الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«قـطر» و«الإخوان»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أحداث ١٩٥٤ وتورط الإخوان فى محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، تم توجيه ضربة موجعة للجماعة والقبض على قياداتها ومحاكمتهم، كانت هذه هى عملية الفرار الأولى لقيادات الإخوان للخارج، تبع ذلك عملية ثانية للفرار عام ١٩٦٥ بعد تورط الجماعة فى قلب نظام الحكم والقبض على قادة كبار خططوا لاغتيال جمال عبدالناصر وهو ما تم تسميته بـ «تنظيم سيد قطب»، ولجأ معظم قيادات الإخوان الفارين إلى «قطر»، وكان معظم هذه القيادات من رفقاء حسن البنا مؤسس الجماعة أو من الرعيل الأول للجماعة وتلاميذه الذين تأثروا بالتنظيم السرى للجماعة، وكانوا ضمن أعضائه الذين شكلوه طوال الثلاثين عامًا الأولى من عمر الجماعة ومنهم: يوسف القرضاوى وعبدالبديع صقر وحسن المعايرجى وعزالدين إبراهيم وأحمد العسال وعبدالحليم أبوشقة وكمال ناجى.
من خلال هذه المجموعة انتشر فكر الإخوان بين الشباب القطرى بعد أن عملوا فى جهات معظمها يخدم أفكارهم ومنها «وزارة الأوقاف ومديريات المعارف التعليم والمعاهد الدينية» ومنذ عام ١٩٩٥ وتحديدًا خلال السنوات الأولى من عهد «حمد بن خليفة» تم حل تنظيم الإخوان فى قطر وانصهر التنظيم مع القطريين بعد أن أسس «القرضاوى» كلية الشريعة فى جامعة قطر، ووصل «صقر» لمنصب مدير للمعارف ودار الكتب، ثم عين مستشارًا ثقافيًا لحاكم قطر، وتولى «المعايرجى» منصب أمين عام حركة البحوث العلمية وقام بالتدريس لأولاد الشيخ أحمد بن على آل ثانى حاكم قطر الأسبق وكان من تلاميذه «الشيخ حمد بن خليفة» حاكم قطر السابق ووالد الأمير تميم حاكم قطر الآن، وعُين «عبدالحليم» مديرًا لإحدى المدارس لمدة ١٢ عامًا، وعُين «الأعظمى» أمينًا للمكتبة الوطنية العامة بعد أن وطد علاقة قوية مع الأسرة الحاكمة ليس هذا فقط، بل إنهم أنشأوا جمعيات خيرية وجمعيات شرعية ومؤسسات دعوية لخدمة أهدافهم
لماذا نقول ذلك؟ ولماذا نرصُد هذه الوقائع؟ لإثبات أن قطر والإخوان ليس فقط «إيد واحدة» بل إنهما أصبحا منذ نصف قرن «واحد»، فـ«فكر قطر» هو «فكر الإخوان»، وتوجهات قطر هى نفس توجهات الإخوان، وأموال قطر موجهة لخدمة أهداف الإخوان، وأراضى قطر تؤوى قيادات الإخوان الهاربين، وقنوات قطر وصحفها تُدافِع عن الإخوان، وفتاوى مشايخ قطر تخدم مصالح الإخوان، بل إن سياسة قطر أصبح كل همها أن تقف صفًا واحدًا مع «الإخوان».