الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الحياة.. والحب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كانت الحياة لغزًا غامضًا، فالحب لا يقل عنها غموضًا. كثيرًا ما نضيق ذرعًا بالحياة ومشاكلها ومتاعبها ومنغصاتها، كثيرًا ما نصرخ ألمًا من عبء الحياة، نشعر بأن كل ما يحيط بنا من أشياء وأشخاص هى بمثابة أصابع غليظة تحيط بعنقنا وتطبق عليه بعنف وقسوة، الأشياء والأشخاص تخنقنا، ونحاول عبثًا أن نتخلص من قبضة هؤلاء الأشخاص المحيطين بنا، وعندما ندرك أن محاولتنا عقيمة خاصًة أن هؤلاء الأشخاص هم كل من لنا فى الحياة، لأنهم أهلنا وأصحابنا وأحبابنا، وأن محاولة التخلص منهم أو الخروج من سجن علاقاتهم بنا وعلاقتنا بهم هى أشبه بمحاولة خروج الإنسان من كامل جلده. إننا نحب هؤلاء الأشخاص حبًا ممزوجًا بالكراهية، ومن هنا يأتى شعورنا بعدم الرضا. 
كثيرًا ما نهرب إلى الداخل، نلجأ إلى الانزواء والانطواء على أنفسنا، ونتجرع الألم والحزن، ونقبع داخل كهف أنفسنا، وننطوى فى ركن مظلم من هذا الكهف، نتلوى من الألم، ويتجسد شعورنا بالوحدة والعجز والاغتراب، ونود لو أن فى وسعنا أن نعيد تشكيل حياتنا تشكيلًا جديدًا وندرك أن هذا مستحيل؛ لأن هناك أحداثًا كبيرة وخطيرة وقعت وأدت إلى صياغة حياتنا على هذا النحو دون غيره، ومن ثمَّ نود لو أن عجلة الزمن رجعت إلى الوراء، رجعت إلى اللحظات الأولى التى خرجنا فيها إلى نور الحياة. فى هذه الحالة كنا سوف نشكل لأنفسنا ولمن حولنا حياة جميلة ورائعة، حياة خالية من الأحداث الكريهة، حياة لا تجعلنا نشعر بالألم الذى نشعر به الآن. ولكن للأسف الشديد ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. ولهذا سبب تتملكنا التعاسة. 
أين الخلاص إذن؟.. كيف نبتعد عن حافة الهاوية التى نوشك على السقوط فيها؟ كيف نهرب من الحزن والأسى؟ كيف نوجه حياتنا إلى بر الأمان ومرفأ السعادة؟ 
علامات استفهام كبيرة وكثيرة تحلق كالأرواح المعذبة فى أذهاننا بحثًا عن إجابة لها.. وفجأة يبزغ شعاع مضيء خلف السحب الكثيفة القاتمة.. شعاع من نور.. يقول إن الخلاص فى الحب. 
الحب هو الذى يساعدنا على تحمل عبء الحياة، الحب هو الذى يصبغ على الحياة لونًا ورديًا جميلًا، الحب هو الذى يعطى لحياتنا معنى، هو البوصلة التى ترشدنا إلى الطريق الصحيح، الحب هو المنقذ لنا من التيه والضياع.
إن علاقاتَ الحب ليست قاصرة على العلاقة بين رجل وامرأة. الحب له أوجه كثيرة جميلة. هناك حب الله لعباده «إن الله يحب المحسنين»، ذلك الحب يصل إلى الدعم السماوى للبشر «إن الله مع الصابرين»، وحب العبد لربه، وكذلك هناك حب المرء لذاته، وحب الأم لأبنائها، وحب الجيران، والأصدقاء، والأخوة، وحب الوطن، والدين، وحب السلطة والمال، ويبقى الحب القائم بين الرجل والمرأة هو أحد أنواع الحب. إنه ذلك النوع من الحب الذى تكفله العقائد الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية وتنظمه، تحت ما يسمى بالزواج أو عقد القران.