وهو أنه على مدار تاريخ الفن خاصة نوعية الأعمال الكوميدية هناك من يهاجم هذا الشكل، وعلى سبيل المثال الفنان العملاق إسماعيل ياسين تعرض لهجوم طوال حياته واتهموه بالتكرار، وبالرغم من ذلك ظل إسماعيل ياسين واستمر حتى أصبح أيقونة كوميدية رائعة، وأنا أرى وبدون مبالغة أن «علي» فنان مجتهد وشاطر ويعشق عمله، وسوف يكون له مستقبل رائع، ومسألة أن ترى البعض «يستكتر» النجومية والبطولة على أحد الفنانين، فهذا أمر أرفضه تمامًا، لأن كل إنسان يأخذ نصيبه، وأود أن أقول إن الجميع دائمًا لا يتفق على شخص بعينه، ولمن يقول إن المسلسل «خفيف» بعض الشىء، أقول له لدينا مائدة من الدراما الرمضانية عليها أنواع كثيرة من الأطعمة، وعليك أن تختار ما يروق ويحلو لك.
■ الفنانة سهر الصايغ كانت مفاجأة العمل من حيث تجسيدها لدور كوميدي، فكلمنا عنها؟
- أرى أن سهر الصايغ تعد صانعة «كراكتر» ماهرة، وأثبتت من خلال دورها فى «فكرة بمليون جنيه» أنها كوميديانة ممتازة، وسبق واشتركنا سويا فى بعض الأعمال منها «عائلة الحج نعمان» وقدمت «سهر» خلال هذا العمل دورا صعبا ومركبا.
■ نعود إلى نجوم مسرح مصر، بخلاف علي ربيع، هل شاركت آخرين فى أعمالهم؟ وما رأيك فى تجربتهم؟
- بالفعل سبق وشاركت مصطفى خاطر، وهم جميعًا أخواتى وأصدقائى ولديهم طموحات كثيرة، ودعنى أؤكد لك أن أشرف عبدالباقى لم يقدمهم عبثًا، فجميعهم مثلوا فى المدارس والجامعات والثقافة الجماهيرية ومركز الإبداع، ورغم صغر سنهم عانوا كثيرًا حتى نالوا تلك الشهرة العريضة، وساعدهم فى الانتشار الكم الكبير من المسرحيات التى قدمونها فى توقيت كان الجمهور المصرى متعطشًا للكوميديا، وساعدهم أكثر عرض هذه المسرحيات على التليفزيون، وأتمنى لهم أن يستكملوا مشوارهم وينالوا مزيدًا من النجاح.
■ ماذا عن مسلسل «شقة فيصل» الذي يعرض لك فى رمضان؟
- هذا العمل قمنا بتصويره منذ ثلاث سنوات، وأشارك فيه من خلال ظهور خاص، حيث أجسد شخصية الأب «فيصل» صاحب الشقة التى تدور فيها معظم الأحداث.
■ هناك عمل ثالث وهو مسلسل «هوجان» مع ابن الزعيم عادل إمام وابن الساحر محمود عبدالعزيز، كلمنا عنه؟
- بالفعل أقدم فى مسلسل «هوجان» شخصية «بهلول الحمش» وهى شخصية صعبة للغاية، وأرى أن أداء محمد إمام وكريم محمود عبدالعزيز فوق الامتياز.
■ لكن هناك من يهاجمهما، فما تعليقك؟
- ليس من المنطقى الهجوم لمجرد الهجوم، وأود أن أوضح لك أن الفن ليس به «واسطة»، حتى لو ساعدتك هذه «الواسطة» فهى لن تجبر الجمهور على أن يمنحك حبه وإعجابه، ولا يمكن أن تجعلك «الواسطة» بطلًا يحظى بجماهيرية عريضة، وهنا أقول إن مثل «ابن الوز عوام» به الكثير من الحقيقة، فالابن يرث جينات الموهبة، ثم يأتى عليه الدور المهم حينما يحترف نفس مهنة والده، وهو أن يجتهد دائمًا، وهذا ما يفعله محمد وكريم طوال الوقت.
■ ما الأعمال التى تشاهدها بخلاف مسلسلاتك الثلاثة هذا العام؟
- بصراحة لا أستطيع متابعة معظم الأعمال بما فيها مسلسلاتى الثلاثة، ولكننى شاهدت بعض الحلقات من «ولد الغلابة» لأحمد السقا وأعجبنى كثيرًا، كما شاهدت حلقات أخرى من مسلسل «بدل الحدوتة تلاتة» لدنيا سمير غانم وأعجبنى أداء دنيا التى أعتبرها مثل ابنتى «دنيا» تمامًا وأراها مجتهدة طوال الوقت، وشاركتها فى مشهد واحد بإحدى حلقات هذا المسلسل، كما أعجبنى «الواد سيد الشحات» لأحمد فهمى الذى أراه مبتكرًا دائمًا بطرح أفكار جديدة.
