فى تمام الساعة ٣:٣٠ عصرًا طوال أيام شهر رمضان المبارك عامى «١٩٨٧، ١٩٨٨»، كانت تعرض فوازير «جدو عبده» على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى، بطولة الكوميديان الكبير الراحل عبدالمنعم مدبولى، الذى نجح من خلالها نجاحًا كبيرًا فى تقديم رسائل هادفة بخفة دمه والكاريزما التى تميزه فى عالم الكوميديا.
تغنى الكبار والصغار بتتر الفوازير الشهير:«جدو عبده.. عامل إيه؟ زارع أرضه.. زارع إيه» وأغانى العمل المحفورة التى لا تزال محفورة فى الذاكرة، «العمدة الآلى آلى شرفنا يا خالى آلى» وغيرها من الأغانى. كانت مدة الحلقة ٢٠ دقيقة يلتف حولها الاسرة، لحل لغز الفزورة، فى جو من المنافسة والسعادة بين الجميع، صغارًا وكبارًا، فى جو جميل اختفى فى زحمة الحياة وسرعة إيقاعها وضغوطها والتطور الكبير فى وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعى، التى احدثت خرس أسرى، لم يكن معروفًا فى عهد فوازير جدو عبده وعمو فؤاد ونيللى وشيريهان وفطوطة، تلك الفوازير التى ساهمت فى نشأة جيل، وارتبط بها الكثيرون، لدرجة أنه لا يمكن أن يمر شهر رمضان دون ذكرها، حتى أصبحت من أهم الكنوز وتراث التليفزيون المصرى. فوازير «جدو عبده» ﺗﺄﻟﻴﻒ مصطفى الشندويلى، إخراج محمد رجائى، بطولة عبدالمنعم مدبولى «جدو عبده»، ماما سنابل «نسرين»، ريحان أبو شوشة الجناينى «أحمد راتب» مع الطفلة شهيرة أباظة «فلة» والطفل وائل سامى «قرنفل»، الغفير مغاورى وقلقاسة اﻹنسان اﻵلى، حيث يصحبنا جدو عبده إلى عالم الزراعة، ويقدم فى كل حلقة معلومات جديدة ومبسطة عن مختلف الزراعات، فى إطار درامى يمتزج بالكوميديا، مختتمًا كل حلقة بالفزورة التى يلقيها بنفسه فى قالب شعرى وغنائى.
استطاع المخرج محمد رجائى فى هذه الفوازير التركيز على الإبهار والصورة والحركة الاستعراضية، وقدم أيضًا شخصية الإنسان الآلى الذكى جدًا، الذى يعبر عن فترة المستقبل حيث جذبت شخصية «العمدة الآلى» الأطفال بشكل كبير، وقدم «مدبولي» فى العالم الثانى، جزءًا جديدًا من فوازيره بعنوان «جدو عبده راح مكتبته» من خلال شخصية «أمين الآلي» شاركته البطولة المطربة عزة بلبع، وكان مطلعها يقول: «جدو عبده عامل إيه؟ راح مكتبته رايح ليه؟ هقرا وتقروا معايا كتير، وكمان هنفزر فوازير، هتسلينا وتخلينا نتعلم منها التفكير، فوازير فوازير».
قدم عبدالمنعم مدبولى الفوازير لمدة عامين، وتداولت الصحف وقتها وجود خلاف بينه وبين الفنان الكبير فؤاد المهندس، حيث اختلف المهندس مع التليفزيون انذاك ورفض عمل الفوازير كعادته كل عام، فتعاقد ماسبيرو مع «مدبولي» الذى عندما علم «بغضب» المهندس منه، قرر أن يكتفى بتقديم الفوازير لعامين فقط «١٩٨٧، ١٩٨٨»، بعدها عاد عمو فؤاد لتقديم الفوازير مرة أخرى، وتصالح الكبيران، رحمهما الله، بعدها.