الاستعداد لشهر رمضان فى مصر يختلف عن مثيله فى أى بلد آخر من حيث عادات المصريين – النادرة - فيه، والتى استمرت لعدة عقود من أعمارنا دون أن تتغير إلى الأفضل الذى نتمناه ولكننا لا ندركه!
على كل حال؛ فإن شهر رمضان يحرص فيه المسلمون على عمل الخير وإفطار الصائم والفقير والصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد فى المساجد التى تمتلئ عن بكرة أبيها فى هذا الشهر، وغيرها من الأعمال الصالحة التى لا يتسع المقال لذكرها، والتى نتمنى أن تكون موجودة طوال السنة وليس فى رمضان فحسب، ولكن ما نلاحظه من سلوكيات فى هذا الشهر تعكر صفوه وعبقه الروحانى هو مهرجان «الهيافة» والبيزنس الكبير لشركات بعينها، الذى يصاحب هذا الشهر مع قرب قدومه وبكميات الأطعمة والمشروبات التى تحرص الأسر المصرية على تخزينها وشرائها فى هذا الشهر، مما يرهق ميزانية الأسرة التى تتكبدها خلال هذه الأيام المعدودات ولا تستهلكها كلها، بل تلقى فى صناديق القمامة بعد ذلك!
والأمر الآخر كمية المسلسلات التليفزيونية التى تستمر حتى أذان فجر اليوم التالى، مما يحرم الكثير من الناس من الاستمتاع بهذا الشهر الفضيل من قراءة القرآن وتدبره والاستماع للأحاديث والتفاسير وأمور ديننا، التى فى الغالب ما تستحوذ على دقائق قليلة فى البث اليومى، ناهيك عن الفواصل الإعلانية التى تخترق الأعمال الدرامية وبرامج الفكاهة بشكل يجعل المشاهد يهرول إلى قناة أخرى حتى ينتهى فاصل الإعلانات، هذا غير إعلانات التسول والشحاتة التى تستمر القنوات فى إذاعتها طوال الوقت الذى يعتبر فيها أصحاب المستشفيات الخاصة فى الغالب موسما لجلب المزيد من الأموال لخزائنها، وهى إعلانات تنتهك آدمية الأطفال ومستقبلهم وأسرهم من أجل استعطاف المشاهدين حتى يتبرعوا لهم، فضلا عن عرض برامج الأكل عن أحدث ما توصل إليه العلم الحديث فى طواجن اللحمة والمحاشى والمكرونات بأنواعها والفراخ، ناهيك عن إعلانات شبكات المحمول المستفزة، التى تمت الاستعانة فيها بأحد نجوم هوليوود، وإعلانات الفانلات التى تمت الاستعانة فيها بنجوم التعليق الرياضي، هذا غير برامج المقالب التى يقوم بها فنانون ونجوم فى الرياضة بشكل معد مسبقا مع الضيف، وكأن الأمر تلقائى بشكل فيه خداع للمشاهدين، ناهيك عن برامج الغيبة والنميمة التى تنتشر على القنوات الفضائية بجوار المسلسلات التى تمتلئ بها الشاشات الفضائية وغيرها من الأشياء التى تثير الضحك وعلامات الاستفهام فى هذا الشهر الذى من المفترض أن نتفرغ فيه للعبادة والفوز بليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، ندعو الله أن نفوز بها وليس بشيء دنيوى آخر!