محظوظ من أعطاه الله الموهبة، فهو يمده بطاقة غير عادية لإنجاز الكثير من الأفكار التى تدور فى داخله، ثم إخراجها بطريقة مختلفة تميزه عن الآخرين، «محمد» ابن محافظة الجيزة تعلم مهنة النقاشة منذ طفولته، وكان والده يأخذه معه إلى العمل بعد انتهاء يومه بالمدرسة كل يوم؛ ليعمل معه ويساعده فى مواجهة ظروف المعيشة القاسية، لم يكتف بمهنة النقاشة فقط لكنه عمل بأكثر من مهنة، وتركزت كلها على مجال الدهانات «سيارات، مباني، نجارة».
يقوم «محمد» بعمل رسومات ثلاثية الأبعاد ورسومات خلابة تشمل مناظر طبيعية بحرفية شديدة على الحوائط بواسطة «كمبروسر» هواء، ليسير بخطى ثابتة نحو النجاح فى مجاله، حاجزًا لنفسه مكانًا بين كبار الرسامين فى جميع أنحاء الجمهورية.
يقول محمد عايد، 33 عامًا: «والدى نقاش وكنت بروح معاه وأنا عندى 9 سنين عشان الظروف المادية الصعبة اللى كنا بنعانى منها، وكنت بخلص المدرسة وأطلع على الشغل وبعدها اشتغلت فى مجال الدهانات، ودوكو العربيات، لغاية لما كان عندى 17 سنة، وبعدها اشتغلت فى مجال النقاشة، والنقاشين كانوا بيخلونى فى المرحلة النهائية «الفينش» عشان كانوا بيقولوا إن لمسة إيدى حلوة فى هذه المرحلة، وبقيت برسم على الرخام وعلى الحيطان كل أنواع الرسم، ثلاثى الأبعاد وطبيعة، وباخد أفكار جديدة من ورق الحائط إللى فى السوق.
ويتابع: «من حوالى 7 سنين كنت شغال نقاشة فى إسكندرية وصاحب الشقة كان جايب رسام، فرحب به بزيادة فأنا حسيت بالغيرة منه، وبعد ما نزلت من هناك قعدت أتفرج على «يوتيوب» عشان أتعلم الرسم صح، وشاهدت فنان صينى كان بيرسم بالهواء، وتعلمتها عشان كانت طريقة سهلة وبسيطة، عشان أنا كنت برش نجارة وعربيات فكانت عندى فكرة عن هذه الطريقة، وبعرف أتحكم فى «الكمبروسر» شوية، وبتحكم فيه عن طريق القرب والبعد والضغط، وناس كتير بتسألنى أنت دارس إيه بالضبط؟ عشان اللى بشتغله لازم يكون حد دارسه مش موهبة بس».
ويواصل: «بعرض شغلى على جروبات النقاشين والدهانات بالفيس بوك، والناس بتشوف شغلى وتكلمني، وأكتر حاجة بتتطلب منى ثلاثى الأبعاد والخداع البصري، وساعات برسم بقلم رصاص على الحيطة عشان ما اتلخبطش، وساعات بمسك الرسمة فى إيدى وأتفرج عليها وأنا برسم، والصورة قدامى هى إللى بتجبرنى أعملها إزاي، وممكن أخلص شقة كاملة فى يومين وكله على حسب الرسمة، والسعر على حسب الرسمة والوقت المستغرق فيها وبيكون «مقاولة «مش بالمتر».
