الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

النخبة والمرحلة الساداتية (17)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت ورقة أكتوبر التى أصدرها السادات فى 1974 محاولة منه لرسم إطار نظري لسياسة الانفتاح الاقتصادى، لنظام السادات الذى أصبح بديلًا لنظام عبدالناصر، خاصة أن سياسة الانفتاح كانت إشارة لانتهاج اقتصاد مغاير للاقتصاد الاشتراكى، كما كان إشارة واضحة لأمريكا كبديل للعلاقة المصرية السوفيتية، خاصة إعلان السادات أن أوراق الحل فى المنطقة فى يد أمريكا بنسبة 99 بالمئة.
وعلى الجانب السياسى لنظام السادات الجديد كانت هناك عدة أمور مهدت لذلك التغيير، أولًا: كان الاتحاد الاشتراكى قد ترهل وفقد أى فاعلية جماهيرية تساعد النظام فى الشارع.
ثانيًا: كانت منظمة الشباب الاشتراكى قد تحولت إلى تنظيم سياسى ناصرى بعيدًا عن أى توافق مع أى رؤية أخرى غير ناصرية، حيث كنت حين ذاك موجهًا سياسيًا فى معهد حلوان الاشتراكى المركزى، وكانت كل المحاضرات والإعداد السياسى للشباب تتمحور حول سياسة عبدالناصر بشكل مباشر، فحرب الاستنزاف هى المقدمة الحقيقية لحرب أكتوبر والتى وضع خطتها عبدالناصر، قرار الحرب ليس قرار السادات بل قرار الشارع الذى ضغط على السادات كى يحارب، كانت هذه توجهات المنظمة، وزاد التصعيد إلى حد مهاجمة السادات علنًا، وكان أمين الشباب وقتها عبدالحميد زكى الذى حاول أثناءنا عن هذا النهج بالحوار حينًا وبالإغراء أحيانًا، وفى يوم حضر فيه حسنى مبارك كنائب للرئيس ومعه الدكتور رفعت المحجوب كأمين للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى لمحاولة إقامة حوار مع الشباب بهدف الاحتواء، لكنها كانت نقطة النهاية حيث ثار الشباب وهتف وهاجم لدرجة أدت إلى إنهاء المؤتمر فخرج مبارك والمحجوب ويحيط بهم الهتافات والشعارات المعادية للسادات. 
هنا كانت نهاية المنظمة وكان لا بد للسادات أن يوجد نظامًا سياسيًا إضافة إلى سياسة الانفتاح، فأعلن ما يسمى بالتعددية داخل الاتحاد الاشتراكى تحت مسمى المنابر السياسية التى تستوعب كل الآراء والأفكار، وأعلنت عشرات المنابر، وفى مارس 1976 اكتفى السادات بثلاثة منابر تعبر عن الاتجاهات السياسية حسب رؤيته فكان منبر اليسار برئاسة خالد محيى الدين، والوسط برئاسة ممدوح سالم، والأخير منبر اليمين برئاسة مصطفى كامل مراد، أى أن الوسط تابع للسلطة مباشرة واليمين متوافق مع السادات ليبقى اليسار لوحده معارضًا، وكان يضم الماركسيين والناصريين والقوميين والتيار الدينى المستنير، وأعطى لكل منبر مقرًا من مقرات الاتحاد الاشتراكى وبدأت المنابر تمارس دورًا داخل الاتحاد، وكان طبيعيًا أن يمارس كل أصحاب منبر دورهم السياسى حسب ايدلوجيتهم، فكانت تجربة ديمقراطية مصنعة، وفى نوفمبر 1976 تم حل الاتحاد الاشتراكى وتحويل المنابر الثلاثة إلى أحزاب، وهى حزب التجمع الوطنى التقدمى «يسار»، وحزب مصر الاشتراكى «وسط»، وحزب الأحرار «يمين»، ثم صدر قانون الأحزاب السياسية فى يونيو 1977 للدخول فى مرحلة سياسية جديدة، وهو ما نستكمله فى المقال المقبل بإذن الله.