لم تكن صدفة أن يختار يوسف شاهين المبدع شخصية بهية لتقوم بها الفنانة محسنة توفيق فى فيلمه العصفور تلك الممثلة القديرة صاحبة الوجه الجميل الهادى المصرى والمعبر بصدق وقد تفاعل كل من شاهد العرض حين أطلق عليها بهية وهى الرمز الذى تغنى به الشيخ أمام ذلك الفنان العظيم من كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم.. مصر ياما يا بهية يا أم طرحة وجلابية الزمن شاب وانتى شابة هو رايح وانت جاية فوق الصعب ماشية فات عليكى ليل وميه واحتمالك هو هو وابتسامتك هى هى تضحكى للصبح يصبح بعد ليلة ومغربية تطلع الشمس تلاقيكى ما عجبانية وصبية.
هى مصرنا الفتاة الجميلة التى نريدها الأفضل كانت محسنة توفيق هى نجمة أفلام يوسف شاهين منذ فيلمه الأول بابا أمين وأفلامه الأشهر منها العصفور.. وداعا بونابرت... إسكندرية ليه... وقد لعبت محسنة توفيق أدوارها فى تجل وحب طبيعى بدون تمثيل حتى آخر أفلامها الخفيفة العميقة فيلم ديل السمكة.. لقد استحقت محسنة توفيق أن يطلق عليها اسم بهية المصرية تقديرا لأعمالها.. فهى التى يتواءم سلوكها العام مع أدوارها حيث كانت تشارك فى كل الفعاليات والأنشطة الوطنية مشاركة ناشطة دفاعا عن الثقافة الوطنية وعضو فى اللجنة الشعبية المهامة التى كونها عدد من الشخصيات الوطنية ضد التطبيع مع إسرائيل وتزييف الوعى كما كانت مشاركة فى المؤتمرات والندوات والمظاهرات دفاعا عن القضية الفلسطينية وفى السويس المكافحة التى كانت ترفض الهزيمة والانكسار حيث سافرت إلى الكابتن غزالى وفرقة أولاد الأرض بالسويس لتكون معهم فى فندق المقاومة الشعبية، كما كانت الضيفة ومتحدثة فى الندوات الفنية والثقافية التى كان يقيمها حزب التجمع، إنها محسنة توفيق الفنانه التى لم تنفصل عن معارك الوطن فى المظاهرات ضد امريكا وحربها على العراق فضلا عن مشاركتها الواضحة فى ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو من أجل مصر التى نريدها أفضل رافعة شعارات الحرية من أجل الدفاع عن العيش والحرية والكرامة الإنسانية وضد الظلم والقهر إنها محسنة توفيق التى غنت ونادت فى فيلم العصفور هنحارب هنحارب هنحارب حتى النصر. ومن هنا كانت وحدة الأعمال والأقوال عند محسنة توفيق سبيكة واحدة.. ما يؤكد مصداقيتها أن تكريم محسنة توفيق وحصولها على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعمالها عام ٢٠١٣ كانت تكريم المستحقة للفنانة المصرية ولما قدمت من جهود فنية ووطنية وقد جاء تكريم بهي.. محسنة توفيق فى مهرجان أسوان السينمائى فى فبراير الماضى منذ ثلاثة شهور فقد جاء تتويجا وعرفانا مستحقا عن أدوارها الفنية وما قدمته للسينما والتليفزيون والفن المصرى من أعمال راقية وتبقى تحية لإنسانة مصرية معجونة بالطين والتمر والريحان والنعناع والورد البلدى وبرائحة الياسمين والفل تحية عطرة لك. محسنة وتوفيق... يا بهية المعنى.