المسرح هو أبو الفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نحاجًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
تعرف عبدالله محمد عكاشة على الفنان عمر وصفى الذى كان يدير مسرح القباني، وضمه إلى فرقته، وعُين منشدًا فى الفرقة عقب عودة القبانى من الشام، وانتقل إلى فرقة إسكندر فرح فى ١٩٠٠ وظل يعمل بها لمدة خمسة أعوام، وعمل مع الشيخ سلامة حجازى فى فرقته الجديدة قائدا لها مع الشيخ حامد المغربي، وقام بدور البطولة الغنائية فى ١٩٠٩، حتى أصبح شريكًا للشيخ سلامة فى الفرقة الجديدة فى ١٩١١، وانسحب من فرقة التمثيل العربى فى ذلك العام.
كون عكاشة مع أخويه زكي، وعبدالحميد فرقة غنائية وأطلق عليها «الجوق المصري» فى ١٩١١ وقدم مجموعة من أعماله على تياترو عبدالعزيز من بينها «عيشة المقامر»، «مارى تيدور»، «شهداء الغرام»، «عايدة»، «ضحية الغواية»، «عظة الملوك»، «صدق الأخاء»، ثم انضم بعد ذلك الشيخ سلامة حجازى إلى فرقة الجوق عبدالله عكاشة فى ١٩١٢ وأطلق عليها «الجوق العربي»، وانضم عكاشة وإخوته بعدها إلى فرقة جورج أبيض فى ١٩١٣ وأطلق عليها «أبيض وعكاشة» وقدمت مسرحيات «الساحرة»، «ضحية الغواية»، وغيرها بتياترو برنتانيا حتى انحلت هذه الفرقة فى نفس العام.
شارك عزيز عيد إخوان عكاشة فرقته فى ١٩١٥، قدما مجموعة من العروض من بينها «خللى بالك من إميلي»، «المدموازيل جزويت إمرأتي»، «عبرة الإبكار»، «الكابورال سيمون»، عندك حاجة تبلغ عنها» بدار التمثيل للعربي، كون شركة ترقية التمثيل العربى فى ١٩١٧ بمساندة من طلعت حرب، وقامت هذه الشركة بتأجير مسرح حديقة الأزبكية على أن تعيد بناءه لمدة ١٥ عامًا بإيجار سنوى يصل إلى ١٢ جنيهًا مصريًا، وكان عكاشة مديرًا لها، حتى انفصلا عكاشة وزوجته عن الفرقة وكونا فرقة مستقلة لهما وظلت الفرقة تعمل بشكل متقطع حتى عام ١٩٣٤، وعين أمينًا لمخزن الفرقة القومية فى ١٩٣٥، بجانب تقديم الموسيقى الوترية والفصول المضحِكة، إلى جانب تقديم عرض بتياترو الحمراء بالإسكندرية، وفى هذه الفترة ضمَّت الشركة إلى أعضائها كلا من عزيز عيد، مصطفى أمين، ميليا ديان، والموسيقى عبدالحميد علي، وظل فى عمله حتى وفاته.